من المتوقع ان يزور جون كيري بعض العواصم العربية في الأيام القليلة المقبلة وستكون أهمها زيارة للرياض العاصمة السعودية وتهدف الى ترميم العلاقات المتوترة واعطاء رسالة من واشنطن تطمئن الرياض أن الولايات المتحدة لم تتخلى عن الحق بضرب النظام السوري في مرحلة لاحقة اذا تمادى النظام في جرائمه ضد الشعب السوري.

العلاقة السعودية الأميركية:

استحوذ موضوع توتر العلاقة على مساحة كبيرة في الاعلام العربي والغربي نظرا لأهمية السعودية في المعادلة الاقليمية والدولية وخطورة الموقف الأميركي الذي وصف بالتقلب والتخبط والتردد.

وكنت قد شاركت في نقاش يتعلق بتدهور العلاقة السعودية الأميركية في استوديوهات اذاعة صوت روسيا الناطقة باللغة الانجليزية الثلاثاء 29 اكتوبر وشارك في الجلسة صحفي أميركي مثير للجدل يدعى تشارلز وولف وكريس دويل رئيس مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني. وكان عنوان الحلقة:

US-Saudi relationship: far from a quot;perfectly happy marriagequot;

quot;أي ان العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة ليست علاقة زوجية سعيدةquot;

واستعرض الحوار العلاقة التاريخية والاستراتيجية الأميركية والسعودية وكيف ان هذه العلاقة تعرضت لصدمات عام 1973 عندما فرضت المملكة العربية السعودية حظرا على تصدير النفط للغرب وصدمة احداث 11 ايلول 2001 التي شارك فيها شباب سعوديون من انصار واتباع بن لادن.

وتم التطرق الى اسباب تدهور العلاقات السعودية الأميركية وهذا التدهور الذي أخذ حيزا كبيرا في الاعلام العربي والغربي مؤخرا يعود لموقف الولايات المتحدة والرئيس اوباما بالتحديد المتردد والمتقلب تجاه الملف السوري. وكان رفض السعودية أخذ مقعدها في مجلس الأمن رسالة موجهة للولايات المتحدة وعبر عن ذلك الأمير بندر بن سلطان رئيس جهاز الاستخبارات العامة السعودية بتاريخ 21 اكتوبر مخاطبا ديبلوماسيين اوروبيين حيث أكد ان قرار السعودية بعدم قبول مقعد في مجلس الأمن هو رسالة احتجاج للولايات المتحدة. واعترف بذلك جون كيري وزير الخارجية الأميركي في لندن بتاريخ 23 اكتوبر عندما قال لوسائل الاعلام quot;من الواضح ان السعوديين يشعرون بخيبة امل لعدم توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ومن الموقف الأميركي وسنعمل لبناء علاقات قوية مع السعوديةquot;.

تدرك الولايات المتحدة أن هزيمة نظام الأسد وسقوطه تعتبر مصلحة سعودية هامة في المنطقة. وتدرك واشنطن ايضا ان بقاء النظام واستمراره واستمرار حالة الحرب هي مصلحة استراتيجية اسرائيلية. وهذا يفسر التردد الأميركي.

اسئلة سعودية لوزير الخارجية الأميركي:

من هذا المنطلق وعندما يزور العاصمة السعودية يجب طرح الاسئلة التالية على جون كيري:

-هل من مصلحة الولايات المتحدة أن تخضع سوريا للسيطرة الايرانية كما حدث في العراق؟

-هل تقبل واشنطن ان تهدد ايران مصالحها في المنطقة وتهدد حلفاءها؟

-هل تريد واشنطن التخلي عن دورها في المنطقة وتترك الساحة مفتوحة لموسكو وطهران؟

-هل توافق الادارة الأميركية ان يستمر قتل السوريين بأسلحة تقليدية مثل النابالم والبراميل المتفجرة وصواريخ سكود وكافة انواع الاسلحة التقليدية؟

-لماذا سمح الرئيس اوباما لدمشق باختراق الخطوط الحمراء التي رسمها اوباما نفسه وبقي صامتا؟

-لماذا فشلت الادارة الأميركية في تفعيل وعودها بتسليح الجيش السوري الحر بالاسلحة النوعية؟

-لماذا طالب الرئيس اوباما بتنحي بشار الأسد في اغسطس آب 2011 ثم فشل في ترجمة هذا الطلب الى فعل حقيقي؟

-هل تعلم واشنطن ان أقل من 2000 سوري قتلوا بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة وأكثر من 115 الف قتلوا بالأسلحة التقليدية؟

-هل تعلم واشنطن ان نظام دمشق يتلقى السلاح والمال من طهران وموسكو وان فصائل مسلحة ايرانية وعراقية ومن حزب الله تساعد في حماية النظام؟

نهاد اسماعيل

لندن