ثارت تساؤلاتمتعدّدة في الأوساط الإماراتية المختلفة بعد قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام الذي كان يرأسه محمد خلف المزروعي والذي يتولّى أيضًا منصب رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي منذ العام 2008.

وفي الوقت الذي يرى بعض الإماراتيين أن عزل المزروعي هو انتصار للكميتي ومجلة (حطه) ومعارضيه في شركة أبوظبي للإعلام، مبررين ذلك بفشل إدارته التي أدت إلى تراجع مكانة قناة أبوظبي بعد أن كانت من أفضل القنوات العربية، يرى بعضهم الآخر أن عزله جاء في إطار تداول المناصب وفي ظل عملية التطوير التي تتبعها حكومة أبوظبي من أجل وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، موضحين أن ما يدل على ذلك هو تعيين محمد خلف المزروعي مستشارًا لشؤون الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي وأن ذلك ليس ركلة لأعلى كما يقول بعضهم.

وكان الفريق الأول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي قد اصدر قرارًا الأحد الماضي في شأن إعادة تشكيل مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام .

ونص القرار على أن يعاد تشكيل مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام برئاسة محمد مبارك المزروعي وعضوية كل من أحمد علي الصايغ ومحمد عمر عبدالله ومبارك حمد المهيري وعبدالله مصلح الأحبابي وسعيد مبارك الهاجري ونورا محمد هلال الكعبي,على أن تكون مدة العضوية في المجلس ثلاث سنوات قابلة للتجديد .

كما أصدر محمد بن زايد آل نهيان قرارًا يعيّن بموجبه المزروعي مستشارًا بديوان ولي العهد لشؤون الثقافة والتراث.

وتدير شركة أبوظبي للإعلام شركة أم، وهي شركة (مبادلة) التي تعد الذراع الاستثماري للعاصمة أبوظبي وتعود ملكيتها إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وكانت مهمة (مبادلة) إعادة تأهيل إعلام أبوظبي لجعله بين مصافي القنوات المهمة على المستوى العربي بعد أن فقد مكانته بسبب ما قيل أنها أخطاء إدارية في الفترة التي تلت الحرب الأميركية على العراق العام 2003.

لكن المرحلة الجديدة قوبلت بالعديد من الانتقادات من الشارع الإماراتي باعتبار أن قناة أبوظبي لا تمثل الشارع الإماراتي وان المواطنين العاملين في القنوات التابعة للشركة لا يتلقون معاملة بالمثل جنسيات أخرى غير إماراتية الذين يتشاركون في إدارة المرحلة الجديدة.

quot; حطهquot; و quot;الكميتيquot;

وكانت محكمة استئناف أبوظبي قد أصدرت حكما في الثالث عشر من يناير العام الجاري في الدعوى التي رفعتها شركة أبو ظبي للإعلام ضد مجلة حطة الإلكترونية-المجلة الإلكترونية الأولى في الإمارات-بالإغلاق والتعطيل لمدة شهر كامل ودفع تعويض مؤقت للشركة الإعلامية مقداره 10 آلاف درهم وبتأييد حكم الغرامة البالغ 20 ألف درهم الذي أصدرته المحكمة الابتدائية في وقت سابق.

وكانت شركة أبوظبي للإعلام قد تقدمت بدعوى ضد مجلة حطة في شهر يونيو من العام الماضي تتهم المجلة فيها بإتاحة فرصة للعديد من المعلقين بشن حملة quot;من السب والقذف والتشهير والازدراء في حقهاquot; على حد تعبيرهم وذلك من خلال خاصية كتابة التعليقات على مقالة نشرتها المجلة في العدد 55 تنتقد قناة أبوظبي التابعة للشركة المذكورة في إطار النقد المباح.

وقيل حينها إنّ شركة أبوظبي للإعلام رجّحت أن تكون تلك التعليقات من قبل عاملين مواطنين في الشركة الإماراتية كشفت بعضًا من أسرارها وانتقدت وبقسوة بعض مدرائها العاملين فيها.

وفي الثامن عشر من ابريل 2010 أصدرت محكمة نقض أبوظبي حكمها بقبول الطعن الذي قدمته مجلة حطة في القضية التي رفعتها شركة أبوظبي للإعلام ضد المجلة وحكمت بإعادتها إلى محكمة الاستئناف للنظر إليها من جديد بهيئة مغايرة.

وقال المحامي عبد الحميد الكميتي (محامي الدفاع عن مجلة حطة) تعليقًا على قرار المحكمة بأن هذا يدل على وجود رقابة قضائية على أحكام القضاء تحفظ لذوي كل حق حقه في حالة اللجوء إليها، وتفتح المجال في إعادة النظر بالأحكام، مشيرًا إلى أن مثل هذا الحكم يعيد الثقة في نفوس كافة العاملين في المجال الإعلامي ويعطي فرصة كبيرة لرفع سقف الحريات بما يسمح للصحافة بمناقشة الشأن العام بطريقة أكثر مسؤولية وذلك يحفظ حقوق الأفراد ويعين السلطات العامة في مكافحة الفساد ويؤكد على ضرورة مساهمة المواطنين في الشأن العام.

كما رفع المحامي الإماراتي عبد الحميد الكميتي بلاغًا إلى النائب العام في أبوظبي، قال فيه إن أحد مسؤولي الشركة الإماراتية يتلقى راتبًا شهريًا يصل إلى نحو مليون درهم وأن العديد من التعيينات في الشركة قد تمت دون العودة إلى بعض الشروط والمعايير التي يجب مراعاتها لدى استقطاب الكفاءات للعمل في دولة الإمارات.

في المقابل قال مؤيدو الشركة إنها ساهمت في إطلاق برنامجين مهمين رائجين هما شاعر المليون وأمير الشعراء حققا نجاحًا كبيرًا في السوق السعودي الذي يعد السوق الإعلاني الرئيس في المنطقة، لكن إدارة البرنامجين بحسب إماراتيين لا تعود منافعهما المادية والمعنوية على الإماراتيين.

حياة محمد خلف المهنية

ويحمل محمد خلف المزروعي درجة الماجستير في الإدارة في ولاية أوريقان و شهادة بكالوريوس في الإدارة العامة من جامعة الإمارات العربية المتحدة، وشهادة ماجستير في الإدارة العامة من جامعة بورتلاند في الولايات المتحدة الأمريكية, وكرّس الكثير من حياته المهنية للخدمة العامة، مع التركيز بوجه خاص على قطاع التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وعمل المزروعي رئيسًا لمجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام، وكان يقود إستراتيجية الشركة لتصبح لاعبًا عالميًا في الإنتاج الإعلامي. ورأس مجلس إدارة شركة quot;إيمج نيشنquot; أبوظبي، وهي شركة تملكها شركة أبو ظبي للإعلام ملكا كاملا وتعتزم تطوير وتمويل وإنتاج أفلام سينمائية روائية طويلة ومواد إعلامية رقمية للأسواق العالمية والأسواق الناطقة باللغة العربية.

وإضافة إلى دوره في قطاع الإعلام، فإن محمد خلف المزروعي يشغل منصب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وهي هيئة حكومية مسؤولة عن المحافظة على التراث الإماراتي وتأسيس أبوظبي كعاصمة ثقافية عالمية.