(0)

القصة التالية لم تحدث كما هي، وعلى القارئ الذكي فقط أنْ يَفهم المعنى مِن بين السطور.

(1)

في إعلانٍ مدفوع الأجر وعلى صفحات التسعين جريدة قومية، نُشِرَ الإعلانُ التالي، وقد كان مُلخصاً للعظة إياها:

quot;جلالة المُعظم البابا الأكبر حَامي حِمَى الإيمان وراعي الرعاة وصاحب القداسة وبَطريرك الكرازة الأعلى، يُعلن فخامته: أنّ التي تُمسك (لا اعلم لماذا النسوان هي التي تُمسك؟) في ذاتِ الفعل، الزانية يعني، سوف نطّلِق زوجها ولنْ يُسمح لها بالزواج ثانيةquot;.

(2)

وفي تتابع للإعلان:

سأل السائلون عظمته: حتى لو تابت يا سيدنا؟

قال البابا المُكرّمْ: حتى لو تابت.

سأل السائلون عظمته ثانيةً: حتى لو تابت يا سيدنا؟

قال البابا في جلالٍ وهيبةٍ: حتى لو تابت.

سأل السائلون عظمته ثالثةً: حتى لو تابت يا سيدنا؟

قال البابا بكل كبرياءٍ وتعالٍ: حتى لو غَفَرَ لها السيد المسيح، حتى لو ظهرت ليّ العذراء مريم وحدي واستعطفتني.

*

وفي عصبية يترك الشعب ويقول: اذهبوا عني يا قطيعي فقد قررت إذلالكم حتى لو حَرَفت كتابكم المقدس الذي تؤمنون به. (؟)

(3)

حدثت اضرابات عظيمة بعد انصراف فخامة معاليه دون توديع للرعية التقية، فقرر أحد تابعيه المعاونين لجلالته أن يَشرح حِكمة معاليه مِن هذه العصبية الغير مبررة فقال:

يا سادة، الكتاب المقدس (الحقيقي) يقول لنا: إنْ المَسيح غَفَرَ للخُطاة والعشارين والزناة وأجلسهم في حضنه الطاهر. وقََبِِلْ السيد المسيح البسيط أن يَذهبْ سائراً، ربما حَافياً، ليُقابل السامرية الخاطئة. تعامل معها برفقٍ وحنانٍ وقبلها رغمْ أنْ المجتمع لم يَكُنْ يَقبل النساء. فما بالكم بالنساء المختلفات في العقيدة!!

(4)

في صوتٍ واحدٍ صاحت الجماهير الغفيرة:

quot;يا قداسة البابا المبجل الأعلى لا يزال السيد المسيح يقول لجلالتك: مَغفورةٌ لكَ خطاياك. فتنازل أنت واغفر للخاطئين والخاطئات واقبلهم داخل حضن الكنيسة. ألا يغفر الله خطاياى الخاطئ ويقبل توبته ويرمي خطيته في بحر النسيان؟

(5)

والسؤال يا سادة،

الأسرة التي وصلت إلى حافة الفراق والانفصال بين الطرفين ولا يمكن أن يتفقا ثانية، كيف يعقل أن نتركهم بين يدي الغرائز الطبيعية؟ كيف نترك المختلفين المتخالفين الذين استحالت العلاقة الطبيعية بينهم دون تلبية احتياجاتهم الأرضية؟

مِن غير المنطقي أن نقول للعاري اذهب صل، والرب يُدفئك!!!

هل يستطيع الجائع أن يكتفى بكلمات الصبر وأطباق العفة؟

اخلع يديك يا جلالة المعظم البابا المفخم مِن عمل قانون الأحوال الشخصية فأنت المفترض أنك راعٍ ومرشد روحي فقط وليس صانع قوانين أو مشرع.

بالتأكيد عزيزي القارئ الذكي العظيم يمكن لجلالة البابا أن يتراجع عن قراراته التعسفية ويراجع نفسه إذا وجد أن هناك عشرات الآلاف وربما بالفعل مئات الآلاف تصرخ مطالبة له بأن يشعر باحتياجات الرعية الذين تخلت عنهم الدولة وتركتهم في أحضانه الرهبانية الصحراوية الانعزالية غير عابئاً بمشاعر وتفاعلات المجتمع البشري الطبيعي.

إنني ادعوك عزيزي القارئ أن نتحاور معاً كيف نكون تكتل إنساني يرفض أن يسيطر علينا سلطان رهباني ليس مِن اهتماماته أن يعيش حياة طبيعية مثل باقي البشر في مجتمع صحي أرضي فيه يتزوجون ويتناسلون ويتفاهمون أو يختلفون وينفصلون في حركة طبيعية.

دعني اتحاور معك. دعنا نتقابل مع قداسة البابا المعظم ونرفع له صورة الاحتياجات البشرية الطبيعية.

مع تحياتي

[email protected]