مع حلول الليل على لبنان تتبدد الآمال فيما يخيم الغضب والاسى والحزن على اهالي ضحايا الطائرة الاثيوبية.
حداد وطني في لبنان وعمليات البحث مستمرة مواطنون بعد سقوط الطائرة الأثيوبيّة: |
بيروت: من مطار بيروت الدولي الى مستشفى بيروت الحكومي الى الشواطىء الممتدة جنوب العاصمة اللبنانية، تنقل اهالي ضحايا الطائرة الاثيوبية التي سقطت فجر الاثنين في البحر بعد دقائق من اقلاعها، طوال النهار متحاملين على وجعهم ودموعهم.
في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في منطقة الجناح جنوب بيروت حيث انشأت وزارة الصحة غرفة عمليات مهمتها التحقق من هويات الجثث، تجمع عدد كبير من افراد واصدقاء عائلات الضحايا اللبنانيين والاثيوبيين، مطالبين بدخول غرفة البراد والتحقق من وجود احباء لهم بين الجثث.
وافاد مصدر في الصليب الاحمر اللبناني انه تم نقل 14 جثة الى المستشفى من 21 اكد مصدر عسكري انتشالها حتى الآن، وكانت quot;طافية على وجه المياهquot;، بحسب قوله.
واوضح ان هناك طفلا بين الجثث التي نقلت الى المستشفى. وكانت المعلومات الرسمية تحدثت عن وجود طفلين على متن الطائرة التي كانت تقل تسعين راكبا بينهم 54 لبنانيا و23 اثيوبيا وزوجة السفير الفرنسي في لبنان مارلا سانشيز بييتون.
واشار المصدر الى ان بين الجثث اشخاصا من التابعية الاثيوبية.
ووصلت اثيوبيات الى المستشفى باكيات، وصرخت احداهن بالمصورين ليوقفوا التصوير، وقالت رفيقتها انهن يبحثن عن قريبة لهن كانت على متن الطائرة، وquot;لا احد يرد عليناquot;.
وقال علي وزني في الثلاثينات ان والدته هيفاء وشقيقته روان وصهره كانوا في الطائرة في طريقهم الى موزمبيق مع محطة في اديس ابابا.
واضاف ان شقيقته quot;تزوجت حديثاquot;، مضيفا انه اوصل افراد عائلته الثلاثة الى المطار فجرا وعاد الى المنزل، لكنه ما لبث ان عاد ادراجه بعدما علم بسقوط الطائرة.وقال علي بأسى بالغ quot;سرت مع والدي على شاطىء الناعمة (جنوب بيروت حيث حدد مكان سقوط الطائرة) على امل العثور عليهم. لو كنت اجيد الغطس تحت الماء، لفعلتquot;.ثم وقف عند باب قسم الطوارىء في المستشفى يرجو القوى الامنية السماح له بالدخول ليتحقق من الجثث.
وما لبثت القوى الامنية المنتشرة بكثافة في المستشفى ومحيطه ان سمحت لفرد من كل عائلة بدخول غرفة البراد للتحقق من الجثث، بعدما كانت الفوضى ونوبات الغضب عمت المكان.وكان مصدر في فرق الانقاذ افاد ان عددا كبيرا من الجثث التي تم انتشالها مقطعة الاوصال.
ووصف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي تفقد العائلات في المستشفى ما جرى بـquot;الكارثة الوطنيةquot; مقدما اليها التعازي.
وقال امام الصحافيين quot;انها خسارة كبيرة ليس فقط على الاهل والاحباء انما على الوطنquot;، مشيرا الى ان اللبنانيين الذين كانوا على متن الطائرة quot;غادروا لبنان ليعملوا في الخارج على كسب رزقهم (...) وتأمين مداخيل للاقتصاد اللبنانيquot;.
وترتفع في المكان اصوات البكاء والعويل كلما وصل خبر عن وصول جثث.
وفي مؤتمر صحافي عقده في المستشفى، قال وزير الصحة محمد جواد خليفة ان quot;تقدم الوقت وحلول الليل يجعلان الآمال تتبددquot;، مضيفا quot;انما ان شاء الله تحصل مفاجآتquot;.
