سادت أجواء انتخابات مجلس الأمة الكويتي الأربعاء متابعات لما قد يصدر عن وزارة الداخلية، التي أدى تشددها في مراقبة عمليات شراء أصوات الناخبين إلى ضبط 7 متهمين، منهم 3 مرشحين و4 مواطنين، إلى 18 متهمًا ومتهمة أخلي سبيلهم.

الكويت: أشاد أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بجهود النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود في تطبيق القانون. كما يتابع المواطنون باهتمام شديد ما يصدر عن النيابة العامة في قضية المرشحين الثلاثة المحتجزين بتهمة شراء الأصوات، وهل سيخرجون ببراءة أم سيحرمون من الترشح فيما لو ثبتت التهمة؟ وقد تم اليوم إخلاء سبيل اثنين منهم بكفالة مالية مع منع السفر، وبقي الثالث محتجزًا.
فقد قررت محكمة الاستنئاف اليوم الأربعاء إلغاء قرارات الشطب التي اتخذتها وزارة الداخلية بحق خلف ديميثير وخالد الشليمي وسلطان اللغيصم، بينما أيدت شطب آخرين من سباق الترشح، فيما رفضت قبول الطعن المقدم من أحد المرشحين بطلب وقف الانتخابات.
وأخلت إدارة المباحث الجنائية سبيل مرشح الدائرة الرابعة مشاري الحسيني، ومرشح الدائرة الخامسة سعود السبيعي، بكفالة مالية قدرها 10 آلاف دينار للأول و5 آلاف للثاني، بينما استمرت في حجز مرشح الدائرة الثالثة سعود صاهود، على أن يعرض على النيابة العامة مساء اليوم لاستكمال التحقيق معه.
إن كان فائزًا!
يقول وزير النفط السابق والمحامي علي البغلي لـ quot;إيلافquot; إن وزارة الداخلية بجهودها المشكورة لم تقم بضبط هؤلاء المرشحين والناخبين إلا ولديها أدلة على انتهاكهم القانون. لكن لو ثبتت براءتهم فإنه من الناحية النظرية يحق لهم رفع دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية للتعويض عن تشويه سمعتهم.
لكن المحلل السياسي الدكتور عايد مناع قال لـ quot;إيلافquot; إنه لا يجوز احتجاز المرشحين بتهمة شراء الأصوات خلال الفترة التي يتنافس فيها المرشحون على اجتذاب الناخبين، quot;ويفضل لو تم تأجيل الاحتجاز لما بعد الانتخابات، لتحال تهمهم للقضاء الذي يفصل بها بعد الانتخابات، فيعاقب من ثبتت تهمته ويخرج من قائمة الفائزين إن كان فائزًا، ويحافظ المرشح الذي تثبت براءته على سمعته ومركزهquot;.
ورغم الإشادات التي حصلت عليها وزارة الداخلية، إلا أن وزيرها تلقى هجومًا من رئيس مجلس الأمة السابق والمرشح الحالي علي الراشد، الذي قال في إحدى الندوات الانتخابية إن وزير الداخلية هو سر نجاح بعض المرشحين، لأنه يحميهم ويحمي تجاوزاتهم، لذلك هناك نواب يجاملون الوزير بشكل واضح ومباشر.
أجواء غير حماسية
لا شك في أن أربع عوامل أثرت على أجواء الانتخابات الحالية، فجعلت المراقبين يصفونها بأنها تخلو من الحماس. وهذه المؤثرات السلبية هي مقاطعة بعض التيارات المعارضة للانتخابات، وأجواء رمضان التي ينشغل فيها الناس فيها بالعبادة وزيارات الأقارب والأصدقاء، والحر الشديد التي تقترب فيه درجة الحرارة من 50 درجة مئوية في النهار وحوالى 35 درجة مئوية ليلًا، والازدحام المروري الشديد جدًا بعد الإفطار.
يصف البغلي أجواء الانتخابات الحالية باستثنائية، قائلًا: quot;إلى جانب المؤثرات الأربع السابقة، فإنها ثالث انتخابات تجري خلال 18 شهرquot;. لكنه رغم ذلك توقع إقبالًا على هذه الانتخابات يفوق حجم الإقبال على الانتخابات السابقة، quot;فإن الكثير من الذين كانوا مقاطعين للانتخابات أعلنوا مشاركتهم بعد صدور حكم المحكمة الدستورية يوم 16 حزيران (يونيو) الماضي، ويقضي بتحصين مرسوم ضرورة الصوت الواحد. ويضيف: quot;الجو حار مناخيًا لكنه بارد سياسيًا، فلم نشهد ندوات تتناول قضايا مثيرة للجدل كالانتخابات السباقة، بسبب قصر فترة التحضير للانتخابات والأجواء الرمضانيةquot;.
ويؤيده مناع فيقول إن الخطابات التي كانت تلقى في الحملات الانتخابية لمجلس كانون الأول (ديسمبر) 2012 كانت نارية وجاذبة. أما الآن فهذه الحملات تفتقد للجاذبية والحماس. ويرجع ذلك إلى الفراغ الذي تركته التيارات المقاطعة للانتخابات وهي التكتل الشعبي، والمنبر الديموقراطي، والحركة الدستورية، وفرع من السلفيين.