حين قاطع مرزوق الغانم الانتخابات البرلمانية السابقة، قاطعها من مبدأ رفض تدخل الحكومة في اختيار النواب من دون مشورة البرلمان، واليوم يشارك في الانتخلبات من مبدأ احترام الدستور والمحكمة الدستورية، مؤكدًا ان أولويته خطة تنموية واقعية تخرج الكويت من الاحباط.

الكويت: شدد مرشح الدائرة الثانية في الانتخابات الكويتية النائب السابق مرزوق علي الغانم على أن لا مخرج للكويت من الإحباط واليأس الذي تمر به إلا بخطة تنمية حقيقية. وكشف في ندوة انتخابية عقدها مساء الجمعة انه يتعرض لحملة كبيرة لتشويه صورته، وصلت إلى حد اقتحام خصوصيته ومراقبته، مؤكدًا أن كل تلك المحاولات لن تكسر عزيمته ولن تجعله يتراجع عن مبادئه ومواقفه التي عاهد الله والناس عليها، وهي التي تربى ونشأ عليها وسيظل متمسكًا بها. وذكر أن وسائل الخصوم تعددت، حتى وصلت إلى أمور غير نزيهة، تنتهك القيم والأعراف والدستور، مشددًا على انه ليس لديه ما يخفيه، مخاطبًا من يراقبونه ويراقبون مكالماته الهاتفية بالقول: quot;أقسم بالله لن أركع ولن أسجد لغير الله، ومهما حاولوا النيل مني فسأبقى على مواقفي ومبادئيquot;.
ولفت الغانم إلى أن حملة التشويه ضده ستبلغ ذروتها في هذا الاسبوع، وستأخذ خطين متوازيين أحدهما يقوم على الادعاء بأنه يضخ المال السياسي للحصول على الأصوات، والثاني يدعو إلى حرف الناخبين عن التصويت له على اعتبار انه ناجح وقد تصدر ترتيب المرشحين ونال المركز الأول، وبالتالي تسخير الأصوات لغيره على أمل أن يؤثروا في عدد الأصوات وبالتالي عدم نجاحه. كما أشار في هذا الاطار إلى أن أحد المقربين منه عُرٍض عليه 250 ألف دينار ليترشح ضده، بهدف التأثير على حظوظه، لكن هذا الرجل رفض العرض.
مقاطعة ثم مشاركة
وعمن اتهموه بأنه غيّر مبادئه وشارك في الانتخابات وهو حفيد محمد ثنيان الغانم، الذي أثبت صلابته في المجلس التأسيسي، قال انه لم يغير مبادئه، فقد قاطع الانتخابات السابقة انسجامًا مع تلك المبادئ عندما رفض أن تعبث الحكومة بالنظام الانتخابي في غياب المجلس، وسلك الطرق الدستورية في الاعتراض من خلال الطعن في المرسوم بلا سب ولا شتم ولا تخوين، وهو ما علمه إياه آباؤه الذين يستشهدون بهم، مؤكدًا أن الصلابة تعني الالتزام بالمبدأ وليس قلة الأدب. وذكر الغانم بأن الندوة تأتي في وقت صعب، اختلطت فيه الأوراق، وتعقدت فيه المشاكل، quot;وعندما أصررنا على شعارنا إياك واليأس من وطنك، كنا ندرك بأن المصائب تشتد، وكنا نعرف بأن المشاكل تتجدد، ولكننا كنا وما زلنا على ثقة بأن المولى عز وجل العالم بشؤون عباده سيجعل لنا مخرجًا، فمهما تسلل التشاؤم واليأس إلى قلوبنا يجب أن نتذكر أن الكويت بلد خير وإصلاح، وما زال فيها أناس أخيارquot;.
