أكد الرئيس الإيراني أنه يجب حل الأزمة السورية عبر صناديق الاقتراع وصوت الشعب السوري، وأن ما يختاره السوريون يجب أن يحظى بقبول جميع الدول.


قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الجميع، وحتى الغربيين، يعلمون جيدًا بأن أخطر المجموعات الارهابية متواجدة اليوم في سوريا وللأسف أن بعض الدول تقوم بدعم وتجهيز هذه المجموعات.

واكد ضرورة أن يعمل الجميع على وقف الحرب الداخلية في سوريا وخروج الارهابيين منها، وأضاف أن الدول الداعمة للارهابيين ترتكب اليوم خطأ جسيمًا، وعليها أن تعلم بأن هذا السيف سينزل يومًا على رقابها. معتبرًا الارهاب اليوم خطرًا كبيرًا يهدد المنطقة، وعلى الجميع الانتباه إلى هذه الحقيقة المرة.

ودعا روحاني في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) على هامش مشاركته في منتدى (دافوس) إلى ضرورة العمل على وقف الحرب اولًا في سوريا، وأن الخطوة الاولى لحل وتسوية القضية السورية تكمن في خروج الارهابيين، ومن ثم العمل على توفير الظروف لجلوس المعارضين والدولة إلى طاولة حوار، وإن ما يختاره الشعب السوري سيكون هو الصائب، مشددًا على أن إيران لن تألو جهدًا في تقديم أي مساعدة ممكنة في هذا السياق.

حوار وبناء ثقة

من جهة ثانية، اكد الرئيس الإيراني استعداد الجمهورية الاسلامية الإيرانية الكامل للحوار وبناء الثقة لكنها في الوقت ذاته لا تخشى التهديدات، ولن تجدي لغة التهديد ضدها نفعًا.

وقال روحاني إن حول الظروف التي ينبغي توفرها للمفاوضات النهائية بين إيران ومجموعة quot;5+1quot;: انني اعتقد بأنه لو توفر لدى الطرف الآخر الاستعداد الكامل والارادة السياسية والقدرة اللازمة فإن الاستعداد متوفر من جانب الجمهورية الاسلامية الإيرانية لاتخاذ الخطوة النهائية في القضية النووية. واعلن الرئيس الإيراني الاستعداد للوصول إلى اتفاق نهائي في القضية النووية وأضاف، رغم أن المسار امامنا صعب الا أن امكانية الوصول إلى اتفاق قائمة.

وأضاف، رغم أن الخطوة النهائية سوف لن تكون بسهولة الخطوة الاولى وستكون أصعب منها الا أن الظروف هي بحيث يمكننا اتخاذ الخطوة النهائية لأن الجمهورية الاسلامية الإيرانية تسعى فقط وراء التكنولوجيا النووية السلمية، وهي مصرة على حقها هذا تماماً ولا تقبل التمييز في هذا المجال، ولم لن تسعى وراء السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل على الاطلاق.

واكد روحاني على حق إيران المشروع والمؤكد في تخصيب اليورانيوم، وقال إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية لا تقبل التمييز ابدًا وأن التكنولوجيا النووية السلمية ومن ضمنه التخصيب حق مشروع لجميع الدول، ونحن مستعدون للتحرك فقط في الاطر القانونية، ولو اراد احد التحدث معنا بما يتجاوز القانون فذلك يعني أنه لا يسعى للاتفاق.

التكنولوجيا

واشار الرئيس روحاني إلى أن الشعب الإيراني حساس جداً تجاه مسألة التكنولوجيا النووية ونحن نعتبرها جزءًا من كرامتنا الوطنية وأضاف، أن التكنولوجيا النووية قد توطنت اليوم في إيران وتحققت اخيرًا انجازات باهرة جدًا وجديدة في مجال صنع اجهزة الطرد المركزي، لذا فإننا وفي مسار التكنولوجيا النووية خاصة في مجال البحث والتنمية لن نقبل أي قيود بتاتًا.

