باكو: يتولى الرئيس الاذربيجاني الهام علييف زمام السلطة في بلاده الغنية بالمحروقات بحزم وبراغماتية، بعد عشر سنوات على رحيل والده حيدر علييف، فيما تبدو اعادة انتخابه لولاية ثالثة شبه مضمونة الاربعاء.

وصل علييف البالغ 51 عاما الى رئاسة الجمهورية السوفياتية السابقة في القوقاز في تشرين الاول/اكتوبر 2003 قبل شهرين من وفاة والده حيدر علييف الذي كان رئيسا منذ 1993. واعيد انتخابه مرة اولى عام 2008 بنسبة 89% من الاصوات، وتشير استطلاعات الراي الى حصوله على 80% من نوايا التصويت في الدورة الاولى ليفوز بولاية ثالثة.

ويؤكد انصاره انه ووالده تمكنا من جعل هذه الدولة منتجة محروقات مزدهرة تغازلها اوروبا. لكن منتقديه يؤكدون انهما لتحقيق ذلك سحقا اي نوع من المعارضة واستخدما نفوذهما لجمع ثروة من مليارات الدولارات. وتعود هيمنة عائلة علييف على اذربيجان الى ما قبل التسعينيات. وافاد توماس دو فال الخبير المساهم في معهد كارنيغي ان quot;اذربيجان خضعت لسلطة حيدر علييف طوال نصف قرن على الاقلquot;.

كان حيدر علييف رجل السلطة في الحقبة السوفياتية وتحسن مركزه في الاستخبارات السوفياتية ليصبح رئيس المكتب المحلي قبل ان يرأس الحزب الشيوعي الاذربيجاني من 1969 الى 1982 وينضم الى المكتب السياسي للحزب الذي قاد الاتحاد السوفياتي.

وفي 2003 عند وفاة حيدر علييف الذي عرف كيف يناور لتولي السلطة في البلاد بعد عامين على استقلالها عام 2001، اعتبر المراقبون ان ابنه الشاب النحيل المعروف بانه زير نساء ومن رواد الكازينوهات المنتظمين غير مستعد للمهمة.

لكن مع مليارات الدولارات النفطية تمكن الهام علييف من الاستفادة من نمو اقتصادي فذ واتبع خطا برغماتيا بين الجارة الروسية الكبرى والغربيين. في الوقت نفسه حرص على قمع كل شكل من اشكال المعارضة بقسوة.

وكشفت برقية دبلوماسية غربية نشرها موقع ويكيليكس ان quot;هدفه يبدو تشكيل مناخ سياسي لا تواجه فيه اسرة علييف اي منافسةquot;. ولد الهام علييف في 24 كانون الاول/ديسمبر 1961 وهو يتكلم الانكليزية والفرنسية والروسية بطلاقة. وقد حصل على اجازة دكتوراه في التاريخ من معهد العلاقات الدولية في موسكو حيث عمل استاذا بين 1985 و1990 قبل الانتقال الى مزاولة quot;اعمال خاصةquot;.

وهو متزوج من مهريبان علييفا طبيبة العيون المعروفة بجمالها والنائبة منذ العام 2005. وهي تظهر باستمرار على التلفزيون وانجبت له ثلاثة اطفال. ومهريبان من عائلة باشاييف النافذة التي تملك امبراطورية مالية خاصة بها وتعتبر خلفا محتملا لزوجها يوما ما.

والحديث عن ثروة ال علييف علنا ليس امرا سهلا في اذربيجان. وعثرت تحقيقات على اثار شركات في الخارج فيما اشارت الصحافية الاستقصائية خديجة اسماعيلوفا الى ان العائلة تسيطر على حيز كبير من قطاعات المصارف والبناء والاتصالات.

وصرحت اسماعيلوفا quot;من الصعب تقدير القيمة الاجمالية لثروتهم (...) لكنني اعتقد ان الارقام ليست بالملايين فقطquot;. وبعد نشر تحقيقات اسماعيلوفا، وضعت على الانترنت تسجيلات فيديو يغلب عليها الطابع الجنسي ظهرت فيها.

ونفت السلطات اي مسؤولية عن ذلك كما نفت ان تكون عائلة علييف جمعت ثروتها بشكل غير مشروع. عام 2010 عثرت صحيفة واشنطن بوست على اثار ممتلكات عقارية بقيمة 75 مليون دولار في دبي باسم ابن الرئيس حيدر وشقيقتيه ارزو وليلى.