لاا يزال العرب يقولون, حتى بعد كل هذه السنوات الطويلة, "أهل مكة أدرى بشعابها"، وحقيقةً أنّ الأشقاء اللبنانيين يعرفون معرفة اليقين أن حكومتهم الجديدة التي شكلها حسان ذياب يوم الثلاثاء الماضي هي نسخة "كربونية" عن حكومات تلك الفترة السابقة عندما كان اللواء غازي كنعان، الذي تم التخلص منه لاحقاً وبعده تم التخلص من رستم غزالة، هو المرجعية الأولى في لبنان وكانت هامات الكبار والصغار تنحني إليه وكان، والعياذ بالله، يميت ويحيي وهذا كان قد استمر لسنوات طويلة.

والآن وإذْ نستعرض أسماء وزراء الحكومة الجديدة, التي على رأسها حسان ذياب والحصص الوزارية التي تقاسمها الذين يعرف اللبنانيون أنهم هم أنفسهم الذين كانوا "مسامير صحْنِ " غازي كنعان وبعده رستم غزالة وأنَّ الذي شكل هذه الحكومة، التي للرئيس اللبناني ميشيل عون فيها "حصة الأسد" هو جميل السيد الذي كان ذا باعٍ طويل في الفترة "الكنعانية" ويبدوأنه لا يزال صاحب باعٍ طويل في ظل حكم ضاحية بيروت الجنوبية.

وهنا فإنه يمكن القول وبكل قناعة أنَّ كل شيء في لبنان حتى بعد كل هذه السنوات الطويلة لا يزال على ما كان عليه في الفترة "الكنعانية- الرُّستُمية"، وأنَّ القرار اللبناني ليس في بعبدا وإنما هناك في دمشق مع أن المعروف أنها لم تحكم نفسها وأنَّ الذي يحكمها ويحكم "القطر العربي السوري" هم الروس والإيرانيون وهم الذين يشكلون إمتداداً للرئيس "العثماني" رجب طيب أردوغان وهذا بالإضافة للعديد من التشكيلات الإرهابية التي غدت تشكل دولاً داخل الدولة السورية.

ويقيناً أنه قد ثبت وبالأدلة القاطعة المانعة بعد تشكيل هذه الحكومة التي تم "توزيع" وزرائها حصصاً, وكأن أي شيء لم يتغير منذ عهد غازي كنعان ورستم غزالة وحتى الآن، فالذي شكل حكومة حسان ذياب عملياً وفعلياً هو مدير الأمن العام اللبناني السابق جميل السيد والذين تقاسموا هذه الغنيمة الحكومية هم من يُطلقُ عليهم اللبنانيون صفة ظل النظام السوري في لبنان فالحصة الأكبر لنزيل قصر بعبدا وما تبقى جرى توزيعه بين صاحب "المردة" في زغرتا في الشمال وبين إمبراطور "ضاحية بيروت الجنوبية" حسن نصر الله وبين نبيه بري وذلك في حين أُعْطيَ "الفتات" لمن كان رمزهم الكبير قد تم إعدامه "غيلةً".. وأنَّ من اغتاله ليس "العدو الصهيوني" وإنما مَنْ إغتال صلاح البيطار وكثيرين غيره!!

رحم الله الشاعر الكبير سعيد عقل الذي كان "تغزّلَ بلبنان وأرْزه" أكثر كثيراً مما تغزل كُثيّرٌ بـ"عزَّة": "هالكَم أرْزة العاجقين الكوْن.. أو قبلْ ما كانوا هاوْن ما كنْشِ كَوْن"، وأسأل العلي القدير أن يحمي لبنان وأن يكفيه شرَّ جيرانه إنْ من الشرق وإنْ من الجنوب!!.