اسطنبول: تجددت أعمال العنف في الدوري التركي، وذلك بعد مواجهات عنيفة بين مشجعي طرابزون ولاعبي فنربهتشه عقب نهاية المباراة بين الفريقين الاحد، وهو مشهد متكرر في ملاعب تركيا خلال السنوات الأخيرة.

صورة تركيا تتضرر
الكرة التركية لا تضر سمعتها فحسب، بل إنها تصدر صورة ذهنية سيئة عن تركيا بشكل عام، مما يتسبب في ضرر بالغ، خاصة أن تركيا تعد وجهة سياحية عالمية، ولا يجب أن يرتبط اسمها بالعنف بأي شكل من الأشكال، فالمشاهد الدامية، والمواجهات والمصادمات التي تحدث في الملاعب تنتقل سريعاً إلى الميديا العالمية.

ماذا حدث؟
اقتحم مشجعو نادي طرابزون سبور الملعب، الأحد بعد اطلاق صافرة النهاية بينما كان لاعبو فنربهتشه يحتفلون بالفوز (3-2)، وأظهرت المشاهد المصورة أحد مشجعي طرابزون سبور وهو يدخل الملعب ويتجه بسرعة نحو اللاعبين المحتفلين الذين قام بعضهم بالركض نحوه وضربه.
واقتحم مشجعون آخرون الميدان في حين سعى رجال الامن الى فرض الامن.

واظهرت مشاهد الدولي البلجيكي ميتشي باتشواي وهو يركل احد المشجعين الذين دخلوا الملعب، بينما قام الدولي النيجيري برايت أوسايي سامويل بلكم مشجع آخر.

وفي صور اخرى متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، بدا احد المشجعين وهو يهدد لاعب فنربهتشه، واخرى تظهر حارس مرمى الضيوف، الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش، وهو يتلقى لكمة على الوجه.

تحقيقات موسعة
وعقب مشاهد العنف، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا، عن فتح تحقيق في الحادث. وكتب على منصة "إكس" (تويتر سابقا) "بعد مباراة طرابزون سبور وفنربهتشه لكرة القدم التي أقيمت هذا المساء، بدأنا التحقيق على الفور لتحديد هوية المتفرجين الذين دخلوا الملعب والتحقيق في الأحداث التي وقعت في نهاية المباراة".

وتابع "حوادث العنف في ملاعب كرة القدم غير مقبولة على الإطلاق".

وليست المرة الاولى التي يشهد الدوري التركي اعمال عنف هذا الموسم، إذ سبق ان اوقف الدوري لمدة اسبوع كامل في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بعد ان تعرّض حكم المباراة بين أنقرة غوجو وريزه سبور للاعتداء.

"للنساء فقط"
في عام 2011، قرر الاتحاد التركي توقيع عقوبة على الأندية المحلية بمنع المشجعين الرجال من حضور المباريات، وذلك في خطوة منه للحد من ظاهرة العنف وشغب الملاعب التي استشرت في الملاعب التركية.

وكان فريق “فنربخشة”، حامل لقب الدوري التركي، أول الأندية التي طالتها هذه العقوبة، وذلك بسبب أعمال الشغب التي تسبب فيها جمهوره في المباراة التي جمعته مع فريق “شاختار” الأوكراني.

ووقع الاتحاد التركي عقوبة على “فنربخشة” بعدم حضور أيّ من الرجال أو الجمهور لمباراتيه الأوليين في الدوري المحلي، قبل أن يخفف العقوبة ويسمح فقط بدخول النساء والأطفال.

وتفاعلت الصحافة العالمية مع هذا الحدث في حينه، وقالت إنه عقاب مثالي للرجال المشاغبين، بل هو أشد تأثيراً من منع الجميع من حضور المباريات، فهل تعود تركيا لرفع لافتة "للنساء فقط"؟ بهدف تلميع صورتها، والهروب من فخ "العنف"؟.