تسود حال من الاستنفار العام في صفوف حلفاء النظام السوري، تحسبًا لضربة أميركية متوقعة لدمشق، ووضع حزب الله قوته الصاروخية في حال جهوزية تامة غير مسبوقة.


في ضوء الأخبار المتواترة عن قرار أميركي بضرب نظام دمشق عسكريًا، حتى لو لم ينل الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقة الكونغرس ولا مباركة مجلس الأمن، استنفر حلفاء النظام السوري، وعلى رأسهم حزب الله، قواهم للمشاركة في صد quot;العدوانquot;.
وقالت تقارير صحافية عربية إن تنظيمات فلسطينية حليفة للنظام السوري، كالصاعقة والقيادة العامة وفتح - الانتفاضة، عقدت لقاء تشاوريًا حضره بعض قوى 8 آذار، أبرزهم ممثلين عن حزب الله، أقرت فيه خطوات التحرك، بحسب حجم العمليات العسكرية الغربية المرتقبة ضد سوريا.
رسائل تحذير
ترافقت حالة الاستنفار هذه مع تقارير دبلوماسية تحدثت عن تلقي حزب الله رسائل من جهات مختلفة تحذره من مغبة توجيه اي رد فعل على ضرب سوريا نحو اسرائيل، التي نشرت بطاريات باتريوت في الكرمل وحيفا وصفد وطبريا شمال اسرائيل، واستعدت لتدمير مناطق الحزب اذا تعرض أمنها للخطر الصاروخي.
حزب الله صامت لم يدل بدلوه بعد في ما سيكون رد فعله على أي ضربة أميركية لنظام دمشق، رغم أن المراقبين يعرفون مسبقًا أن رد الفعل لن يأتي إفراديًا، بل جماعيًا من خط الممانعة، إن أتى، وأن قرار حزب الله في طهران وليس في بئر العبد.
والصمت هذا فسرته تقارير صحفية عربية بأنه ناتج من أن قيادة الحزب تعرف أن أي تهور بإطلاق الصواريخ على إسرائيل قد يؤدي إلى محو جنوب لبنان كله، وستكون الأعذار الإسرائيلية مبررة بسبب الاعتداء عليها، وربما إيران نفسها لا تريد مثل هذه المغامرة.
استنفار عام
حزب الله صامت، لكن مصادر مقربة منه أكدت أن اقتصار الضربة الأميركية على مواقع عسكرية معينة من دون تغيير في موازين الفوى لن يدفعه إلى الرد، إنما دخول الغرب في حرب شاملة على النظام السوري على طريقة احتلال العراق او السيناريو الليبي فسيدفع الحزب إلى عمل عسكري يحمي به خاصرته السورية وسلاحه ومقاومته، وحينها سيكون لبنان جزءًا من المواجهة الشاملة، إن فُرِضت.
وقالت الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله ونظام دمشق اليوم إن حزب الله وضع قوته الصاروخية في حالة جهوزية غير مسبوقة في كل المنطقة، ودعا جميع عناصر وكوادر المقاومة الاسلامية إلى الالتحاق بمواقعهم، ويقدر عددهم بنحو 30 ألف مقاتل، بينهم 10 آلاف حسنو التدريب. وأضافت الاخبار أن المقاومة الاسلامية اعلنت الاستنفار العام في جميع وحداتها العسكرية والقتالية، وفي كل مواقع انتشارها، وهو تدبير يشمل مجموعات الحزب الموجودة داخل سوريا، وأن المقاومة تنفذ إجراءاتها بصمت ومن دون ملاحظة أحد.
غياب الشباب
وتصديقًا لأنباء الاستنفار العام في صفوف الحزب، نسبت وكالة الصحافة الفرنسية لسكان في مدينة صور الجنوبية والقرى الشيعية المحيطة بها، حيث يتمتع الحزب بنفوذ واسع، تحدثهم عن حال من الترقب والاستنفار تسود في صفوف عناصر الحزب، الذين يمتنعون عن التحدث بالأمر علنًا، وعن غياب الشبان مقاتلي الحزب عن الانظار خلال الايام الخمسة الماضية، من دون أن ينعكس ذلك تعزيزًا للاجراءات الامنية التي يتخذها الحزب حول مراكزه، أو حواجز الأمن الذاتي التي درج على إقامتها بعد تفجيري بئر العبد والرويس الأخيرين. والحال في البقاع مشابه، حيث يتحدث السكان عن غياب quot;الشبابquot;، في إشارة إلى عناصر حزب الله، وخصوصًا المنتمون منهم إلى الوحدات الصاروخية، الذين اقفلوا هواتفهم الخلوية منعًا لتحديد أماكن تواجدهم. أما في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث مربع الحزب الأمني الذي يضم قياداته العليا ومؤسساته الأمنية والسياسية والاعلامية والاجتماعية والتعبوية، فقد غاب الرجال عن حواجز الأمن الذاتي، وحل محلهم شبان في الخامسة عشرة من العمر، يفتشون السيارات الداخلة إلى المنطقة.