واوضح أنه وفقًا للقانون الذي اقره مجلس الشورى الاسلامي، فإن إيران بحاجة في المستقبل إلى 20 الف ميغاواط من الكهرباء المنتج من الطاقة النووية، ونحن عازمون على انتاج الوقود النووي للمحطات النووية في الداخل وعلى يد علمائنا وسنواصل هذا المسار.

وأضاف روحاني قائلاً: وفي ذات الوقت ستكون جميع انشطتنا تحت مراقبة الوكالة ونعمل في هذا المجال بشفافية ومستعدون في المفاوضات القادمة لايضاح مسألة أنه لا يوجد أي قلق تجاه الانشطة النووية الإيرانية، مثلما قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الاعوام العشرة الماضية بآلاف ساعات التفتيش في إيران ولا اعتقد أنه تم اجراء مثل هذا الكم من عمليات التفتيش في أي دولة أخرى.

برنامج نووي سلمي

واشار إلى شفافية إيران في برنامجها النووي السلمي وأضاف، أنه في جميع عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يتم العثور على اي مؤشر يثبت انحراف الانشطة النووية الإيرانية عن مسارها السلمي.

واشار الرئيس روحاني إلى أن مفاعل اراك هو مفاعل للماء الثقيل وليس البلوتونيوم وأن إيران بحاجة له لانتاج الادوية المشعة وأضاف، اننا وفي ما يخص القضايا الطبية وصحة المواطنين لا يمكننا القبول بأي قيود ولقد اعلنا مرارًا ونعلن بأن إيران لم تكن لها عملية اعادة معالجة، ولا نريد أن نسعى وراء ذلك، لذا فمن الافضل أن نقول بأن مفاعل اراك هو لتلبية حاجات المرضى.

وتابع الرئيس الإيراني، أن الشعب الإيراني قلق جدًا من سياسات الادارة الاميركية نظرًا لاجراءاتها على مدى العقود الثلاثة الماضية، ولا يشعر بالثقة الكافية تجاه هذه الادارة، حيث ينبغي بناء هذه الثقة في هذا المسار.
واعتبر الرئيس روحاني عدم ثقة إيران بأميركا بأنه عميق ومتجذر جدًا، وقال إنه في ضوء سياسات الادارات الاميركية على مدى العقود الثلاثة الماضية فإن الرأي العام الإيراني لا يثق بأميركا.

واعتبر أن احد اهداف الخطوة النهائية في القضية النووية هو بناء الثقة بين إيران والدول المشككة بالانشطة النووية الإيرانية، وأضاف أن ثقة اكبر ستبنى فيما لو كان هدف الدول المفاوضة لإيران هو أن لا يكون هنالك تمييز بين إيران وسائر الدول وأن تستمر التكنولوجيا النووية، تحت مراقبة الوكالة وفي اطار القوانين الدولية بالطبع، اما لو كان الهدف منع إيران من امتلاك هذه التكنولوجيا فإنه لن يتحقق ابدًا لأن هذه التكنولوجيا اصبحت وطنية الطابع تمامًا في ظروف الحظر.

قرارات الحظر

وقال الرئيس الإيراني حول محاولة بعض اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي اقرار اجراءات حظر جديدة ضد إيران، ان اجراءات الحظر غير قانونية قبل كل شيء وأن المجلس الذي يدعي التشريع ينبغي الا يتجاوز القوانين الدولية.

وتابع قائلاً، أن الحظر ضد إيران طريق لا معنى له وغير صائب وينبغي على الكونغرس الاميركي انتهاج طريق الحوار وتعزيز بناء الثقة بدلاً عن التهديدات غير المبررة. وأضاف الرئيس روحاني، أن اجراءات الحظر هذه ستؤدي تاليًا إلى اضعاف معاهدة quot;ان بي تيquot;، واضعاف القوانين والمقررات الدولية، اذ ليس بامكان أي دولة أن تتخذ القرار لدولة أخرى.

وتابع قائلاً، إننا لا نخشى التهديدات وأن لغة التهديد غير مؤثرة تجاه إيران، وحينما يتحدثون مع الشعب الإيراني فإنه عليهم اختيار لغة قانونية ولهجة محترمة لأن ذلك الامر يخدم منطقتنا، وكذلك الدول الأخرى.

