لاقت تصريحات أدلت بها مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، اتهمت فيها ساسة عراقيين بالتحريض على نظامها في وقت سابق على فتح حدود بلاده مع العراق لدخول المسلحين لضرب العملية السياسية في العراق، لاقت غضبًا واسعًا، حيث اتهمها هؤلاء الساسة بالكذب ومحاولة خلط الأوراق في وقت يتداعى فيه نظامها.


أسامة مهدي: أكد الساسة العراقيون، الذين نالت منهم أقوال بثينة شعبان، في تصريحات لهم وبيانات لأحزابهم، تلقتها quot;إيلافquot; اليوم الاثنين، أنهم لم يزوروا دمشق مطلقًا في الوقت الذي أشارت إليه المسؤولة السورية. وقالوا إن هذه الأقوال محاولة للهروب من الوضع الذي يعيشه النظام السوري، بعدما أمعن في قتل شعبه، ويريد اليوم تصدير أزماته وتشويه رموز العراق وقادته.

تصريحات كاذبة
وكانت بثينة شعبان قد ادعت أخيرًا أن سياسيين عراقيين طالبوا الرئيس الأسد بفتح الحدود بين سوريا والعراق أمام الإرهابيين. وقالت في تصريحات صحافية quot;إن السياسيين الذين طلبوا من الأسد فتح الحدود أمام من أسموهم بالمجاهدين وضرب العملية السياسية في العراق هم من القائمة العراقيةquot; بزعامة أياد علاوي.

موثقة بالصوت والصورة
وأشارت إلى أن ثلاثة وفود رفيعة المستوى وصلت إلى دمشق بعد تفجير مبنى الخارجية العراقية بأيام، طالبة من الأسد فتح الحدود أمام الإرهابيين، موضحة أن الوفد الأول كان برئاسة طارق الهاشمي (نائب الرئيس العراقي سابقًا)، والثاني برئاسة رافع العيساوي (وزير المالية السابق)، والثالث خليط من مكونات القائمة العراقية، والتحق بهم آنذاك حارث الضاري (الأمين العام لهيئة علماء المسلمين)، وكل من قادة العراقية عدنان الدليمي وسليم الجبوري وسلمان الجميلي ورشيد العزاوي، مؤكدة أن اللقاءات تم تسجيلها بالصورة والصوت.

وكان تفجير ضخم استهدف مبنى وزارة الخارجية العراقية وسط بغداد في 19 آب (أغسطس) عام 2009، واتهمت الحكومة العراقية نظيرتها السورية آنذاك بتدبير التفجير، وهددت برفع الأمر إلى مجلس الأمن الدولي. ويبدو أن تصريحات شعبان هذه تأتي ردًا على مواقف القيادات السنية العراقية المضادة لممارسات النظام السوري ضد الشعب وإدلائهم بتصريحات تدين هذه الممارسات.

محاولة لخلط الأوراق
واليوم كذب الحزب الإسلامي العراقي ما أدلت به مستشارة الأسد من معلومات، مشددًا على أن quot;هذا الكلام هراء وكذب جملة وتفصيلًاquot;. وأضاف الحزب، في بيان صحافي، أن قياداته لم تزر سوريا خلال الفترة التي جرى التحدث عنها، وأن الحديث عن هذا الطلب يغدو من السذاجة بمكان، لكون الحزب معروفًا بمواقفه المناهضة للإرهاب ومناصرة العراقيين في أرجاء الوطن كافة.

وعبّر الحزب عن قناعته بأن quot;هذا الحديث يبدو اليوم مدفوع الثمن، ومحاولة للهروب من الوضع الذي يعيشه النظام السوري، بعدما أمعن في قتل شعبه، ويريد اليوم تصدير أزماته وتشويه رموز العراق وقادتهquot;، مطالبًا بالاعتذار عمّا لحق به وبقادته من أذى معنوي.

من جانبه أكد سلمان الجميلي رئيس كتلة ائتلاف العراقية في مجلس النواب، القيادي في ائتلاف quot;متحدون للإصلاحquot; بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي، أنه سيطلب من وزارة الخارجية مفاتحة الحكومة السورية لتقديم ما لديها من أدلة بشأن تورّطه وشخصيات سياسية أخرى في عمليات إرهابية. وقال الجميلي، في بيان صحافي اليوم، quot;إن تصريحات بثينة شعبان كاذبة، وننفيها جملة وتفصيلًاquot;.

لا مصداقية لنظام يحتضر
وأشار إلى أنه لم يزر سوريا quot;سوى مرتين، وبصورة رسمية، إحداهما برفقة رئيس الجمهورية جلال طالباني، والثانية مع نائب رئيس الجمهورية (لم يذكر اسمه)، ولم تتم أية لقاءات خاصةquot;. وتساءل قائلًا quot;كيف يتم الاعتماد على خبر غير موثق صادر من نظام فقد أية مصداقية أمام شعبه وأمام العالم، وهو نظام يحتضر بسبب جرائمهquot;.

وأضاف أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضالع حتى أذنيه في الإرهاب.. فكيف يكون حريصًا على العراق والعراقيين؟!.. وقال: quot;الأكاذيب والأخبار الملفقة هي طريق المفلسين سياسيًا، وهي طريقة بعيدة كل البعد عن المبادئ والقيم الأخلاقية التي نتمسك بها دائمًاquot;.

أما النائب السابق رشيد العزاوي فقال إن تصريحات المستشارة السياسية والإعلامية لرئيس النظام السوري بثينة شعبان الأخيرة تنطوي على مغالطات وأكاذيب كبيرة. وعبّر في بيان عن استغرابه الشديد من الحديث عن وفود زارت سوريا لإقناع الأسد بفتح الحدود أمام الإرهابيين.. مشددًا على أن زجّ اسمه فيه كذب فاضح واتهام باطل تدحضه الوقائع.

وأكد أنه لم يزر سوريا منذ أواخر عام 2005. مشيرًا إلى أنه مكث فيها ليلتين فقط لإنجاز أعمال تجارية خاصة، ومن ثم غادرها إلى دولة أخرى، ولم يقم بأي لقاء ذي طابع سياسي مطلقًا.. مطالبًا باعتذار عن هذا الأمر، وداعيًا وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والمصداقية قبل نشر الأخبار.

نائب يتهم الساسة quot;المحرضينquot; بالخيانة العظمى
من جهة أخرى فقد أشار عبد السلام المالكي، النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، إلى أن تصريحات مستشارة الرئيس السوري quot;دليل على تدخل قوى إقليمية لزعزعة الأمن والاستقرار العراقيquot;. وأضاف، في تصريح صحافي، أن تصريحات بثينة شعبان دليل على وجود قوى تسعى إلى زعزعة أمن العراق واستقراره.

وطالب المالكي البرلمان والحكومة بكشف أسماء السياسيين العراقيين المتورطين في ذلك التحريض، من خلال الاتفاق مع الحكومة السورية، للكشف عنهم، وإحالتهم على المحاكم بتهمة الخيانة العظمى.

وكان الأسد قال في السادس عشر من الشهر الماضي إن ساسة عراقيين طلبوا منه فتح الحدود أمام من أسموهم بـquot;المجاهدينquot; لضرب العملية السياسية في بلدهم، مشيرًا إلى أن حكومة بلاده تحتفظ بتسجيلات صوتية لأولئك الساسة، وأنها ستبثها في الوقت المناسب.