يكاد يكون طارق الهاشمي اكثر quot; المرددين quot; للشعارات الوطنية في العراق الجديد وبنفس الوقت لاينافس الهاشمي أي شخص أخر في quot; مطالباته quot; الطائفية المستمرة والمكررة في العراق الجديد. الرجل يقف على طرفي نقيض وبشكل تام، ولااعرف لماذا يستوطنه اعتقاد بان كل مناسبة لها تصريح ووجه طائفي يختلف عن مناسبة اخرى لها تصريح للوجه الوطني المزعوم وايضا لااعرف كيف يفوت عليه بان تقيم اي شخص يعتمد على مجموعة مواقفه ومجموعة تصريحاته فلايمكن ان يخرج علينا الهاشمي مثلا يوم السبت بتصريح وطني ليعود لنا يوم الاثنين بتصريح طائفي مفخخ من خلال دعوته quot; الى تشكيل حكومة وحدة وطنية quot; و بعدها يوم الثلاثاء تصريح قومجي يدعو من خلاله الى quot; ان يكون رئيس العراق القادم ليس كوردي بل عربي من السنة العرب ويرشح نفسه شخصيا quot;. بعد ان طالب بوضع النقاط على الحروف.
وتلبية لرغبته العلنية من خلال قناة الجزيرة في وضع النقاط على الحروف يجب ان يكون الرد الاعلامي والسياسي في العراق واضح جدا ولايقبل اللبس او حتى التأويل ولا حتى المجاملة. فان طلبه برئيس عربي للعراق هي دعوة تحمل بين جوانبها الكثير من الاشكالات الدستورية والقانونية بل وحتى الوطنية فالمواطن الكوردي العراقي ليس مواطن من الدرجة الثانية او الثالثة لايحق له مايحق للاخرين، ومن جانب أخر يامل معظم العراقيين في الدروة التشريعية الجديدة وبعد اعلان نتائج الانتخابات ان يتم تجاوز المحاصصة الطائفية والقومية واللجؤ للاستحقاق الانتخابي كبديل وطني حقيقي وعقلاني لحل الكثير من المشاكل السابقة التي عطلت العملية السياسية في العراق وأعاقة حتى عمل مجلس الوزراء والبرلمان بل أعاقة تطبيق أحكام القضاء العراقي المستقل وكان طارق الهاشمي من خلال منصبه كنائب ثاني في مجلس الرئاسة هو رمز الاعاقة الاكبر في تطبيق احكام صادرة بحق مجرمي الحرب والابادة البشرية ومجرمي الارهاب في العراق. وان الهاشمي هو صاحب شعار quot; سنجعلها انهارا من الدماء quot; وبشكل علني بنفس يوم تفجير مرقدي الامامين الهادي والعسكري في سامراء. كما ان السيد مثال الالوسي رفع شكوى قضائية كبرى بحق الهاشمي مازال ينتظر البث القضائي بها.
ان ترتيب وبناء البيت العراقي يجب ان يستند الى المصلحة العراقية البحته وليس الى المصلحة العربية والاقليمية فهذه الدول لاتقدم مصلحة العراق على مصالحها الخاصة فلماذا علينا في العراق ان نغير او نكيف خططنا العراقية على ضوء مصالح هذه الدول!؟ وكيف يكون مطلب وطني مزعوم بان يكون الرئيس عربي لارضاء الدول العربية كما صرح بذلك الهاشمي!! الااذا كانت هذه الدول العربية تاخذ مصالحنا ورأينا بنفس هذه المواضيع الخطيرة الخاصة بها!! ان تجربة لبنان بان تتصالح السعودية وسوريا او اي دول اخرى حتى تتشكل الحكومة في بيروت هذه التجربة ليس لها مكان على الارض العراقية ولن تصلح لبغداد، اولا لان العراقيين quot; عصيين quot; ولايمكن وضعهم في خانة quot; التابع quot; لانهم اكبر من ذلك بكثير، وايضا لان دستور وقانون العراق ليس فيه تقسيمات طائفية وقومية كما هو الحال في دستور لبنان بل وحتى جنسية الاحوال المدنية العراقية لاتحمل هذه التقسيمات التي تحملها الجنسية اللبنانية.
وحتى اذا تم الرضوخ جدلا لمثل هذه التقسيمات الطائفية والقومية المقيته التي تبناها البعض في العراق، فان رئيس الحكومة العراقية بسبب النسب والواقع السكاني التي انعكست على نتائج الانتخابات هو عراقي عربي شيعي فكيف يكون ايضا الرئيس عربي وليس كوردي!! هل فقط لانه سني ورئيس الحكومة شيعي لايكفي ذلك لارضاء هذه الدول العربية!! وهل عروبة رئيس الحكومة الشيعي غير مقبولة عند هذه الدول!! اذا استلسمنا لهذا التفكير العربي الطائفي فسيكون علينا نحن العراقيون ان نقف بالدور امام الدول العربية لمنحنا quot; صك قوميتنا العربية quot; وهذا في واقع الامر مضيعة للوقت لان لاعروبة تتشكل دون العراق ولان العراقيين الشيعة هم عرب اقحاح لاينتظرون صك عروبتهم من الاخرين الا اذا اعتقد البعض ان بيت النبوة العربية و بيت القران الكريم غير عربي لذلك ايضا يمكن التبرع به الى أمم اخرى مثلما يتم يوميا التبرع بملايين من المواطنين العرب الشيعة بكل أرثهم الانساني والادبي والديني الى ايران!!
لايجب التركيز على قومية ومذهب الحاكم في العراق اذا كان أبن الفلوجة او أبن ميسان او دهوك بل يجب التركيز على الأليات الديمقراطية التي أوصلته وايضا على جرد مواقفه الوطنية الحقيقية وهل فعلا يمثل مصلحة العراق كبلد او يمثل مدينة معينة؟ وهل يمثل العراقيين كشعب او طائفة معينة؟ واعتقد من ثنايا أجوبة هذه الاسئلة المهمة سيكون الهاشمي هو الابعد عن هذا الاستحقاق الخطير لطموحه العلني لرئاسة العراق.
- آخر تحديث :
التعليقات