&

نقرأ من حين لاخر عن رسائل يبعث بها سجناء أو أسرى فلسطينيون، وسمهم ما شئت، يبشرون فيها بالامل وبالفرج القريب جدا جدا رغم الازمة التي يعيشها الفلسطينيون والمسلمون، ومنها ما بعث به مروان البرغوثي قبل أكثر من شهر عبر قنوات عديدة منها زوجته عن ان الحل قريب، وآخرها رسالة رائد صلاح والتي قال فيها :" المرحلة صعبة وتحمل في طياتها التغيير المنشود".

والسؤال ما الذي يجعل هؤلاء مفعمين بالتفاؤل والامل اللذين نفقدهما نحن الفلسطينيون؟ ألعلهم يرون من هناك في السجون الاسرائيلية ما يصعب ان نراه هنا في الخارج؟ وما الذي تقدمه لهم إسرائيل في السجون ليجعلهم هكذا متفائلين، ويجعلهم يرون بصيص النور الذي يتسلل اليهم عبر نوافذ الزنازين وتفقده الامة العربية والاسلامية؟ أهي دعوة منهم لنا لندخل السجون لنرى الامل المفقود في الداخل؟

ام لعلها الاوهام والهلوسات التي تصيب الانسان وهو في وحدته وعزلته، وان كان كذلك فانا أرى ان أسرانا بحاجة الى علاجات نفسية، فلعل إسرائيل تسارع بتقديم العلاجات النفسية والتأهيلية لهم الى حين خروجهم الينا، ولا يوجد أكثر من إسرائيل تقدما في مجال العلاجات النفسية.

وادعو إسرائيل الى الإصرار على ان يكون العلاج سريا فهذا مفتاح نجاح العلاج النفسي، فلا بد ان تكف هذه الرسائل عن الخروج من السجون فكيف سيتأتى علاجهم؟، ونحن نريدهم عند عودتهم أصحاء نفسيا وعقليا حتى لا يعودوا الى مرضهم أو يعود مرضهم اليهم، فحينها قد لا ينفع علاج، والا لن يجدوا بلسما شافيا لهم سوى الانتحار، ولا نريدهم أن يصلوا الى هذه الحالة التي أوصلوا اليها الكثير من شبابنا.

أم ان اسرائيل لا تستطيع ان تفعل ما فعلته مصر مع السجناء من الجماعة الإسلامية التي اغتال أعضاء منها الرئيس الراحل أنور السادات والذين دعوا الى المراجعات فيما بعد، أم انها سترتكب أخطاء الولايات المتحدة ليخرجوا من سجونها أكثر أكثر تطرفا كما حدث مع البغدادي وآخرين؟