واشنطن: زعمت دراسة جديدة أن عمليات زراعة الأعضاء تحدث تغيرات عميقة في شخصية الإنسان، وأن هذا لا يقتصر فقط على عمليات زراعة القلب.

وجمعت الدراسة التي أجرتها جامعة كولورادو الأميركية، ونشرت في مجلة "Transplantology"، بيانات من خلال استبيان، بغض النظر عن العضو الذي حصلوا عليه، ليتضح أن أكثر من 90 بالمئة من مرضى زرع الأعضاء، و23 متلقيا للقلب، و24 متلقين آخرين، عانوا من تغيرات في الشخصية بعد الجراحة.

وأفاد غالبية المرضى في البحث بأنهم مروا بأربعة تغيرات أو أكثر في الشخصية، وكانت غالبية هذه التغييرات مرتبطة بالذكريات، أو المزاج، أو العواطف، أو عادات الأكل، أو الهوية، أو وجهات النظر الدينية أو الروحية.

وتوصل الباحث الطبي، بريان كارتر، وزملاؤه في جامعة كولورادو إلى استنتاج مفاده أن "متلقي زراعة القلب قد لا يكونون فريدين في تجربتهم مع تغيرات الشخصية بعد عملية الزرع".

وعلى الرغم من أن نطاق الدراسة صغير جدا، بحيث لا يكون ذا دلالة إحصائية، فإن معدي الدراسة أكدوا ضرورة إجراء المزيد من الدراسة لأن "مثل هذه التغييرات قد تحدث بعد زرع أي عضو".

قياس التغيرات في الشخصية
وتعد دراسة جامعة كولورادو، من بين أولى الدراسات التي قامت بقياس التغيرات في الشخصية بعد مجموعة من عمليات زرع الأعضاء، إذ كانت الأبحاث السابقة تميل فقط إلى التركيز على عمليات زرع القلب، لاعتبار أن هذه العمليات تحديدا هي الأكثر خطورة وطويلة الأمد.

وسبق أن ذكرت العديد من التقارير، أنه منذ إجراء أول عملية زرع قلب بشري في عام 1967، أبلغ المرضى، على مضض في كثير من الأحيان، عن بعض التغييرات الغريبة وغير القابلة للتفسير في شخصياتهم.

وبعد الخضوع للجراحة، أفاد بعضهم أنهم يشعرون بأنهم أقل تشابها مع أنفسهم، وأكثر شبهاً بالمتبرعين لهم وعلى سبيل المثال، أبلغت إحدى السيدات التي خضعت لعملية زرع الأعضاء في التسعينيات من القرن الماضي، عن تطور حبها للموسيقى فجأة، بعد حصولها على قلب موسيقي شاب.

وفسّر بعض الباحثين وجود هذه الاختلافات في الشخصية، بالقول إن هناك "دماغا صغيرا في القلب"، ومع ذلك، فإن هذه التفسيرات المحتملة لا تأخذ في الاعتبار الأعضاء المزروعة بخلاف القلب.