عبّر الموسيقار ملحم بركات عن غضبه من الإهمال الذي يتعرض له الفنانون اللبنانيون الكبار، من قبل الدولة، مما يضطر سوريا لعلاجهم على نفقتها، وترك المؤتمر الصحافي لمهرجان الدوحة الغنائي العاشر قبل انتهائه.
الدوحة: عبر الموسيقار ملحم بركات عن غضبه من واقع الفن والفنانين في لبنان بطريقة أربكت منظمي مهرجان الدوحة الغنائي العاشر، حيث غادر منصة المؤتمر الصحافي منفعلاً قبل انتهائه، عند حديثه عن تقصير الدولة اللبنانية في رعاية فنانيها الكبار وترك المهمة لسوريا التي تتولى تقديم الرعاية الصحية لهم كلما احتاجوا لذلك.
وكان الموسيقار ملحم بركات قد التقى الإعلاميين المشاركين في فعاليات مهرجان الدوحة الغنائي العاشر، الذي يقام هذا العام تحت شعار quot;ع هوا لبنانquot; في القاعة المفتوحة في المدرج الروماني في الحي الثقافي quot;كتاراquot;، وذلك قبل ساعات قليلة على موعد الإفتتاح الذي سيجري مساء.
ورافقت النكتة ملحم بركات منذ لحظة وصوله إلى quot;كتاراquot;، حيث مازح الإعلاميين مراراً، قبل أن يبدأ الجد. واستهل كلامه باعتبار ليلة الإفتتاح مميزة خاصة أن quot;قطر تأخذ عن لبنان تكريم عمالقته لأنه لم يقم بذلكquot;.
ولفت الموسيقار إلى أن quot;ما يجري في قطر لم يحصل لدينا في لبنان، ولم يتم تكريم أحد من العمالقة في لبنان من زكي ناصيف لفيلمون وهبي وغيرهم، بينما في أميركا كل سنة يتم تكريم الفنانين فيجمعون أصحاب الأموال ليتبرعوا لجين مارتن وفرانك سيناترا لهم كي لا يتبهدلواquot;.
وتوقف عند حال فناني لبنان الكبار فقال quot;أما نحن في لبنان فمن العيب أن نذكر أسماء فنانيا الذين يقيمون في الفنادق على حساب الناس لأنهم لا يملكون شيئاً، لأن العيب من البلد الذي لا يكرم فنانيه، فلماذا يجب أن تأتي سوريا لتعالج الفنانين اللبنانيين؟ ولماذا بيت الأسد يطببوا الفنان؟quot; وختم بالقول quot;أنا آسفquot; وغادر المكان.
وكان ملحم بركات قد قال رداً على سؤال حول الأعمال التي سيقدمها في الإحتفال quot;أنا سأقدم ما عملته أنا شخصياً في حياتي، لكن الزملاء سيغنون للذين رحلواquot;.
اللهجة اللبنانية
وانتقد الموسيقار ملحم بركات من يعاتبه لمهاجمته الفنانين اللبنانيين الذين يغنون باللهجة المصرية، فقال quot;المنافسة في الفن هي التي تدفع لتقديم الأفضل، لكن الشباب في لبنان يغنون باللهجة المصرية، وهذا ليس عيباً إذا كان أغنية، لكن يجب أن يكون هناك منافسةquot;. معتبراً أن هناك من يفهمه خطأ quot;أنا لا أكره اللهجة المصرية وهم يفهمونني خطأ. لكن مثلاً في الخليج ينافسوننا في الأغنية وصرنا نخاف منها، فإذا كنا سنغني في لبنان باللهجة المصرية لن يكون هناك منافسة، هذا قصدي وهناك 70 مليون يفهمون نفسيتي خطأ ولا يعرفون كيف أفكرquot;.
لا منافسين ولا مبدعين
لكن ملحم بركات يرى أن quot;لا منافسين لي في لبنان، صراحة مع احترامي لكل الفنانين.
ولا عبقرية في السوق أقف بوجهها وأرعب منهاquot;، ويستذكر كيف كان quot;فيلمون وهبي إذا سمع أغنية حلوة لا ينام الليل حتى يعمل مثلها، فهذه هي المنافسةquot;.
وانتقد غياب الإبداع الفني بالقول quot;لا يوجد مبدعين اليوم، هناك موسيقيين يكتبون نوتات قليلة ولم يكملوا دراستهم، فهم يركبون تركيبا. ولا يوجد جملة موسيقية، وما نسمعه يمكن لأي كان أن يكتبه، وهذا منطقي، أما القطع الجميلة فلا يوجد من يكتبها. وعلى من لديه موهبة أن يكمل دراسته ومن لا يستطيع الوقوف في الساحة ليجلس في البيتquot;.
الإعلام لا يحترم الفن
وواصل بركات هجومه على الإعلام مشيراً إلى وجود quot;ستمئة قناة فضائية لا يمكن أن نستمع لها، لأنهم لا يميزون الجمال ولا يفرقون بين الأغاني، فيضعون أغنية لمحمد عبده وبعده فنان غير معروفquot;.
وعبر عن وجهة نظره بأن quot;الصحافة لم تكن هكذا، كان هناك احترام للمواهب وللذين صنعوا الفن في الشرق. لكن اليوم الإعلام والتلفزيون خرّب الدنياquot;، موضحاً أنه يتكلم لأنه مخنوق quot;والله أنا أتحدث بهذه اللهجة لأني مخنوق. يعبئون الوقت والبرامج كيفما كان، ولو كانوا يحترمون الفن لما كانوا فعلوا هكذا. أنا فنان ولا يمكن أن أفتح فضائية وأستمعquot;.
