هناك قيمتان في حياة الإنسان لا يمكن أن يتجاوزها. هما: الحقيقة و الخير، فالأولى تجدها بالعلم و التعلم الي ان تصل إلي طبيعة الأشياء و ماهيتها و كننهها.. و هي سنن الله في الأرض. قال تعالي: ( فلن تجد لسنة الله تبديلا ). صدق الله العظيم.&والقيمة الثانية قيمة الخير الآي لا تستقر الأمور، بدونها فهي مجموع القيم الجميلة من العدل و المساوة و التقوي و القناعة و غيرها... و لذلك جاءت كل الأديان تحض علي الخير و الأخلاق كما عبر نبينا سيد الخلق حين قال: إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق. صدق رسول الله (صل الله عليه و سلم).
لذلك النجاح في هذه الدنيا ( من وجهة نظري ) مرهون بالاستخدام الجيد و التداخل البناء بين هذين القيمتين؛ الحقيقة و الخير أنهما اسم المستخدم و كلمة السر في سوفت وير هذه الحياة.
كما ان هناك نوعين من المعرفة، وهما: أولا المعرفة العلمية وثانيا المعرفة الدينية يطلق علي الأول الابستومولوجيا و علي الثانية الغنوصية، الأولي تجدها في المعمل و تصل اليها بالتجربة اما الاخري يخبرنا بها الله في الكتب السماوية و الأحاديث الشريفة. يصل الإنسان الي المعرفة العلمية ولكنه لا يصل الي المعرفة الدينية الا بالإيمان فلن تصل بالعلم الي جواب عن اسئلة الروح مثلا وأين يذهب الإنسان بعد الموت الا بمعرفة الغيب والتي لا يعلمها الا الله (قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) صدق الله العظيم و معني الابستومولوجيا (epistemology) يعني علم العلوم او علم المعرفة. يعتقد أن أول من صاغ المصطلح هو الفيلسوف الاسكتلندي جيمس فريدريك فيرير وتنقسم الابستمولوجيا إلى عدة اقسام فلسفية وهي الفلسفة الوضعية.&الفلسفة التفسيرية أو الفينومينولوجيا وهي فلسفة تعتمد على الشرح.
الفلسفة الواقعية وهي فلسفة تقع بين الفلسفة الوضعية والتفسيرية.&اما المعرفة الدينة والتي تسمي بالعرفان فهي احد المناهج المتبعة للوصول الي الله. والعرفان من مصدر عَرَفَ فيقال عارف بالله، أي متحقق بمعرفته ذوقاً وكشفاً، ويُطلق عليه أيضاً المعرفة "اللّدنيّة" أي التي تكون من لدنّ الله.
يقول الدكتور محمد عابد الجابري: "يبدو أن العرفان نظام معرفي، ومنهج في اكتساب المعرفة، ورؤية للعالم وأيضاً موقف منه، انتقل إلى الثقافة العربية الإسلامية من الثقافات التي كانت سائدة قبل الإسلام في الشرق الأدنى... يُسمّى الغنوص Gnose، والكلمة يونانية الأصل، ومعناها المعرفة. وقد استعملت أيضاً بمعنى العلم والحكمة. غير أن ما يُميّز العرفان هو أنه من جهة معرفة بالأمور الدينية تخصيصاً، وأنه من جهة أخرى معرفة يعتبرها أصحابها أسمى من معرفة المؤمنين البسطاء وأرقى من معرفة علماء الدين الذين يعتمدون النظر العقلي. انتهي الاقتباس. المشکل یکمن دائما عند بعض الناس فی الخلط بین الاثنین فتجد من یؤمن بالعلم فقط و العکس صحیح فتجد من یؤمن بالدین وینکر علی العلم ای دور ؛ اعتقد آن کلامها جانبهما الصواب فلابد من الجمع بین الاثنین فکما آن الإنسان هو جسد و روح فالعلم یحاط بالجسد و الدین بالروح. الخلط عند من يعتقد ان القران كتاب علوم و فيزياء وكيمياء وطب ورياضيات وان القران به كل شيئ هو نتاج فهم خاطئ مثال الذي يستدل بالآية القرانية ( ما فرطنا في الكتاب من شيئ ) ويضن ان الله هنا يتحدث عن القران ؛ في الوقت المقصود هنا بالكتاب هو اللوح المحفوظ والذي يسجل حسنات الانسان وسيئاته مثل قوله تعالي: فاما من اوتي كتابه بيمنه ن ويقول سبحانه ايضا: ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة و كبيرة الا احصاها ايضا في قوله جل جلاله:(( ان كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ) فلا يعقل ان يكون الكتاب هنا بالقران الكريم لانه يقول عنه كتاب الفجار بل هو الكتاب الذي يحصي اعمال بني ادم، من بين الخلط كذلك ان شيوخ الاسلام السياسي مثلا لا ينفكون عن تذكيرنا باحديث الرسول عن العلاج بالحبة السوداء التي تشفي من كل داء عدا الموت ولكن حين يمرضون يهرولون للعلاج في لندن والغرب في مستشفايتها الكافرة، في الوقت الذي حدتنا التاريخ ان الرسول حين مرض تطبب بالدواء التقليدي وهو القائل اطلبوا العلم ولو في الصين (الصين الكافرة).
&
بالعلم وصل الانسان الي القمر ونزل علي سطحه و رجع منه سالما و وصل الي علاج العديد من الامراض واخترع لنا الدواء و الكهرباء و عمر لنا الكون. الدين نفسه يقول لنا اننا عندما نصلي فنحن نحتاج الي أعلمنا بالقران واحفضنا به وبالفقه لكي يقودنا في الصلاة فهو اعلمنا. و الواقع و العلم يقول لنا عندما نريد ان نقوم بعملية جراحية فنحن نحتاج الي جراح ماهر بغض النظر ان كان هندي بودي او روسي ملحد.&بالدين يمكن ان نجد فهم راسخ لمعني الحياة فلا نقتل ولا نسرق و ان نحب لاخونا المسلم ما نحب لانفسنا و اوصانا خيرا بالجار فنعيش في تسامح و امان وان نتصدق علي الفقير و دوي القربي و المساكين.&بالعلم نصل الي جودة الحياة و نعيش حياة ارغد وافضل ولكن دون الخلط بينهما. فالخلط هنا مضرا بالدين وبالدنيا معا فالعلم يبحث في النسبي وهو دائما متغير اما الدين فيتحدث عن المطلق وهو دائما ثابت،&العلم جاء باحثا عن الحقيقة. اما الدين فجاء باحثا عن الخير. "يقول رسول الله: إنما بعثت لإتمم مكارم الاخلاق" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. بالعلم يمكن ان نصنع قنبلة ذرية. الدين يقول لنا لا تقتلوا النفس الا بالحق.&لقد فهم مهاتير محمد صاحب المعجزة الماليزية التي انضمت الي النمور الآسيوية وهي الدولة المسلمة فهم الحكمة ولم يخلط بين الدين والعلم. حين سؤل كيف استاطعتم ان تصلوا بماليزيا هذا البلد المسلم مصاف الدول المتقدمة ؟؟؟ فاجاب: عندما كنا نصلي كنا نتجه الي الكعبة وعندما كنا نفكر في الاقتصاد كنا نتجه الي اليابان، حريا بنا هنا ان نذكر انه ما لاشك فيه انه كل ما ذكر في القران هو حقائق اثبتها وسوف يثبتها العلم لأنه من عند الله ولأنه الوحيد الذي يجمع بين العلمين، علم الدين وعلم العلم و المعرفة
فهو عالم الغيب والشهادة كما يقول علي نفسه جل جلاله.