وعن مشاركته في الانتخابات الحالية، وومقاطعته الانتخابات الماضية، قال: quot;عندما صدر مرسوم الضرورة بتغيير قانون الانتخابات، وتقليصه إلى صوت واحد، كانت قناعتي الشخصية وما زالت وستظل هي انه لا يجوز للحكومة أن تحدد الآلية التي نختار فيها نحن الشعب ممثلينا، ليس اعتراضًا على مبدأ الصوت الواحد، وليس انتصارًا للأربعة أصوات، ولكن قناعتي الشخصية انه ليس دور الحكومة، ولا نريد في المستقبل أن تأتي الحكومة بغياب المجلس وتعدل قوانين الانتخابات كما يحلو لهاquot;. وأصاف أنه لو غيرت الحكومة قانون الانتخابات، وقلصت عدد نواب اي دائرة، لن يقبل أحد بذلك، وعندها لن تلتفت الحكومة للاعتراض، للأن النواب لم يعترضوا على القرار الأول، quot;ومن اجل ذلك كانت وجهة نظري الشخصية بأنه لا يجوز من حيث المبدأ تعديل قانون الانتخاب في غياب المجلس، ولكن الاعتراض شيء وكيفية ابداء الاعتراض شيء آخر، فنحن اعترضنا ولم نسفه الرأي الآخر، ولم نخون، ولم نطعن، وكنا نرى أن كل وجهة نظر لها صوابيتها، وحينما اعترضنا سلكنا طرقًا دستوريةquot;.
برًا بالقسم
أضاف الغانم: quot;لم يكن امامنا سوى خيارين للاعتراض، الخيار الأول هو المشاركة وتعديل الوضع من داخل قاعة عبدالله السالم، بمعنى تعديل القانون، وليس شرطًا أن نرده إلى اربعة اصوات، ولكن تعديله ليتوافق عليه الجميع، هذا الأمر لا يمكن أن يقوم به فرد، لانه لن يحصل على اغلبية ليعدل النظام الانتخابي، ويحتاج إلى توافق ورأي جماعي، وكان هناك العديد من المحاولات، فاجتمعنا عند الاخ الكبير عبدالله الرومي، بديوانية العم صالح الفضالة، ولم يحدث توافق، واصدرت بيانًا وضحت فيه الخيارات، واسباب عدم مشاركتي، اما الخيار الآخر والذي تضمنه بياني ايضًا فهو اللجوء إلى المحكمة الدستورية وفقًا للمادة 163 من الدستور، التي تنص على الملاذ في الفصل في النزاعات الدستورية هي المحكمة الدستورية، ولجأنا إلى الخيار الدستوري، وتقدمنا مع عبدالله الرومي وعادل الصرعاوي والدكتورة اسيل العوضي بالطعن، واصدرنا بيانًا وكلنا فيه نعلن سلفًا احترامنا لحكم المحكمة الدستوريةquot;.
وتابع قائلًا: quot;ظهر الحكم، وسواء أعجبني ام لم يعجبني، احترام الحكم وتنفيذه امران مختلفان تمامًا، ومن لا يحترم احكام المحكمة الدستورية لا يحترم الدستور، فنحن النواب السابقين اقسمنا على احترام الدستور، ما يعني اننا يجب أن نحترم الدستور من ألفه إلى يائه، بجميع مواده، والمادة 173 تلزمنا بأن احترام احكام الدستورية جزء من احترامنا للدستور، لذلك قلنا اننا نحترم الحكم، وبرًا بقسمنا، قررنا الترشح لانتخابات مجلس الامة للعام 2013quot;.
مشروع تنموي
تحدث الغانم عن مشروعه قائلًا: quot;لكي نخرج الشعب الكويتي من الاحباط، واليأس لا بد من ايجاد خطة تنمية حقيقية، وأن نجمع جميع المشاكل في كل القطاعات، فإن اخذنا كل قطاع على حدة نحتاج إلى وقت طويل حتى نفيه حقهquot;.
