بعد ثماني سنوات على إعلان مؤسسة ويكيبيديا عن فتح صفحاتها للجميع كي يشاركوا في كتابة شتى المعلومات وتحقيق نجاح هائل في مجال توفير معرفة مجانية للجميع وفي حقول شتى، بدأت هذه الانسكلوبيديا الالكترونية تعاني من نقص كبير في عدد المساهمين في كتابة وتحرير صفحاتها.
وهذا ما أثار المخاوف من اندثار ويكيبيديا إذا استمر هذا المسار على ما هو عليه. فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة غادر الموقع ما يقرب من 49 ألف مشارك متطوع في كتابة وتحرير صفحاتها والتوثق من صحة معلوماتها. وهذا ما جعل الكثير من الخبراء مقتنعين من أن هذا المسار قابل لأن يشكل خطرا على مستقبل ويكيبيديا.
وضمن هذا السياق قال فيليب أورتيغا من جامعة ري خوان كارلوس في مدريد والعضو في فريق بحث معني بهذه الظاهرة حاليا لمراسل صحيفة التايمز اللندنية الصادرة اليوم إنه في حالة عدم توفر عدد كاف من الأشخاص المهتمين بالمشروع فإن ويكيبيديا قابلة للتلاشي.
فحسب دراسته اتضح أن المحررين المتطوعين بدأوا بمغادرة الموقع بأعداد قياسية. وخلال الفترة الاخيرة اتضح أن موقع ويكيبيديا فقد 23 ألف منهم خلال شهري مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين، علما بأن عدد المحررين العاملين في هذه الانسكلوبيديا الالكترونية يصل إلى حوالى 100 ألف شخص. وهذا يعني أن ما يقرب من ربع المحررين قد ترك الموقع نهائيا.
مع ذلك فإن شعبية ويكيبيديا بين القراء لم تتأثر وكان مؤسسها جيمي ويلز قد بدأ الانسكلوبيديا لأول مرة في عام 2001 كمشروع تجريبي لكن موقعه اليوم يحتل الموقع الخامس من حيث درجة الشعبية على مستوى العالم كله.
وكانت ويكيبيديا قد تعرضت لبعض التجارب المثيرة للحرج بسبب نقص التحرير وعدم دقة المعلومات في بعض الحالات مثلما حدث بعد إعلان وفاة السيناتور إدوارد كينيدي قبل حدوثها، ما أدى إلى وضع قواعد جديدة تمنع حدوث أخطاء كهذه.
لكن بعض الخبراء يحاججون أن القيم التي كانت تحكم ويكيبيديا في بدايات ظهورها قد بدأت تتلاشى. وقال أورتيغا: quot;أصبحت المقالات تحت سيطرة أشخاص آخرين غير الذين يكتبونها وهذا ما جعل المشاركة أكثر صعوبة مما كانت عليه في السابقquot;.
التعليقات