لم يترك الاخضر الابراهيمي ملفا تسلمه كمبعوث دولي، إلا وتركه رمادا. السبب أنه وجه قباحة لملفات لايراد حلها، وهو ليس من اصحاب المبادرات القوية، ليس في سجله مثل هذا. حيث بات من المتعارف عليه، ومنذ زمن أن اي ملف لا تريد امريكا حله تسلمه للابراهيمي. من هذا الموضوع نستطيع استشفاف ماذا يعني جنيف2. للابراهيمي تجربته في العراق ولبنان، والنتائج واضحة.

quot; الأسد كان شخصاً منبوذاً ولكنه بعد صفقة الكيماوي أصبح شريكاًquot;.. هذا آخر تصريح للابراهيمي قبل توجهه لدمشق. تصوروا على ضمير هذا الرجل وفريق عمله، بعد أن ضرب الشعب السوري بالكيماوي، اصبح شريكا مع أنه ليس كذلك لكن هذه رغبة الابراهيمي نفسه وعسكر الفساد. فكيف لهكذا وسيط ان يكون نزيها؟ وكيف لامريكا أن تبوح له باستراتيجيتها؟ الاميركان رغم كل شيئ، لايزالون يحسبون حسابا، لوسطاء لديهم ضمير مهني. لهذا هم يرمون بالابراهيمي في كل ملف، يحتاج لوسيط لديه مثل هذا الفصام. كي لايصطاد احد بالماء العكر، لا يعنيني الابراهيمي كشخص مطلقا، بل اتحدث عنه بوصفه مؤسسة سياسية.

ثنائية( العسكر والسلطة العميقة- الفساد) هي التي يجب أن تحكم المنطقة، أو أن تذهب نحو الصوملة. اسلاميون تركوا النموذج التركي، ويركضون في حقل تنافسي على الشارع، تشددا شعاراتيا، ساعد في ذلك
تيارات أخرى وجدت أن سبب ديمومتها هو استمرار العسكر أيضا.

روسيا وإيران- استراتيجيتهما مغلقة على خيار الاسد أو نحرق البلد. دون القدرة على حل خارج هذه الدائرة. فماذا تريدان من جنيف2 ؟
أمريكا- ليذهب الجميع إلى جنيف وهنالك نرى. جر الاطراف لتأسيس شبيه بالحالة الفلسطينية أو لتأسيس يجمع بين هذه الحالة وبين الصوملة، أو لتطبيق سيناريو أمريكي لايزال خارج اجندة جنيف2 ربما يتم طرحه في اللحظات الأخيرة؟ هنالك من يرى أن أمريكا تراجعت عن جنيف1 وتبنت التفسير الروسي له، لو كانت أمريكا تريد جنيف1 أو التفسير الروسي له حتى لفرضته بقرار من مجلس الامن.
quot;المعارضةquot;- هيئة التنسيق لاوزن فعلي لها، وتتبنى جزء كبيرا من مطالب الثورة ما عدا المس بموقع آل الاسد، واجراء مصالحة وطنية، ويادار ما دخلك شر.

الائتلاف- لايزال كما تشكل رجل بالبور ورجل بالفلاحة، يتبنى مطالب الثورة، دون أية استراتيجية واضحة لتحقيقها سواء عبر كنيف2 أو أي طريق آخر. كما أنه منذ تأسيسه استطاع أن يفصل بين حركة الداخل وتفاعلاته وبين المعارضة الائتلافية كلها. والهوة تتسع والمخاض لعودة مؤسسية حقيقية يزداد صعوبة، تصل حد الاستحالة.
- آل الاسد إما نحن أو نستمر في قتل الشعب السوري.

- الحركة الكردية منقسمة بين النظام وبين الثورة واهدافها. القسم الأول مسلح ويفرض نفسه بقوة السلاح، والثاني غير مسلح ولا سند مهم له.
- الجيش الحر اخترقته داعش وغيرها، واصبح بلاقيادة موحدة بفضل السياسة الامريكية- الائتلافية.
فأي جنيف2 هذا الذي سيعقد؟ لايزال عنوان التدخل الدولي مطروحا لحماية شعبنا من هذه القوى المستكلبة.