تصف أوساط المعارضة السورية إعفاء نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل، من منصبه بمرسوم رئاسي، بأنه quot;عملية غسيل سياسيquot; باتجاه مؤتمر جنيف 2.


المرسوم الرئاسي الخاص بإعفاء قدري جميل من منصبه كمستشار اقتصادي للرئيس السوري بشار الأسد، أحدث جملة من ردود الفعل والتكهنات.وتحدثمعارض سوري في الداخل، لـquot;ايلافquot; قائلاً إنها quot;تشبه عملية غسل أو عملية تجميل لرجل روسيا الأول، لنقله من مواقع السلطة إلى مواقع المعارضةquot;.
واعتبر المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الأمر quot;حدث بالاتفاق بين دمشق وموسكو في بيان رئاسي غير مقنعquot;، وتساءل quot;إن لدى الروس مشروعهم ورجلهم فماذا عن الاخرين؟quot;. وكان قد صدر مرسوم رئاسي سوري أمس الثلاثاء يقضي بإعفاء قدري جميل من منصبه.
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا ) في بيان لرئاسة مجلس الوزراء إنه نتيجة لغياب الدكتور قدري جميل عن مقر عمله ومن دون اذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعانيها البلاد، اضافة الى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن من دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة، صدر مرسوم رئاسي باعفائه من منصبهquot;.
وكان جميل قد عقد لقاء معلنا في جنيف مع الدبلوماسي الاميركي روبرت فورد، السفير الاميركي في سوريا وبحث معه في التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف 2، وذلك بعد أن غادر فورد اسطنبول والتقى معارضين سوريين. وقال المصدر ذاته لـquot;ايلافquot; يريدون جلوس جميل على مائدة مؤتمر جنيف 2 على أنه معارض سوري.
وتواردت أنباء عن طلب جميل من فورد المشاركة في جنيف 2 كجزء من وفد المعارضة، الا ان المسؤول الاميركي رفض، شارحًا انه من الصعوبة بمكان ان يكون المرء في الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه.وقال جميل لقناة quot;الميادينquot; الفضائية quot;سأعود الى دمشق فور انتهاء ما أقوم به من لقاءات سياسية متعلقة بجنيف 2quot;.
واكد جميل على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي quot; فايسبوكquot; quot;اختلف مع الحكومة السورية، لانني اتفرّغ للعمل السياسي والحزبيquot;، وان quot;الهمّ الاساسي اليوم هو ايقاف العنفquot;.وكتب على حسابه في quot;تويترquot;، quot;نقول منذ زمن إن خروجنا من الحكومة أسهل بكثير من دخولنا إليهاquot;.
وكان قدري جميل أول من كشف موعد عقد مؤتمر جنيف 2 وقال إن تاريخه في 23 تشرين الثاني/نوفمبر من موسكو اثر اجتماعه مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية في 17 تشرين الاول/اكتوبر وتكثيف لقاءاته على وسائل الإعلام الروسية.
من جانبها أعلنت الخارجية الأميركية أن quot;نائب رئيس الوزراء المقال قدري جميل التقى في جنيف قبل 3 أيام السفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فوردquot;. مشيرة إلى أنها quot;لا تعرف أسباب إقالة جميل من منصبهquot;.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي إن quot;الولايات المتحدة لا تريد الدخول في مزايدات بشأن إقالة قدري جميل من منصب نائب رئيس الوزراء السوريquot;، مشيرة إلى أن quot;واشنطن لا تعرف أسباب إقالتهquot;.
ولفتت المتحدثة الأميركية الى أن quot;قدري جميل التقى في جنيف قبل 3 أيام مع السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد الذي يعمل في واشنطن بعد إجلاء السفارةquot;.وقالت إنquot; فورد شدد خلال اللقاء على أن الرئيس بشار الأسد ومقربيه فقدوا الشرعية وعليهم الرحيلquot;.
وأوضحت بساكي quot;نحن نعقد لقاءات مع الكثير من السوريين الذين يمثلون كافة القوى السياسية، ونحن لا ننوي الكشف عن القائمة الكاملةquot;، مشيرةً إلى quot;حفاظ الولايات المتحدة على اتصال مباشر بالنظام في دمشقquot;.وعّين جميل في منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وفق التعديل الحكومي الأخير، وذلك بعدما كان يشغل منصب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
ويشغل جميل منصب أمين عام حزب quot;الإرادة الشعبيةquot; وعضو رئاسة quot;الجبهة الشعبية للتحرير والتغييرquot;، ويعتبر نفسه من quot;المعارضة الداخلية الوطنيةquot;، كما أنه فاز بانتخابات مجلس الشعب العام الماضي.