بدد نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل، المقال من منصبه يوم الجمعة الماضي، شائعات بأنه انشق عن النظام، قائلًا إنه سيعود من الخارج ليتحدث باسم المعارضة في مجلس الشعب (البرلمان).


نصر المجالي: كشف جميل في مقابلة حصرية مع قناة quot;العربيةquot; من موسكو، حيث يوجد بعد إقالته من منصبه كنائب لرئيس الوزراء السوري، أن quot;التوافق الدولي وصل إلى اتفاق على عدم فرض تنحّي الأسد قبل جنيف 2quot;.

وكشف جميل لـquot;العربيةquot; أيضًا أن quot;النقاش الذي جرى في الأيام الماضية كان حول الحكومة ونسب تشكيلها بين النظام والمعارضة، وكان السؤال: كيف ستشكل الحكومة مع المعارضة؟، وما الصلاحيات الحقيقية للمعارضة داخل الحكومة التوافقية؟quot;. وأضاف أن quot;مؤتمر جنيف اهتمّ بموضوع توزيع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية والحكومةquot;.

استغراب مقابلة العربية
ورغم أن قدري جميل أجريت معه مقابلات تلفزيونية وإذاعية عديدة منذ إقالته، إلا أن وكالة رويترز استغربت مقابلة قناة quot;العربيةquot; معه، باعتبار القناة مموّلة من الحكومة السعودية، التي تدعم المعارضة، والتي لا يظهر عليها تقريبًا أي مسؤول سوري، إلا إذا كان انشق عن حكومة الأسد.

وكانت الإذاعية اللبنانية المعروفة نيكول تنوري أجرت المقابلة مع جميل من مقر العربية في دبي إلى مكان تواجده في موسكو. وقال جميل: quot;مطلوب من كلهم (الجميع) إعادة تقويم وإعادة الصياغة في مواقفهم، حتى تتوافق مع المرحلة الحالية، وهي ضرورة الخروج من الأزمة السورية وإنقاذ الشعب السوريquot;.

وقال التلفزيون السوري يوم الثلاثاء إن quot;إعفاء جميل جاء نتيجة غيابه عن مقر عمله من دون إذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته التي كلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعانيها البلاد، إضافة إلى قيامه بنشاطات خارج الوطن من دون التنسيق مع الحكومة، وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولةquot;.

وكانت مصادر أميركية وشرق أوسطية أكدت أن جميل اجتمع مع السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد يوم السبت في جنيف. لكن مسؤولًا شرق أوسطي قال إن الاجتماع كان quot;طويلًا، لكن بلا طائلquot;.

المعارضة غير مستقرة
وقال جميل لـquot;العربيةquot; إن quot;العلاقة مع المعارضة في الخارج غير مستقرةquot;، مؤكدًا أنquot; مؤتمر جنيف 2 مهم جدًاquot;، لكنه عبّر عن رأيه الشخصي في الموضوع بقوله إن quot;مؤتمر جنيف منعقد منذ مدة طويلة من خلال النقاش الدولي الدائر حول سوريا الآن، والسؤال المهم هو: متى ينتهي؟quot;.

ودافع عن خيار عقد مؤتمر جنيف ومسار الحوار السياسي، معتبرًا أن حركة الجبهة الشعبية كانت من أوائل الداعين إلى الحوار بين النظام والمعارضة منذ عام 2011.

وأجاب جميل عن ظروف تنحيته بأنه غير مهتم بالمنصب، ولكن يهمّه الشعب السوري، قائلًا: quot;لا تعنيني الحكومة، وإنما يعنيني وقف سفك الدماء في سورياquot;.

مغادرة رسمية
وأوضح أنه quot;غادر سوريا بجواز سفر دبلوماسي وبصفة خروج رسميةquot;، بالقول: quot;أبلغت رئيسي بأنني سأغادر البلاد لعقد لقاءات رسميةquot;. ولفت نائب رئيس الوزراء السوري السابق إلى أنه quot;يتحدث باسم الجبهة الشعبية المعارضة التي ينتمي إليهاquot;، وأنه قد quot;دخل حكومة الأسد من أجل تحقيق حكومة الوحدة الوطنية الشاملةquot;، داعيًا الجميع إلى quot;تغيير سلوكهم اليوم وإعادة تقويمه لإنقاذ سورياquot;.

في سياق متصل، رفض قدري جميل الإجابة عن بعض الأسئلة التي وجّهتها إليه quot;العربيةquot;، خصوصًا ما تعلق بمضمون الاتصالات التي جمعته بسفير أميركا في سوريا، كما رفض الإجابة عن سؤال يخصّ مدى خوفه على حياته عندما يعود إلى سوريا، ورفض كذلك الإجابة عن سؤال يخصّ هوية quot;أصدقاء هنّأوه بخروجه من الحكومةquot;.

مقابلة فرانس 24
وفي مقابلة أخرى مع قناة quot;فرانس24quot;، شدد جميل على أن quot;موضوع تنحي الأسد قد شطب من جدول الأعمال، وهو باق إلى نهاية ولايته الرئاسيةquot;، معتبرًا أن حزبه هو quot;قوة سياسية، ولا يسمح بأية وصاية عليهquot;، ووصف الحديث عن انشقاقه بـquot;الكلام السخيفquot;.

في الختام، أكد جميل أنه لم يغادر سوريا بشكل نهائي، وإنما سافر إلى روسيا، حيث يتواجد اليوم، في إطار مهمة رسمية، كما أكد أنه لم يكن له علم بقرار إقالته من منصبه، وأن الخبر تلقاه عبر وسائل الإعلام.