وجدد بركات موقفه السلبي من الصحافة حيث قال quot;أنا أعلنت منذ عشر سنوات أن لا صداقة بين الفنان والصحافي، فإذا حصل على خبر سينشره ولو سيؤذي الفنان، كما لو أنني عملت أغنية سأخبئها أكيد لا، وهذه علاقة لا يمكن أن تكون، والتجربة أنني كنت أكبر صديق لجورج إبراهيم خوري ولعوني الكعكي واختلفت معهما. ولا صداقة تدومquot;.
جديدي أول السنة
رد ملحم بركات على سؤال حول اعتباره كملحن أهم منه كفنان فقال quot;طبعاً لو لم يكن لدي موهبة، كيف كنت سأعيش إلى هذا الوقت، على الفيتامينات كالدجاج؟! بعد رأس السنة سأصدر أغنيتين شعبيتين، وأنا صاحب هذا اللون، وهذا الخط أنا اخترعته عندما قدمت quot;حلي عنيquot; وquot;بدي جيب عليكي ضرةquot; وquot;مرتي حلوةquot;، سأقدم جديدي لأقول لهم خلصناquot;.
وعن إعطائه ألحاناً للفنانين قال quot;أنا أعطي ألحاني لكل فنان عنده صوت ويغني ويقدر أما أن أعطي لحني لفنان بالواسطة فهذا يجعلني أبكي على لحني، لأني سأخسرهquot;.
وسوف خسر صوته
نال كلام المطرب جورج وسوف في برنامج تلفزيوني مؤخراً حول أن ملحم بركات quot;نزعquot; نجوى كرم لأنها لم تغني إلا باللهجة اللبنانية، حيّزاً من كلام الموسيقار، إذ اعتبر أن وسوف يرى quot;أنني أهاجم اللبناني الذي لا يغني إلا باللهجة المصرية، ونجوى وقفت معي في هذا الموضوع، وهذا بلدنا، الواحد يرى نفسه ببلده ولهجته، ولكل واحد طريقتهquot;.
ويكمل quot;وسوف قال أكثر من أني نزعت نجوى، هو قال أني أمشي مع الناس وأهوبر، لكن ألتفت ولا أجدهم لأنهم تركوني، صحيح أني أخسرهم لأنهم لم يفهموني ولم أفهمهم، وأنا أفقد أصحاباً لكن أكسب غيرهم، لكن هو خسر أعز شيء في الدنيا وهو صوتهquot;.
وأضاف الموسيقار اللبناني quot;كان جورج يتصرف بطريقة غريبة كلما كانت تسأله المذيعة عن ملحم بركات، فهي لا تسأله عن سعدان بل عن شخص له تاريخ أنا عملت ستة آلاف لحن في حياتي فشل منهم حوالي المئتينquot;.
دخلاء على الفن.. وquot;نُمَرquot;
لم يخف الموسيقار أن الأغنية اللبنانية أصبحت سطحية لأن quot;هناك دخلاء كثر على الفن، لا طعم لهم، ومن يغنون اليوم، لو كانوا أيام الرحابنة أو العمالقة كانوا منعوهم من الغناء ولو في الكورال وأنا أتحدى منهم من يعرف اللفظ بشكل صحيحquot;.
وفي إجابته بما يشبه النكتة حول سؤال عن إعجابه بالفنانة مي الحريري عندما أدت أعماله قال فورا quot;لاquot;، مضيفاً أنها quot;كانت تعمل ميكي ماوسquot;.
ورأى أن هناك quot;مجموعة منها هيفا (وهبي) ومي (الحريري) هم نمر مهضومين يشتهرون، كما في أميركا يصنعون لعبة ويبيعونها في لحظة لكن يتوقفون عن صنع مثلهاquot;.
لكنه لا يخفي سراً حين يقول quot;اذا عرضت لي أغنية على قناة ولهيفاء على قناة أخرى سيشاهدونها هيquot;، لكنه اعتبر انه ليس مهزوماً وquot;لا أشعر بالهزيمة أبداًquot;.
وانتقد من يخاطب جمهوره quot;بجمهوري الحبيب، بينما هم 300 واحد بيحبوهquot;، معتبراً أن من يحق له الحديث عن جمهور quot;أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم من صنعوا الفن في الشرقquot;.
نجوى: لن أغني إلا باللبنانية
وسبق مؤتمر بركات، لقاء للفنانة نجوى كرم مع الإعلاميين حيث توقفت عند الحملة التي تتعرض لها في مصر لأنها ترفض الغناء باللهجة المصرية، فقالت quot;أغني باللهجة اللبنانية، لأني لبنانية وتعلمنا من المصريين وحبهم لمصر كيف نحب لبنانquot;.
كما أعلنت بما يشبه التحدي quot;أعلنها وليعلم الجميع لن أغني إلا باللهجة اللبنانية، فأنا لم أغن طمعا بشهرة ولا بثروة، فقط غنيت للبنانquot;، وأضافت quot;أغنيتي اللبنانية اشتهرت وانتشرت في مصر، والشعب المصري أحبها، فلماذا يريديون وضع طابور خامس بيني وبينهمquot;.
التعليقات