&

أقدم السيد (أرون شيرفيناك ) من مدينة لوس أنجلوس الأمريكية على عقد قرانه على هاتف ذكي من نوع (آيفون) في حادثة نادرة جدا وخاصة بعد ان تشرع الكنيسة في ولاية (نيفادا ) الزواج بين السيد (شيرفيناك ) وهاتفه الذكي. وأظهر الفيديو الذي انتشر حول هذه الحادثة الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر خاتماً متصلاً بغطاء (آيفون) وضع السيد ( شيرفيناك) إصبعه داخله أمام الحاضرين الذين هو دعتهم شخصيّا لحضور مراسيم الزواج، أما الهدف من ذلك فكان توجيه رسالة إلى المجتمع، مفادها ( ان الناس متصلون إلى حد الإلتصاق بهواتفهم ويعيشون معهم طوال الوقت. الهواتف معهم 24 ساعة في اليوم. يذهبون إلى النوم مع هواتفهم، يستيقظون مع هواتفهم, وحتى أنه في بعض الأحيان أول ما يتفحصوه هو الهاتف).

ويرى الكثيرون أن الهاتف الذكي أوجد الحل المثالي لربط الأفراد مع العالم من حولهم، اضافة الى انه اي ( الهاتف الذكي ) هو الصديق الصدوق والمخلص جدا وتجده عنما تحتاج اليه دون مقابل، هو الذي يقبل عذرك ويسامحك إذا أخطأت بحقه ولا يصدق كلام الناس فيك، هو الذي يكون معك في السراء و الضراء، في الفرح والحزن، في السعة والضيق، في الغنى والفقر, هو الذي يفيدك بعلمه الواسع ولايبخل إذا احتجت له ويسرع لخدمتك دون مقابل ليلا ونهارا وسرا وعلانية, ولا يطعنك من الخلف ولايكيل بمكايل عدة، اضافة الى انه المسامر وكاتم الأسرار وصامت و قوي وهاديء وخفيف الظل وسريع كالبرق وصادق الوعد ويعمل ولا يتكلم، وهو الذي يوفر لك مزايا تصفح الإنترنيت و مواقع التواصل الاجتماعي متى شئت وبدون تعب ولا كلل ولا تذمر، كما يحفظ لك صورك وذكرياتك في ذاكرته المتوقدة، اضافة الى انه الصديق الذي لايتغير ابدأ مهما تغيرت الظروف ويتيح لصاحبه التحدث بالصوت والصورة مع عائلته واحبائه ورفاقه بدون ان يُشكِّل عليه عبئاً مادياً، كما يساعدك وبضغطة زرعلى معرفة آخر الأخبار، وحالة الطقس يومياً، والاطلاع على الحجوزات وتوثيقها في أي وقت وفي أي مكان...!

وهنا اسأل بعد ان بدأت ظاهرة تعدد الزوجات في المجتمع العراقي والكردستاني وخاصة عند (المسؤولين السياسيين ورجال البرلمان من اصحاب البدلات والبناطيل الانيقة والاربطة الملونة والسيارات الفارهة ) تأخذ منحى تصاعديا وبشكل ملحوظ وخطير خلال السنوات التي تلت عام 2003، اسأل،هل تحل الهواتف الذكية مشكلة تعدد الزوجات وخاصة بعد ان احتل الهاتف الذكي( Smartphone ) في حياتنا مكانة كبيرة واصبحنا مدمنين عليه ولا نستطيع التخلي عنه حتى لثوانٍ معدودة, فهو أول شيء نراه عندما نقوم من النوم و آخرمن نودعه قبل النوم...؟ وهل تدفع حالة الفقر والظروف المعيشية والاقتصادية المزرية و(غلاء المهور )وتزايُد تكاليف الزواج في العراق، هل تدفع (الشباب ) وخاصة الخريجين الذين ما زال اغلبيتهم يعانون البطالة و الفقر المدقع ليعلنوا&حبهم على الهواتف و يعقدوا قرانهم من الهواتف والاجهزة الذكية بفضل مميزاتهم الفريدة من نوعها كما فعل (شيرفيناك )؟ وكيف نفسر تعلقنا المرضي المتجسد بالهواتف وبالأجهزة الذكية؟

أترك للقراء الكرام وخاصة الذين يتواجدون خارج( نطاق تغطية الشبكة ) ولايعانون من مرض المونوفوبيا المجال لتحديد الإجابة، كُلٌ ووجهة نظره للموضوع.

ــــــــــــــــــ

(*) النوموفوبيا اختصار لـ (no-mobile-phone phobia) وهو عبارة عن مرض يصيب الفرد بالهلع لمجرد التفكير بضياع هاتفه الجوال أو حتى نسيانه في المنزل، ظهر هذا المصطلح اول ظهوره في عام ( 2008) و هو يعني ان هناك بعض الناس يصابون بالتشوش الذهني و الإضطراب في حال إنقطاع التقنية او التكنلوجيا الحديثة لديهم، ان مرض النوموفوبيا معترف به علميًا حيث قام العمل بإجراء تجربة على( 1000 )شخص من مستخدمي الهواتف و الوسائل التكنلوجية و قد أثبتت الدراسة أن (66% )من عينة البحث عانت من النوموفوبيا،في خلال نفس الدراسة أختلفت نسبة الإصابة بالنوموفوبيا بين الإناث و الذكور حيث أثبتت الدراسة أن نسبة النساء المصابات بهذا النوع من الرهاب( 71% )بينما نسبة الرجال 61% و كذلك اثبتت التجربة أن هناك (47%) من الرجال يميلون الى إمتلاك أكثر من هاتف بينما النسبة في النساء وصلت الى( 36% ).