تعرضت ولا تزال تتعرض الشعوب العراقية، وخاصة الشعب الإيزيدي الذي نعته تنظيم داعش بـ(عبدة الشيطان والكفار)، إلى القتل الجماعي وعمليات الابادة والاغتصاب والخطف وسبي النساء والانتهاكات لجميع حقوقهم الأساسية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وبمباركة بعض الدول التي لاتزال تؤيد وتدعم وتناصر هؤلاء القتلة في المنطقة والعالم.

وهنا لا أريد أن اتطرق إلى أنواع الجرائم البشعة التي ارتكبت ولاتزال ترتكب بحق الانسانية من قبل (داعش) بقدر ما اريد ان اقول:&

&بعد ان سمع العالم الصامت شهادة الناجية الإيزيدية من مسالخ داعش الاميرة ( نادية مراد طه ) البالغة من العمر( 21 عاما )، وهي من مواليد قرية (كوجو) الايزيدية تابعة لقضاء سنجار، وبعد سماع قصتها،لا يستطيع احد أن ينكر ان في العراق يوجد المئات بل الالاف من أمثال ( نادية الإيزيدية ) دمرت حياتهم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وبطريقة بشعة واجرامية لا يمكن وصفها وتبريرها.

&( نادية مراد طه احدى الناجيات الإيزيديات )، نجت باعجوبة من مخالب وأنياب داعش بعد ان تعرضت لابشع انواع التعذيب النفسي والجسدي،لالشيء الا لانها ( اميرة ايزيدية ) كانت تعيش في قريتها مع عائلتها (والدتها وإخوتها الستة )و التي دفنوا وهم احياء في مقابر جماعية على يد وحوش داعش بعد اجتياحها مباشرة.

نعم...سمع العالم الصامت شهادات الناجية الايزيدية والتي انتشرت كانتشار النار فى الهشيم ووصلت رسالتها الى كل من يهمه امر الانسان والانسانية.. ونجحت في طرح قضايا هامة وملحة، ورسمت الواقع القاتم للشعب الايزيدي وللشعوب غير المسلمة الاخرى دون رتوش وبعفوية وبرائة طفولية لاتوصف في محافل دولية وعربية..... كما رسمت بكلماتها لقطات سريعة متداخلة تكشف عن ماساتها التي مرت بها اثناء اسرها عند وحوش داعش وتحت راية (لا اله الا الله محمد رسول الله) تم اغتصابها وبيعها و شرائها و تأجيرها وتعذيبها.&

رسالة ( الاميرة نادية ) رسالة (واضحة وصريحة وقصيرة وجريئة ) ولكنها قوية وتحمل بين طياتها كثير من معاني والدروس والعبر منها:&

ـ ضرورة إنقاذ الاسرى الايزيديين و المختطفات الايزيديات من قبضة وحوش داعش.&

ـ إصدار فتوى يُحرّم السبي والتدمير والاغتصاب وقتل الايزيديين.

ـ كسر جدار الصمت ونشر الحقيقية الغائبة رغم الامها.&

ـ فضح ومعاقبة الذين (خانوا حق الجيرة) وتعاونوا مع داعش لقتل واسر الايزيديين وسبي نساءهم ونهب ممتلكاتهم.&

ـ من هي داعش، وهل تمثل الاسلام الصحيح؟

ـ لماذا العالم العربي والاسلامي صامت امام هول جرائم داعش ضد المكونات غير المسلمة؟&

ـ لماذا مشيخة الازهر ترفض الفتوى بتكفير داعش؟&

ـ ما الفائدة من القضاء على داعش ومثيلاتها في العراق وسوريا دون اجتثاث او القضاء على جذورها الفكرية؟&

ـ ماهو مستقبل المكونات الدينية غير المسلمة في العراق؟&

ـ الشرف لا يختبئ خلف جدار او ستار خيمة او قطعة قماش.. الشرف هو الصدق، النزاهة، الاحترام، الأخلاق، التكافل، العيش الكريم، احترام وقبول الاخر و نزاهة الروح وطهارتها.

ـ ضرورة أن تعمل الدول العربية والإسلامية على رفض وادانة تلك الأعمال الوحشية واللاانسانية التي ترتكب باسم الدين الإسلامي وتحت راية (لا اله الا الله محمد رسول الله ) من قبل داعش ومثيلاتها ضد الشعوب غير المسلمة.&

ـ ضرورة توفير حماية دولية للمكونات غير المسلمة....&

نعم...استطاعت الاميرة ناديا وبفترة قياسية ان تثير جدلاً واسعاً وتحرّك الرأي العام العالمي حيال مواضيع ساخنة لم يفلح الناشطين والمنظمات المجتمع المدني في طرحها, بالاضافة الى انها تنقل واقع وهموم شعبها المهددة بالانقراض والابادة امام المد الارهابي المتمثل بداعش وشقيقاتها عبر محافل دولية وعربية وتضعهم باسئلتها على المحك...

تنبت يوميأ في قلوب اميراتنا الايزيديات عشرات الامنيات والاحلام، لكن في ظل هذه الاوضاع القاسية والمزرية والمؤلمة تتبخر امنياتهم في الهواء وتصبح احلامها مؤجلة الى اشعار اخر او بالاحرى الى ان تستيقظ الضمائر العالم الصامت....!&

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل حقأ تستطيع الاميرة الايزيدية ( نادية ) التي تملك روح الفورة وصوت الثورة والتي أصبحت أيقونة ورمزا للتحدي والامل والالام، بخطابها التي تحمل بين طياتها كلمات صادقة ومؤلمة وصادمة من اجل حاضر افضل ومستقبل اسعد لشعبها, هل تستطيع ان تحقق احلامها في أن تكون (سفيرة العراق ورمزا عالميا للدفاع عن حقوق شعبها التي تتعرض للابادة الجماعية امام انظار العالم الصامت؟. هل تختضن المملكة العربية السعودية الناجية الايزيدية (نادية مراد طه)،لتروي قصتها وقصة ماساة الشعب الايزيدي الذي يتعرض للابادة الجماعية تحت راية (لا اله الا الله محمد رسول الله).&

نعم...( الاميرة نادية ) اثبتت للعالم بانها جديرة بان تكون مرشحة لنيل (جائزة نوبل للسلام) وهي تستحق من اي شخص اخر في العالم اليوم، وخاصة بعد ان اصبحت شعلة (الألم والأمل) ورمزا من رموز المقاومة الايزيدية البطلة ضد الهمج المتعطشين للدماء الذين لا يريدون إلا إعادة العراق والمنطقة إلى العصر الداعشي الهمجي المقيت.

أخيرا اقول:&

الناجية الايزيدية تصرخ وتقول: يا ضمير العربي والإسلامي اسْتَيْقِظْ.... فهل من مجيب؟&