ووعد الغانم بأنه اذا قدّر الله ووصل إلى البرلمان سيستمر في نهجه، وان لم يقدر له ذلك فيفترض من جميع النواب أن يركزوا على التنمية فقط، quot;فنحن نريد من الحكومة تقديم خطة تنمية واقعية يمكن تحويلها إلى واقع ملموس، هناك من يقول إنهم لن يقدموا ونحن نقول دعونا نحاول ربما لن تنجح المحاولة الاولى، فتنجح المحاولة الرابعة او الخامسة، شريطة أن تكون خطة واقعية لا تتضمن بناء 6 مستشفيات وانما مستشفى واحد، ولا انشاء ثلاث جامعات، انما جامعة واحدة فقط، فنريد كلاما واقعيا ليستعيد المواطن الثقة بالحكومة، بعدما فقد الثقة بجميع التصريحات الحكوميةquot;.
أضاف: quot;إن قدر الله ووصلت إلى المجلس، سأستمر على خط التوازن والتعقل والاعتدال والالتزام بالدستور، فالمعارضة لا تعني الفوضى والقفز فوق السلطات، ومن المفارقات أن يستشهد البعض اخيرًا بصلابة المرحوم محمد ثنيان الغانم في المجلس التشريعي الاول، ويقول نحن احفاده قمنا بتغيير مبادئناquot;.

لن أخضع
وأكد الغانم انه لن يخشى المعارضة الغوغائية، ولن يخضع للصوت العالي، لن يتحالف مع أي فاسد، سواء في السلطة أو خارجها، ولن يخضع للابتزاز، لن يغريه أي ترغيب ولن يخوفه أي ترهيب. كما جدد تمسكه بمواقفه، quot;أما الحديث عن صندوق مليوني لدعم بعض المرشحين ففيه شيء من الصحة، والأمر أبعد من ذلك، ومن سلبيات نظام الصوت الواحد أن أحد الأساليب هو دعم مرشحين، وأحد الأشخاص المقربين مني أقسم بالله أنه قد عُرض عليه 250 ألف دينار من أجل أن يترشح ضدي فقط، وليس من أجل النجاح، وهو صديق وعزيز وأحيي فيه موقفه، وقال لي من باب الدعاية يا أبوعلي أشعره وأكسر فيك، ولكن في نهاية المطاف مثل هؤلاء الرجال الأشداء وأصحاب المواقف لم يقبلوا، ولكن هناك آخرين قبلواquot;.
اضاف: quot;في الأسبوع الأخير سيتحركون على أمرين مثلًا، يكتبون في وسائل التواصل الاجتماعي أن مرزوق الغانم وغيره من المرشحين الشرفاء يدفعون فلوسًا، أنا أقول لهم هاتوا أي دليل على ذلك وأنا أقدمه إلى النائب العام بنفسي، فأهل الكويت يعرفون الراشي والمرتشي ويعرفون تحديدًا في رمضان السيوف المجربة ويعرفون من يمتلك قراره، ومن لا يمتلكه، كما بدأوا يشيعون أن مرزوق الغانم ناجح، وهناك مرشحون أكفاء في المنطقة، إذ كنت محتارًا بين الغانم ومرشح آخر أعطه صوتك لأن مرزوق ناجح ناجح، لكن هذا الأمر إن شاء الله لن ينطلي على فطنة المواطنينquot;. وتوجه الغانم إلى الكويتيين بالقول: quot;التحديات كبيرة ومشاركتكم في الانتخابات واجبة ومهمة وستحدد مستقبلكم ومستقبل أبنائكم، ولن نقول أن التصويت في رمضان من الثامنة صباحًا إلى الثمانية مساء، فلنتذكر أن آباءنا بنوا السور في رمضان رغم الحرارة، ولنتحمل الحر ونذهب إلى صناديق الاقتراع ونختار الشخص الذي نعول عليه، ونسأل الله أن يقدرنا على مواصلة الطريق بدعمكمquot;.