في مقابلة نارية مع إيلاف أعلن الفنان خالد الصاوي عن مواقفه السياسية وعزمه انتخاب النائب البرلماني حمدين صباحي كمرشح لرئاسة الجمهورية، مؤكدًا أنه لن ينتخب الرئيس مبارك أو نجله جمال، ولن ينتخب محمد البرادعي كذلك.

القاهرة: صرح الفنان خالد الصاوي بأن فيلم الكبار والذي عرض قبل أيام يعتبر ناقوس خطر لمن يعتبرون أنفسهم فوق القانون، مؤكدًاضرورة سيادة القانون في المجتمع المصري، وقال خالد في حواره مع إيلاف إن انحساره في أدوار محددةيعود إلىكسل المنتجين والمخرجين بحيث تقل نسبة المخاطرة في العمل داعيًا إلى أن تكون السينما موجودة طوال العام وليس في مواسم محددة فقط.

في البداية ما الذي حمسك لتجربة فيلم الكبار؟
السيناريو مكتوب بطريقة جيدة كما أن كاتبه السيناريست بشير الديك تعاون مع مخرجين مهمين واسمه في حد ذاته مغرٍ لأن تقرأ السيناريو بتركيز وشغف بحيث إذا وجدت نفسك في أحد الشخصيات المكتوبة في الورق توافق على الفور، وهو ما حدث في شخصية الحاج التي لم أقدمها من قبل.

ألم تتخوّف من كون الفيلم تجربة إخراجية أولىللمخرج الشاب محمد العدل؟
إذا جلست مع المخرج وشعرت بأن له رؤية في الإخراج وإصرارا ومرونة سأوافق، فليس بالضرورة أن يكون المخرج بحجمه، فقد أعمل مع مخرج كبير ولكن في هذه الفترة يكون غير مهتم أو مركز فيما يقدمه، أحكم على المخرج بعد أن أجلس معه واقتنع بأنه قائد العمل، بعد ذلك أترك له الحرية في ما يفعله خلال التصوير في إطار السيناريو الذي نلتزم به.

هل أعجبك الاسم النهائي للفيلم الكبار ولا سيما أنه تم تغييره أكثر من مرة؟
لا لم يعجبني اسم الكبار، أعتقد أن للكبار فقط يعطي إحساسًا أكثر بمضمون الفيلم وبأن المجتمع أصبح مريح للأغنياء فقط وغير مريح للفقراء ، لذلك كان للكبار فقط أدق في التعبير عن معنى الفيلم لكنها في النهاية وجهة نظري الشخصية.

من هم الكبار ؟ وما هي رسالة الفيلم ؟
الكبار هم من أصبحوا فوق القانون ورسالة الفيلم هي أنه في حالة الاستمرار في وجود أفراد فوق القانون فهناك من سيظهر ليقتلهم، لأن إن لم يكن لدينا دولة القانون فسيكون لدينا دولة الفوضى وستدخل في كوارث كثيرة، فالآن لديك كوارث تحيط بك من كل الجهات مشاكل القرصنة في الصومال، مشاكل مع دول حوض النيل وغيرها.

هل الفيلم تحذير من مستقبل مظلم؟
الفيلم ناقوس خطر لمن يعتبروا أنفسهم فوق القانون.

شخصية رجل الأعمال المهرج التي قدمتها في الفيلم تقدم لأول مرة على شاشة السينما وثمة أفراد قالوا أنها غير واقعية ما رأيك؟
بالفعل للمرة الأولى يتم تقديمها على شاشة السينما لكن الشخصية واقعية تمامًا وقابلت في الواقع رجال أعمال بهذه الصورة من خلال المهن العديدة التي عملت فيها، لأن هؤلاء الأفراد من كثر قوتهم يستهزئون بالناس.

هل تعتبر نفسك من هؤلاء الكبار؟
إطلاقًا، لأني في النهاية أحد العاملين بأجر، فالإنسان لا يمكن أن يكون من الكبار إلا عندما يمتلك رأس المال أو السلطة السياسية وهذا ليس معناه أن كل من لديه أي منهما فاسد لكن توافرهما هو بوابة الفساد إذا لم تكن هناك دولة القانون لذلك ندعو من خلال الفيلم إلى تطبيق القانون.

اشتهر خالد الصاوي بتقديم الشخصيات القوية ؟
تستطيع أن تعتبر هذا الموضوع كسل في الاختيارات من قبل المنتجين والمخرجين، لأنك لما تنجح في موضوع محدد يتم ترشيحك فيه حتى تقل نسبة المغامرة في الأعمال لكني لا أحب أن أدعم هذا الموضوع، وفي الوقت نفسهلا تسطيع أن تتوقف عن العمل لذلك أقوم بهذه الأدوار بطريقتي التي تتيح لي التنوع فيها.

ما هي نوعية الأفلام التي ترفضها؟
أفلام المقاولات وأفلام المهرجانات التجريدية لأن السينما هي التي تعبر عن الناس فالأفلام يجب أن تعجب الناس ومن كثرة إعجابها بها تدخل المهرجانات وتحصل علي الجوائز، أما النجاح الجماهيري وحده غير جيد لأنك في النهاية تكون اشتركت في فيلم لا يرقي أن يشارك في مهرجانات وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على أفلام المهرجانات والتي تبتعد عن الناس.

