روما: قدم رئيس الحكومة الايطالي انريكو ليتا استقالة quot;لا رجوع عنهاquot; الى الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو الذي قبلها، كما اعلنت الرئاسة الايطالية في بيان. وقال البيان ان quot;رئيس الجمهورية لا يمكن الا ان ياخذ علما بالموقف الذي عبّر عنه رئيس الوزراءquot;، الذي قدم quot;استقالة لا رجوع عنها للحكومة التي يتراسهاquot;، موضحا ان المشاورات لتشكيل حكومة جديدة ستبدأ quot;بعد الظهر لتنتهي السبتquot;.

وكان ليتا توجه حوالى الساعة 12:00 ت غ الى المقر الرئاسي لمقابلة رئيس الجمهورية. وفي تغريدة على تويتر، قال ليتا قبل دخوله الى القصر الرئاسي quot;شكرًا لكل الذين ساعدوني كل يوم، كما لو انه اليوم الاخيرquot;. ولم يمض هذا المسيحي الديموقراطي من اليسار سوى 293 يومًا على راس ائتلاف يساري يميني غير مسبوق، بعد الانتخابات التشريعية، بسبب عدم وجود غالبية برلمانية واضحة.

المفارقة ان رحيل ليتا يتزامن مع انباء اقتصادية جيدة تشير الى خروج من الانكماش كان منتظرًا جدا بعد سنتين من تراجع متواصل لاجمالي الناتج الداخلي. وقد بلغت نسبة النمو 0.1 بالمئة في الفصل الاخير. ودعا رنزي، الذي ترأس الجمعة بمناسبة عيد الحب احتفالًا في مقر بلدية فلورنسا للازواج الذين يحتفلون بعيد زواجهم الخمسين، الحضور إلى ان quot;يتمنوا له حظا سعيداquot;. وقال quot;نحن بحاجة الى ذلك خصوصا في مثل هذه اللحظاتquot;.

وفي حال توليه رئاسة الوزراء، سيصبح رنزي اصغر رئيس حكومة في اوروبا. وكان ليتا اعلن قراره مساء الخميس بعيد تصويت الحزب الديموقراطي (وسط يسار) الذي يرأسه بأكثرية ساحقة على تغيير الحكومة. وتطالب المذكرة التي عرضها رنزي بـ quot;فتح مرحلة جديدة بسلطة تنفيذية تدعمها الاكثرية الحاليةquot;.

وعنونت مجلة لسبرسو الاسبوعية صباح الجمعة quot;قفزة قاتلةquot;. واضافت ان quot;رنزي يتولى ادارة عملية دبرت خلال اجتماعات مغلقة قبل شهرين، ويمكن ان تكرس زعامته او تبدد شعبيتهquot;. وصدرت صحيفة لا ستامبا اليومية صفحتها الاولى بعنوان quot;خلل ايطالي ابديquot;، مشيرة الى غموض رهان رنزي في السياسة الايطالية. واضافت quot;لا نعرف بعد هل سجل هدفا ام مرت الكرة فوق العارضةquot;. وتحدثت صحيفة لا ريبوبليكا عن quot;خطر الالاعيب البهلوانيةquot;.

واعترفت صحيفة quot;كورييرا دولا سيراquot; بان الامين العام للحزب الديموقراطي بـquot;مواهب من شأنها ان تفاجئquot; الآخرين. لكنها اضافت quot;يجب الا تقتصر الامور على مؤثرات خاصةquot;. وقالت انه من الضروري تبديد الانطباع بان ما يحصل هو quot;عملية تبديل في قصرquot; اعتادت ايطاليا عليها.

ومن دون ان يطالب بتنصيب رسمي وبعد الاشادة بـ quot;العمل المهم الذي انجزهquot; ليتا، اقترح رئيس بلدية فلورنسا (39 عاما) الخميس quot;فتح صفحة جديدة تتضمن اطلاق مشروع انعاش جذريquot;. وكان رنزي قال ان على ايطاليا quot;تغيير افاقها ووتيرتها والخروج من المستنقعاتquot;، محددا الافق بنهاية الانتخابات النيابية في 2018 ومعلنا عن اصلاحات quot;طموحةquot;.

وتواجه ايطاليا منذ سنتين اسوأ ازمة اقتصادية بعد الحرب، وقد تراجع اجمالي ناتجها المحلي حوالى 4% وفاقت نسبة البطالة 12 %. وتعاملت بورصة ميلانو بهدوء مع هذه التطورات السياسية. فمؤشر البورصة سجل تقدما 0,37% وبلغ 20,184 نقطة لدى الافتتاح.

وكان ليتا المسؤول الثاني السابق في هذا الحزب، قرر الا يشارك في اجتماع الحزب الديموقراطي حتى يفسح في المجال لزملائه لاتخاذ قراراتهم quot;بأقصى درجات الصفاء الذهنيquot;. وعلى امتداد النقاشات، بدا مصير ليتا متأرجحا، اذ دعا القسم الاكبر من المتحدثين الى quot;خطوة واضحةquot; والى quot;الاسراعquot; في اتخاذ القرار.

وطمأن رئيس بلدية روما العضو في الحزب الديموقراطي، رئيس الوزراء الجديد المحتمل ماتيو رنزي الى دعمه. وقال لوكالة فرانس برس quot;اعتقد ان ماتيو شخص على قدر المسؤوليةquot;. وكان ليتا تحدى امس ايضا منافسه لدى تقديم برنامج لاطلاق حكومته سمي quot;التزام ايطالياquot;.

واعتبر رنزي هذه الوثيقة مجرد quot;مساهمةquot; في تحركه المستقبلي. لكنه لم يقدم تفاصيل حول طريقة ايجاد المال لانعاش الاقتصاد الايطالي وتقليص البيروقراطية وخفض الضرائب المرتفعة على المؤسسات واحياء سوق العمل. ومنذ وصوله الى رئاسة الحزب الديموقراطي في كانون الاول/ديسمبر الماضي، وابرامه اتفاقا في منتصف كانون الثاني/يناير من اجل قانون انتخابي جديد مع سيلفيو برلوسكوني، يبدو ان صبر ماتيو رنزي قد نفد.

فقد زاد من انتقاداته لحكومة ليتا التي اخذ عليها تباطؤها وترددها على رغم ميثاق معقود بين الرجلين على متابعة عمل حكومة ليتا حتى نهاية 2014 على الاقل. وبعد استقالة ليتا، سيجري الرئيس جورجيو نابوليتانو استشارات مع مختلف الاحزاب قبل ان يختار رنزي على الارجح لتشكيل حكومة جديدة.

وقد اعلن وسطيو quot;الخيار المدنيquot; انهم يريدون المشاركة في الحكومة، على غرار المقربين السابقين من سيلفيو برلوسكوني الذين بقوا في الحكومة تحت شعار وسط اليمين الجديد بزعامة انجلينو الفانو. لكن الفانو قال quot;اذا كانت فقط حكومة تضع نصب عينيها خدمة البلاد، وليس حكومة سياسية مع مفاهيم من وسط اليسارquot;.