لقد تجنى الرئيس الإيراني السيد حسن روحاني، والمرشد الأعلى السيد علي خامنئي على السعودية بشكل كبير، خاصة مع إسباغ اوصاف لا تتفق ومهابة مناصبها السياسية والدينية. إن كانت لديهما شكوى من قصور سعودي في موسم الحج، فهناك الكثير من القنوات الدبلوماسية والسياسية لتحقيق ذلك. إيران تتهم السعودية بالقصور في حادثة منى، ومعها الحق ان تعرف نتنائج التحقيق، لكن دون الحاجة الى اللعن والسباب. فقد خسرت اندونيسيا في حادثة المعيصم المئات من ابنائها ومع هذا لم تتخذ جاكرتا موقفا معاديا من أحد. كلنا يعلم ان السعودية تخوضا حربا في اكثر من منطقة، وفوق ذلك تلقي اسواق النفط بضلال مزعجة على الميزانية العامة للدولة، ومع هذا لم تبخل السعودية على موسم الحج في شيء طوال عقود.

وللأسف، فقد أتى الرد السعودي ليزيد من حجم الهوة الملتهبة، عندما نعت المفتى العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الإيرانيين بالمجوس غير المسلمين. وهذا رد خاطئ على تصعيد خاطئ. فقد كتبت من قبل أن المجوس لا علاقة لهم بإيران الحالية أو الشعب الإيراني. بل إن هذا الشعب كان له السبق في إثراء الحضارة الإسلامية سواء في عهده السني او الشيعي. ولا ينبغي لقامة إسلامية أيا كانت ان تكفر شعبا مسلما. فالتكفير عمل خطير وعظيم. ولا يشفع أي خلاف سياسي لتصريح كهذا. بل كان من الأفضل ان نرد الإساءة بالحسنى لا بالتكفير فنصب الزيت على النار.

لقد أعيت الحرب في سوريا، والحرب في اليمن، إيران والسعودية سواء بسواء. ولست أرى من بديل سوى وقف تلك الحرب الإعلامية، ولو من جانب واحد. وسيكون هذا الجانب هو الأعقل والأقوى. التصعيد لن يقودنا سوى الى المزيد من الإنهاك، واستنزاف لا داعي له. لست اشك ان هناك عقلاء في الجانبين. لكن صوت المعركة يعلوا على اصواتهم. ولو صمت هذا الهياج الإعلامي قليلا، فسنسمع تلك الأصوات العاقلة بوضوح، وهذا ما أتمناه.

&

[email protected]