ألا ترى أن هذه المعادلة مستحيلة؟
ليس مستحيلة لكنها صعبة، لأنني نجحت في تحقيقها من خلال أفلام الفرح وكبارية والجزيرة، فهذه الأفلام مثلت مصر في الخارج وحصلت على جوائز في العديد من المهرجانات الدولية وحققت إيرادات ونجاحات كبيرة سواء لدى عرضها على شاشة السينما أو في التلفزيون.

هل النجاح الجماهيري مقتصر على الإيرادات؟
الإيرادات تترجم النجاح الجماهيري ومدي إقبال الجماهير على مشاهدة الفيلم ، فهي مقدمة لأن تكون لديك اختيارات كثيرة.

ألا ترى أن توقيت عرض الكبار غير مناسب خصوصا وأنه عرض خلال مباريات كأس العالم وموسم نهاية الامتحانات؟
المشكلة ليست في توقيت عرض الفيلم لكن هناك مشكلة عامة وهي العمل بثقافة المواسم وهي أننا ننتج الأفلام لتقديمها في مواسم محددة، وهذه الثقافة متأخرة جدا، لأن من المفروض أن تكون السينما طوال العام وليست في مواسم محددة، كما يجب أن تكون هناك دور عرض في المحافظات حتى تتيح لكل فئات الشعب متابعة الأفلام وأن تصبح السينما طقسًا أسبوعيًّا لدى الأسرة المصرية وهو ما سيساهم في تحسين مستوى الفن.

كيف ترى إتاحة الأفلام على الانترنت فور طرحها بدور العرض؟
لا نسميها إتاحة بل جريمة القرصنة حتى يكون التوصيف صحيح ولابد من مقاومة القرصنة من خلال الدولة لأنها هي التي تملك الجهاز الرقابي الذي يتيح وقف علميات القرصنة وإذا لم تفعل ذلك فهي مقصرة وهذا ليس أول شيء تكون الدول مقصرة فيه لأنها مقصرة في أشياء متعددة وفي المجال السينمائي بصفة خاصة لأن القرصنة تؤدي إلي ضرب الفن المصري الذي يمثل في المهرجانات الدولية.

بعضهم يرى أن على الحكومة أن تستغلّ موارد الدولة في أشياء أكثر إفادة من السينما كون السينما لا يستفيد منها سوى النجوم الذي يحصلون على الملايين؟
لست مسؤولاً عن الجهل الموجود لدى فئة من الناس المسؤولة وهي وزارات الثقافة والإعلام والتعليم لأن الناس لا تعرف قيمة الفن وغيره من الأشياء المهمّة مثل الاثار التي لا يدرك أهميتها الكثيرون وهو موضع يقع العبء فيها على المسؤولين الذين لا يقومون بتوعية الناس بأهمية هذه الآثار.

كيف ترى التأييد الجماهيري للدكتور محمد البرادعي؟
الناس تؤيد البرادعي نكاية في الحكومة وليس لاقتناعهم به، فكرة التغيير نقولها منذ سنوات قبل أن يأتي البرادعي فالتغيير ليس حكر على البرادعي، نحن نريد التغيير ولكن في أي اتجاه، نريد الاستقلال التام وأن يكون قرارنا من داخلنا وليس من الولايات المتحدة او إسرائيل أو دول الخليج النفطية وأن يكون الـ80 مليون مصري هم أصحاب القرار فمن خلالهم سيتم اتخاذ القرار الصحيح.

وإلىمن ستعطي صوتك في الانتخابات الرئاسية ؟
لن أعطي صوتي للبرادعي أو للرئيس مبارك أو نجله جمال أو لأي حزب سياسي لأنها أحزاب ورقية وغير موجودة في الشارع بشكل فعلي ولا لجماعة الأخوان المسلمين أيضًا، سأعطي صوتي للنائب حمدين صباحي لأنه سيكون مهتم بالقضايا الجوهرية بالنسبة إلي شخصيًا مثل قضية الفقراء.

لكن حمدين أعلن تأييده للبرادعي في حال ترشحه إلى الانتخابات؟
لو حدث هذا لن أعط ِالبرادعي صوتي وسأبحث عن مجموعة تتبنى أفكارًا ثورية اشتراكية .

ما المانع في أن ترشح نفسك في انتخابات مجلس الشعب ما دمت مهموم بالقضايا السياسية؟
لا يوجد ما يمنع أو يشجع على ذلك كما أن فكرتي لا تقوم على أن الجماهير تتخصص في السياسية لكنها تعتمد على تعميم الممارسة السياسية في حياة المواطنين .

ما رأيك في المشكلة الموجودة حاليًّا بين جناحي العدالة المحاميين والقضاة؟
هذه المشكلة تافهة بغض النظر عن التفاصيل لأننا بهذه الطريقة ننقل مستوى الفوضى إلى مستوى أعلى وهذه الفوضى لو استمرت بالطريقة نفسهاستكون خطرًا على الجميع.

ماذا عن مسلسل شغل كايرو؟
المسلسل سيعرض خلال رمضان المقبل وهو مسلسل بوليسي اجتماعي .

وجديدك ؟
استعد لتصوير فيلمين الأول كف القمر مع المخرج خالد يوسف وفيلم عن قصة حياة أحمد فؤاد نجم.

وفيلم خط أحمر؟
ليست لي علاقة بهذا الفيلم وكل ما نشر حول هذا الموضوع غير دقيق لأن الفيلم لم يعرض علي ، وبالطبع أتمنى أن أعمل مع سيرين عبد النور كما رشحتني وسائل الإعلام.