قدمت بريطانيا 175 مليون جنيه استرليني لتخفيف معاناة السوريين الذين يعيشون ظروفًا صعبة للغاية نتيجة القتال المستمر بين الجيش النظامي وقوات المعارضة.


أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الثلاثاء عن أكبر تمويل تقدمه المملكة المتحدة استجابة لكارثة إنسانية واحدة، وتبلغ قيمته 175 مليون جنيه استرليني، لتخفيف المعاناة في الأزمة السورية.

ويمثل هذا التمويل الجديد، الذي أعلن عنه رئيس الوزراء خلال قمة الثمانية، جزءًا من مبلغ إجمالي قدره حوالي 1.5 مليار دولار من المساهمات الإضافية التي اتفق قادة مجموعة الثمانية على تقديمها لتلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا والدول المجاورة.

ومن شأن هذا المبلغ توفير المساعدات الإنسانية الفورية لمئات آلاف السوريين الذين بحاجة للمساعدة ماسة نتيجة القتال المستمر.

كما ستخصص المملكة المتحدة تمويلاً على مدى السنتين المقبلتين، يتخطى فترة حملة الإغاثة الحالية الطارئة من الأمم المتحدة، لكي تتمكن وكالات المساعدات والتنمية من التخطيط لرد أكثر استراتيجية لهذه الأزمة المطولة، بحيث يتوفر تمويل متوقع يتيح لهذه الوكالات التخطيط مسبقًا لإيصال المواد الغذائية وإبقاء العيادات الطبية مفتوحة.

إجراءات مهمة

ودعا كاميرون المجتمع الدولي ككل الى اتباع خطى المملكة المتحدة، وطالب بتنفيذ عدد الإجراءات المهمة، وأن تتخذ الأمم المتحدة دور الريادة في التخطيط لاستجابة استراتيجية على الأجل الطويل، ولعل أبرز ما دعا اليه كاميرون الآتي:

- السماح دون أي عراقيل لوكالات الإغاثة للتحرك لإنقاذ الأرواح في سوريا.

- خفض مستوى العنف والتوصل لحل للقتال عبر المفاوضات.

- أن يتبع المجتمع الدولي خطى المملكة المتحدة بالالتزام بتوفير التمويل على الأجل الطويل.

- تركيز واضح من الأمم المتحدة على أكثر المعرضين للخطر في هذه الأزمة، خصوصاً الفتيات والنساء.

وبعد إعلان كاميرون، أكدت وزيرة التنمية الدولية، جستين غريننغ، دعوة رئيس الوزراء للمجتمع الدولي لأن يأخذ الطبيعة المطولة للأزمة السوريةفي الاعتبار، ويتبع خطى المملكة المتحدة.

وقالت غريننغ إن هذه الأزمة غير المسبوقة تتطلب استجابة غير مسبوقة، وإن إعلان اليوم يرسل رسالة واضحة للشعب السوري والدول المجاورة لسوريا بأن باستطاعتهم الاتكال على مواصلة الدعم البريطاني. لكن هذه هي أكبر أزمة إنسانية في جيلنا، وعلى المجتمع الدولي التعاون لمواجهتها.

الحل السياسي

واضافت الوزيرة البريطانية أن الحل السياسي هو الأساس، إلا أن وجود استجابة دولية منسقة على الأجل الطويل تعتبر ضرورية جدًا الآن للحفاظ على استقرار المنطقة، بينما تتحمل تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين ولمساعدة المحتاجين أيًا وأينما كانوا.

ونبهت إلى أن هذا الالتزام الجديد يزيد حجم التمويل البريطاني المقدم حتى اليوم إلى أكثر من الضعف ليصل إلى 348 مليون جنيه استرليني، وهو أكبر مبلغ على الإطلاق تخصصه المملكة المتحدة استجابة لكارثة إنسانية واحدة.

واشارت إلى أن هذا الإعلان يأتي بعد ارتفاع حدة القتال وتوقعات الأمم المتحدة بأن ما يصل إلى نصف تعداد سكان سوريا قبل الأزمة، البالغ 22 مليون نسمة، سيصبحون لاجئين قبل نهاية السنة الحالية.

مساعدات انسانية

يتضمن مبلغ الـ 175 جنيه استرليني المعلن عنه، والذي يشمل أيضًا مساعدات إنسانية وتنموية، ما يلي:

- أكثر من 100 مليون جنيه استرليني استجابة لحملة الإغاثة بقيادة الأمم المتحدة التي أطلقتها في 7 يونيو (حزيران)، وهي أكبر حملة إغاثة بتاريخ الأمم المتحدة. سوف يساعد هذا المبلغ في توفير المواد الغذائية والرعاية الطبية والمأوى والتعليم، وغير ذلك من الدعم للمحتاجين داخل سوريا وفي الدول المجاورة حتى نهاية عام 2013.

- سوف تركز المملكة المتحدة بشكل خاص على احتياجات الفتيات والنساء المتضررات، والضغط لأجل إبداء قيادة دولية قوية استجابة لإحتياجاتهن.

- تمويل إضافي لمن يقدمون المساعدة المباشرة للسوريين داخل وخارج سوريا، بما في ذلك المجتمعات والدول المضيفة التي تستضيف اللاجئين.

- دعم لأجهزة الأمم المتحدة وغيرها من وكالات الإغاثة الإنسانية التي تعمل في كل من الدول المجاورة وداخل سوريا للإعداد لخطط على الأجل الأطول تحمل زيادة أعداد المحتاجين، وصيانة البنية التحتية المتهالكة باضطراد، وتوفير الخدمات الأساسية، وارتفاع أعداد اللاجئين.