الرباط: أعاد تألق اللاعبيْن مروان فلايني وناصر الشاذلي، الاثنين، رفقة المنتخب البلجيكي لكرة القدم، ومساهمتهما الكبيرة في قلب الطاولة على المنتخب الياباني، في دور ثمن نهائيات كأس العالم روسيا 2018، الحديث عن طريقة تدبير ملف لاعبي المهجر رفقة منتخبات المغرب، بشكل خاص، وقيمة وكثرة المواهب الكروية ذات الأصول المغربية، التي تصنع مجد منتخبات بلدان الإقامة، وخصوصا في بلجيكا وفرنسا وهولندا، حيث توجد جالية مغربية مهمة، بشكل عام.

ويحسب لفلايني والشاذلي، في مباراة اليابان، أنهما أعادا الروح إلى منتخب بلجيكا، مباشرة بعد نزولهما بديلين في الشوط الثاني، في وقت كان فيه الشياطين الحمر منهزمون بهدفين نظيفين، ليسجل فلايني هدف التعادل من رأسية متقنة، في الدقيقة 74، ويتوج الشاذلي هجمة خاطفة في آخر أنفاس الوقت بدل الضائع للمقابلة بهدف فوز قاتل على منتخب ياباني رائع، فتح الباب أمام منتخب بلجيكا لمواجهة منتخب البرازيل في دور ربع النهاية.

ولعل المثير في قصة فلايني والشاذلي أنه كان من الممكن أن يكونا، اليوم، ضمن تشكيلة منتخب المغرب الذي خرج من دور مجموعات نهائيات روسيا، الي تتواصل إلى غاية 15 يوليو الجاري، لولا سوء تدبير القائمين على الشأن الكروي في المغرب، قبل سنوات.

بالنسبة لفلايني، فقد كتب له أن يصنع أفراح البلجيكيين، فقط لأن مدرباً لمنتخب شبان المغرب رفض، في 2007، إلحاقه بأشبال الأطلس، خلال تربص بالمغرب، بمبرر طول قامته !

أما الشاذلي، فقد لبى دعوة أسود الأطلس، في 2010، ولعب مباراة ودية إلى جانب مروان الشماخ والحسين خرجة وعادل هرماش ويوسف حجي ونادر المياغري، ولاعبين آخرين، في ضيافة منتخب إيرلندا الشمالية، قبل أن يبدل الوجهة صوب منتخب الشياطين الحمر !

الشاذلي مع الأسود للمعاينة

قبل ناصر الشاذلي، في 2010، تلبية دعوة مدرب أسود الأطلس، وقتها، الفرنسي إيريك غيريتس، غير أنه اشترط، أولا، معاينة الأجواء داخل المنتخب المغربي، قبل إعطاء موافقته النهائية باللعب لأسود الأطلس. وكذلك كان، حيث لعب رفقة النخبة المغربية مباراة ودية ضد منتخب إيرلندا الشمالية، انتهت بهدف لمثله. وقد سجل للمغاربة، يومها مروان الشماخ، في مقابلة حمل فيها الشاذلي الرقم 21.

بعد ذلك سيغير الشاذلي وجهته نحو بلجيكا، حيث صار لاعباً أساسياً في منتخب "الشياطين الحمر".

فلايني ونكتة طول القامة

إذا كان لقصة الشاذلي أن تثير تعجب واستغراب البعض، فإن لقصة فلايني جوانب تصلح لتسليط الضوء على عدد من مكامن الخلل في تدبير أمور الكرة المغربية، وتقييم مستوى من يسهر عليها، على المستوى التقني والتسييري؛ إذ من المعروف في المغرب أن والد فلايني، الذي سبق أن لعب حارساً للمرمى في أكثر من فريق مغربي، اقترح ابنه مروان، في 2007، على القائمين على شأن المنتخب المغربي للشبان، لكن دون جدوى، إلى درجة أن قصة مروان فلايني تحولت، اليوم، في المغرب، إلى مادة للتفكه من واقع الممارسة الكروية ومن مستوى بعض المدربين المغاربة، ومدى قدرتهم على رصد المواهب الكروية، إلى درجة أن مدرباً معروفاً في المغرب، رفض، وقتها، قبول مروان فلايني، حين تدرب أمامه، بمبرر أنه طويل القامة، وأنه قد يصلح لممارسة كرة السلة، وليس كرة القدم !

بقية الحكاية، صارت معروفة، حيث سينجح اللاعب في البصم على مسار كروي متميز رفقة أكبر الفرق في بلجيكا، قبل أن ينتقل إلى إنجلترا حيث تميز مع إيفرتون، قبل أن ينتقل إلى مانشستر يونايتد، كما صار من أعمدة المنتخب البلجيكي.

ثلاثي من أصول مغربية

خرج منتخب المغرب من الدور الأول من نهائيات كأس العالم روسيا 2018، بعد هزيمة أولى أمام إيران بهدف لصفر، وهزيمة ثانية أمام منتخب البرتغال بهدف لصفر، قبل أن يتعادل مه منتخب إسبانيا بهدفين لمثلهما.

ورغم الخروج المخيب، فقد كسب منتخب المغرب، الذي تتكون تشكيلته من لاعبين من أبناء المهجر، احترام العالم.

ويبقى أن اسم المغرب، سيواصل الحضور، في نهائيات كأس العالم، عن طريق لاعبين من أصول مغربية يلعبون لمنتخبات بلدان الإقامة: مروان فلايني وناصر الشاذلي رفقة بلجيكا، وعادل رامي رفقة منتخب فرنسا.