الموت لأميركا

وحول شعار quot;الموت لأميركاquot;، والذي يطلقه الشعب الإيراني، أكد أن ما يقصده الشعب متصل بالسياسات العدائية والتدخلات الاميركية، وقال إنه عندما يطلق الشعب الإيراني شعار quot;الموت لاميركاquot; فهدفه ادانة سياسات اميركا العدائية وتدخلاتها وأن تتخذ الشعوب القرار لنفسها وأن تسود الديمقراطية جميع دول المنطقة، وأنا قلت للشعب بأنكم اذا اردتم أن تتوقف هذه السياسات الأميركية فإن عليكم الشروع والبدء باتخاذ إجراءات، وعلينا أن نجعل الولايات المتحدة الأميركية تفهم أن تدخلها غير مناسب.

ولفت الرئيس روحاني إلى أن اميركا فرضت حروبًا على الشعوب في المنطقة، وأضاف أن القوات الاميركية متواجدة اليوم من دون قرار ورضى الشعوب، والسؤال هنا هو الا يوجد طريق افضل؟ أن الاميركيين يتصورون بأن الطريق الوحيد للحفاظ على مصالحهم هو استخدام القوة العسكرية. وأضاف، أننا نعتقد بأن هنالك طرقاً افضل واكثر قانونية واخلاقية في هذا المسار ولتحقيق ذلك ينبغي علينا جميعاً احترام استقلال وحقوق الشعوب.

وفي الرد على سؤال حول مستقبل العلاقات بين إيران واميركا قال، إن هذا الامر هو بيد الاميركيين، اذ لو تخلوا عن تدخلاتهم وضغوطهم ولم يسعوا لتخريب علاقات إيران مع الدول الاخرى واتخذوا خطوات ايجابية تجاه الشعب الإيراني، ستتبلور ظروف جديدة في هذا المسار.

وتابع الرئيس الإيراني، انه ليس من المقرر أن نكون نحن واميركا في حالة عداء إلى الابد، وعلى الاقل لا يوجد مثل هذا القرار من جانب الشعب الإيراني واستبعد أن يكون لدى الشعب الاميركي مثل هذا القرار، وعلى اي حال كانت هنالك علاقات بين الشعبين اعوامًا طويلة رغم المشاكل التي اختلقتها الادارة الاميركية لذا فإنه على واشنطن اتخاذ القرار وتغيير سلوكها وسياستها، ومن المؤكد أنها ستتلقى في هذه الحالة الرد الايجابي من جانب الشعب الإيراني.

إيران وإسرائيل

وفي رده على سؤال حول الرد الإيراني فيما لو قامت اسرائيل بتنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، قال: من المؤكد أن اسرائيل لن تقوم بمثل هذه الخطوة لانها تعلم جيدًا ماذا سيكون الرد عليها في هذه الحالة.

وأضاف الرئيس روحاني، أن اسرائيل تدرك جديًا قدرات الجمهورية الاسلامية الإيرانية في المنطقة، ونحن ايضًا نمتلك معلومات كافية عن امكانياتهم، فاسرائيل تطلق الشعار في هذا المسار لكنها غير قادرة عمليًا على تنفيذ ذلك، وفيما لو قامت بمثل هذا العمل الجنوبي فإنها ستتلقى ردًا يجعلها تندم كثيراً على فعلتها هذه.

وتابع قائلاً: إن ما نريده هو أن يقلع الكيان الاسرائيلي عن ممارساته العدوانية ويعيد الارض المغتصبة إلى اصحابها وأن يعمل على الاقل بقرارات مجلس الامن التي مضت عليها سنوات طويلة. وختم روحاني: اننا نريد (من الكيان الاسرائيلي) الافراج عن الاسرى الفلسطينيين في سجونه وأن يعود جميع اللاجئين المبعدين عن ارضهم إلى وطنهم وأن تحدد اصوات الشعب مستقبل هذه الارض.