لم تكن العلاقات بين أربيل وطهران على ما يرام في يوم ما ولكنها لم تخرج عن الإطار الدبلوماسي العام والتعاون في حدود الدنيا حول المشتركات ولم يكن ذلك بفضل السياسة الإيرانية السلبية المعارضة تماما لتمتع شعب كوردستان بحقوقه المشروعة وهي نفس السياسة التي تمارسها داخل إيران حيث تواصل قمع الحركة الوطنية الديموقراطية الكوردستانية بشراسة بالغة، وانما الفضل ببقاء العلاقات يعود الى الجانب الكوردستاني وحكمة القيادة السياسية في أربيل التي تحاول إيجاد نقاط الالتقاء والتعاون المثمر مع كل دول الجوار.

مع ما سبق والاخذ بنظر الاعتبار ما يجري في العراق ومواقف مراكز القرار المرتبطة بطهران من إقليم كوردستان والإجراءات التعسفية التي تمارسها سلطات بغداد من فرض الحصار الاقتصادي وحرمان الإقليم من الميزانية العامة للبلاد ومحاولة تجويع المواطنين مرورا بالتنصل من الاتفاقات السياسية السابقة والتهرب من حل المشاكل بين أربيل وبغداد تمثل عمليا جوهر السياسة الإيرانية ضد الشعب الكوردي وتستهدف الغاء حقوقه الدستورية بما فيها الغاء إقليم كوردستان.

التصعيد الجديد للحملة العنصرية والطائفية ضد الشعب الكوردي وقوات البيشمه ركه والزعامة التاريخية الوطنية الكوردستانية من خلال فيلم مبتذل يصور قاسم سليماني بطل انقاذ كوردستان والعراق في الوقت الذي يتعارض تماما مع الحقائق على الأرض التي يعرفها المواطنون ولا يخرج عن كونه مجرد أكاذيب ودجل رخيص، يسيء الى قوات البيشمه ركه البطلة التي قدمت أكثر من 2000 شهيد في الحرب ضد عصابات الإرهاب وانقذت العراق ككل بالتعاون مع القوات الدولية وقوات الولايات المتحدة الامريكية.
التصعيد الجديد بكل ابعاده وشخوصه من طهران الى بغداد تذكير للعاصمة أربيل بأن استقلالية القرار والموقف الكوردستاني من

الاحداث والمستجدات الناجمة عن الانتخابات الامريكية وانتخاب السيد جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الامريكية المعروف عنه تفهمه للقضية الوطنية الكوردستانية، مرفوض من قبل طهران وان على إقليم كوردستان عدم تجاوز الخطوط الإيرانية الحمراء المتعددة تعدد العمامات الحاكمة.

التصعيد أيضا رسالة تهديد مبطنة للولايات المتحدة الامريكية واستعراض للعضلات وبأن العراق هو ضيعة ومحمية إيرانية من شماله الى جنوبه ومن يتعاون مع ما تسميه بالشيطان الأكبر سيدفع ثمن تعاونه وان على الولايات المتحدة الامريكية اما الخروج واما الرضوخ للإملاءات الإيرانية!!!!!

تخبط السياسة الخارجية الإيرانية ومحاولاتها المستمرة للتمدد هنا وهناك لم يترك لها أصدقاء لا في المنطقة ولا في الساحة الدولية وكلفت وتكلف شعوب إيران ثمنا باهظا وفي كل الأحوال فان التصعيد الأخير ضد شعب كوردستان وحكومة الإقليم لن يثمر الا عن المزيد من عزلة إيران ورفض شعوب العراق والمنطقة لوجودها وتدخلها السافر في شؤونهم الداخلية ومن المؤكد ان سنديانة الإرادة الوطنية الكوردستانية لن تنحني امام عاصفة الحقد والكراهية العنصرية والطائفية سواء التي تهب من طهران او من مرتزقتها في بغداد.