وابدى الوزير تفهمه لـquot;حالات الغضبquot; التي يعبر عنها الاهالي المفجوعون، الا انه قال ان quot;لا مسؤول عن الحادث الى ان يوضح التحقيق ذلكquot;.
واشار الى ان السلطات ستتصل بالعائلات فور حصولها على معلومات، لافتا الى ان احد اصدقائه قضى في الحادث، وهو quot;الوحيد الذي تم التعرف على جثته في شكل اكيدquot; ويدعى حسن تاج الدين، الى جانب جثة الطفل محمد حسن كريك.
واوكلت وزارة الصحة الى عدد من الاطباء النفسيين مساعدة العائلات.
وكان الاهالي بدأوا يتدفقون منذ السادسة صباحا الى مطار بيروت الدولي وسط طقس عاصف وماطر زاد من اجواء الحزن المسيطرة في المكان. وفتحت لهم قاعات الشرف في المطار.
وبدا على وجوههم في شكل واضح حجم المأساة، ولو انهم كانوا يحاولون اقناع انفسهم بان الامل موجود ويدعون الله لمساعدتهم ويصلون.
ومع مرور الساعات وتوالي الاخبار وارتفاع الضغط، سجلت اغماءات وسارع عناصر الصليب الاحمر لتقديم الاسعافات.
وعند باب قاعة الشرف، شاب لم يتعد العشرين حضن والدته التي خبأت وجهها بيديها وهي تردد quot;غير معقول، غير معقولquot;.
وفي داخل القاعة، كانت سيدة محجبة تصرخ quot;يا الله، يا الله، ما هذه المصيبة!quot;.
وفي زاوية اخرى، جلس فتى لم يتجاوز الخامسة عشرة في زاوية ارضا يشهق بالبكاء، ويتجمع حوله اقرباء له يحاولون مواساته.
الى ذلك، تفقد رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزراء ونواب الاهالي في المطار.
وتصرخ امرأة لدى دخولهم القاعة quot;قولوا لهم، قولوا للمسؤولين ان ابناءنا من خيرة الشباب. يسافرون للقمة العيش، قولوا لنا ماذا حل بهمquot;، بينما سأل آخر quot;اين السفن، اين الطوافات؟ ماذا فعلتم؟quot;.
واكد مصدر عسكري انه تم العثور حتى الآن على 21 جثة من اصل تسعين شخصا يفترض انهم كانوا على متن الطائرة، بينما الاحوال الجوية لا تساعد في القيام بعمليات الاغاثة.
وكان وزير الدفاع اللبناني الياس المر اعلن في مؤتمر صحافي ان quot;عامل الطقس هو مبدئيا سبب حادث الطائرة الاثيوبيةquot;. وقال المر quot;لا شيء يدل على عامل تخريبيquot;، مضيفا ان quot;عامل الطقسquot; الذي يشهد منذ مساء امس عاصفة قوية وامطارا غزيرة، quot;هو سبب الحادث مبدئياquot;.
وردا على سؤال عن احتمال تعرض الطائرة لانفجار، اجاب المر quot;لو كان هناك انفجار لما بقي شيء (...) حتى الان لا شيء يدل على انفجارquot;.
واضاف quot;ننتظر العثور على الصندوق الاسود والتسجيلات بين برج المراقبة وقائد الطائرةquot; التي ستوضح كل الحقيقة.
وقال quot;نقلت كل اجزاء الطائرة التي تم انتشالها الى احد المراكز العسكرية وستسلم الى مديرية الطيران المدني لترسلها الى المختبرات المتعاقد معها في الخارج ليتم فحصها مع الصندوق الاسود والتسجيلاتquot;.
البيت الابيض يقدم تعازيه بضحايا الطائرة
قدمت الرئاسة الاميركية تعازيها بضحايا الطائرة الاثيوبية التي تحطمت قبالة الساحل اللبناني. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض في مستهل مؤتمره الصحافي اليومي ان quot;افكارنا وصلواتنا ترافق العائلات والاصدقاء الذين فقدوا احباءهمquot;.واضاف ان quot;الولايات المتحدة تشيد برد الفعل الفوري للحكومة اللبنانية ومسعفي الامم المتحدةquot;.
التعليقات