يرى مسؤول كبير في الاستخبارات الأميركية أن سوريا مقبلة على مرحلة معقدة، فالنزاع فيها قد يستمر لسنوات عديدة، كما أن سقوط الأسد لن يكون نهاية القصة، فجماعات متطرفة مثل جبهة النصر ستقاتل من أجل السيطرة على البلاد.

حذر مسؤول رفيع في الاستخبارات الأميركية من أن النزاع السوري يمكن أن يستمر quot;شهورًا عديدة، بل سنوات عديدةquot; متوقعا أن يزداد الوضع تفاقمًا حتى إذا سقط نظام الرئيس بشار الأسد.
ولاحظ مراقبون أن تصريحات نائب مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية ديفيد شيد تعتبر من اقوى التحذيرات التي اطلقها المسؤولون الأميركيون حتى الآن بشأن استعار لهيب الحرب الأهلية السورية وأنها تنطوي على انتقاد مؤداه أن رد الولايات المتحدة وحلفائها غائب في الواقع إزاء حدث بمثل هذه التداعيات الإقليمية والدولية.
مواجهة الغرب مع الجماعات المتطرفة
وأشار شيد إلى أنه فضلا عن تعزيز ودعم الفصائل الوطنية والمعتدلة في المعارضة السورية التي وعدت إدارة اوباما بتسليحها، سيتعين على الغرب أن يخوض مواجهة مباشرة مع الجماعات الإسلامية المتطرفة. ولكنه لم يفصح عن الطريقة التي يراها للقيام بذلك.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن نائب مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية قوله quot;الواقع أن هذه الجماعات إذا تُركت بلا تحجيم ستصبح أكبرquot; مضيفا أنها quot;تنامت خلال العامين الماضيين من حيث الحجم وتنامت من حيث القدرة وتنامت بضراوة من حيث الفاعليةquot;.
وكان شيد طرح يوم السبت في منتدى حول الأمن عُقد في مدينة اسبن بولاية كولورادو، سيناريوهين مختلفين لمستقبل سوريا قال إن كلاهما ينذران بمزيد من سفك الدماء وأعمال القتل. وأعلن quot;إذا نجح بشار الأسد فانه سيكون زعيمًا أكثر وحشية، يعيش مع تركة من عشرات آلاف المدنيين الذين قُتلوا في عهدهquot;.
ورسم شيد ملامح صورة لا تقل قتامة إذا سقط نظام الأسد أو قُتل. وقال quot;إذا هُزم الأسد وانتقل إلى جيب داخل سوريا فأعتقد بأنه ستكون هناك حرب أهلية تستمر لسنوات قادمةquot;. منوها بأن جماعات متطرفة مثل جبهة النصرة ستقاتل من أجل السيطرة على مناطق من سوريا. وقال quot;إنها ستقاتل من أجل هذا المجال فهي موجودة هناك لخوض المعركة الأخيرةquot;.
المعارضة تضم 1200 مجموعة
وقدم نائب مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية تقييما لقدرة الولايات المتحدة على التمييز بين مكونات المعارضة السورية التي قال إنها تضم نحو 1200 مجموعة.
وبعد أشهر من النقاش الداخلي أعلنت إدارة اوباما في حزيران/يونيو الماضي خطة لتسليح المعارضة مباشرة، ولكن أسلحة لم تصل إلى مقاتليها حتى الآن.
وما عرقل المجهود الرامي إلى دعم المعارضة السورية عسكريًا عدم قدرة الولايات المتحدة ودول عربية مختلفة بينها دول خليجية على الاتفاق بشأن سرعة التحرك والفصائل التي تُدعم عسكريًا، وما هي الأسلحة التي تُرسل إليها، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وأشار شيد الذي يعمل في اجهزة الاستخبارات الأميركية منذ 31 عامًا إلى أن تدخلات متواضعة كهذه من المستبعد أن تحدث فارقًا كبيرًا في وقت تحقق قوات النظام تقدما على الأرض بدعم من إيران وروسيا وحزب الله وتعاني المعارضة من الانقسامات فيما يتصاعد نفوذ الجماعات الإسلامية.
طريق مسدود
وقال شيد quot;خوفي ان تستمر الحرب زمنًا طويلاًquot; واصفًا الموقف بأنه quot;طريق مسدود من حيث الأساسquot;. وتوقع وقوع مزيد من الضحايا بين المدنيين وتزايد أعداد المهجرين في الداخل واللاجئين في الخارج.
وقال شيد إنه يخشى أن تسفر الثورة السورية، بخلال انتفاضات الربيع العربي الأخرى، عن انفجار يمتد إلى الخارج بتداعيات على استقرار العراق والأردن واحتمالات اندلاع نزاع في هذين البلدين.
وابد شيد خوفه على استقرار الأردن بصفة خاصة على النقيض من تصريحات الإدارة الأميركية التي تحرص على إعلان الثقة بقدرة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبلده سالمين من الأزمة، كما تلاحظ صحيفة نيويورك تايمز.
كما قلل شيد من شأن الخلاف الذي تحدثت عنه التقارير بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة في العراق حول السيطرة على الجماعات الأشد تطرفًا في سوريا. ولكنه توقع أن يزداد تنظيم القاعدة في العراق قوة. وقال quot;تنظيم القاعدة في العراق سيخرج أقوى نتيجة خبرته في سورياquot;.