في زيارة قام بها الرئيس الاميركي باراك اوباما مؤخرا الى مدرسة ابتدائية في الولايات المتحدة ، تحدث للأطفال الذين تحلقوا حوله عن قوة المواقع الاجتماعية على الانترنت وتأثيرها. ودعا اوباما تلاميذ المدرسة الى التفكير بامعان في ما يضعونه على موقع فيسبوك. وقال: quot; أيا يكن ما تفعلونه سيعود اليكم لاحقا في مرحلة ما من حياتكم quot;. ويرى مراقبون ان رسالة اوباما الى التلاميذ قد تكون أنفع وأجدى لو استهدف بها الكبار الذين يبدو ان استخدامهم هذه الوسائل الاجتماعية ليس اكثر حكمة أو رصانة من استخدام الاطفال لها ، كما يذهب هؤلاء المراقبون.
تشير مجلة quot; فوربس quot; الى العديد مما تسميه امثلة محرجة ومؤسفة على سوء تصرف أشخاص بالغين على المواقع الاجتماعية ، منهم اللص الذي ضُبط لأنه فتح صفحته على فيسبوك في البيت الذي كان يسرقه.
كما يبدو ان الكبار يعانون من quot;الافراطquot; في تبادل المعلومات وترويج أنفسهم على الشبكة. وتوصلت دراسة الى ان 45 في المئة من ارباب العمل يفحصون تاريخ حياة المتقدمين للعمل عندهم عن طريق الاعلام الاجتماعي بالمقارنة مع 22 في المئة عام 2008. ويقول 35 في المئة من ارباب العمل إنهم وجدوا أسبابا للامتناع عن توظيف متقدم للعمل على اساس معلومات عن حياته عثروا عليها عبر الشبكات الاجتماعية.
امرأة ارتكبت خطأ دفعت ثمنه غاليا على حساب حياتها المهنية عندما كتبت رسالة على تويتر تقول فيها ان شركة معروفة عرضت عليها وظيفة وعليها الآن ان تقارن آفاق الحصول على راتب دسم بالمقارنة مع رحلاتها اليومية الى مكان عملها الذي يبعد مسافة طويلة عن منطقة سكنها للقيام بوظيفة تكرهها. ولاحظ احد العاملين في شركة الاتصالات ذات العلاقة رسالتها وابلغها بأنه سيوصلها الى مدير التوظيف. واعترفت هذه المرأة لاحقا بأنها وجدت نفسها مضطرة الى تفويت الفرصة.
وتقول مجلة quot;فوربسquot; ان رجلا في بريطانيا في الحقيقة طلب الطلاق من زوجته على فيسبوك.
تكون هذه البلاهات التي تُرتكب على الانترنت حتى أشد إحراجا حين يأخذ المرء في الحسبان ان كبارا يستخدمون تكنولوجيات الاعلام الاجتماعي الآن أسرع مما يستخدمها اليافعون والاطفال. وتبين احصاءات في هذا المجال ان موقع فيسبوك كسب 24 مليون زائر جديد شهريا تتراوح اعمارهم من 35 الى 49 عاما. كما اضافت شبكة بالو التو في ولاية كاليفورنيا نحو 14 مليون زائر جديد اعمارهم بين 50 و64 عاما لكنها لم تكسب إلا 7 ملايين زائر دون الثامنة عشرة.
تقول دراسة نُشرت مؤخرا في الولايات المتحدة ان نسبة مستخدمي الانترنت من الكبار الذين لديهم نبذات عن حياتهم على مواقع اجتماعية تضاعفت اربع مرات لتبلغ 35 في المئة عام 2008 بالمقارنة مع 8 في المئة عام 2005.
بالغون أكثر شبابا ينتمون الى الفئة العمرية من 18 الى 22 سنة ينظرون بتحفظ أكثر الى الشبكات الاجتماعية. واظهر استطلاع اجرته جامعة سان دييغو الاميركية في إطار دراسة اوسع ان اكثر من نصف الطلاب الذين شملهم الاستطلاع يعتبرون الشبكات الاجتماعية وسائط للترويج الذاتي. ودفع هذا الكثير من الشبان البالغين الى إبداء قدر أكبر من الحذر والحيطة في ما يتبادلونه من معلومات عن أنفسهم على الانترنت وكيف يشاطرون الآخرين هذه المعلومات.
تلاحظ مجلة quot;فوربسquot; ان اليافعين والمراهقين يرتكبون حماقات على الانترنت ولكنهم معذورون فهم طائشون يحتاجون الى مَنْ يوجههم. ولكن ما عذر الكبار الذين يرتكبون اخطاء مماثلة بل وحتى أسوأ!
التعليقات