على كوكب الزهرة يبدو صوت إلإنسان صادرا عن قزم ذي صوت عميق |
اشتغل الإنسان في بحثه عن أسرار الفضاء بالعنصر المرئي، فعاد بالأفلام والصور الفوتوغرافية. لكنه أهمل الجانب الآخر وهو laquo;المسموعraquo;. ولهذا خرج فريق من العلماء ببحث مهم يسد هذه الثغرة للمرة الأولى.
لندن: أحرز فريق من الباحثين بجامعة ساثامبتون الانكليزية سبقا علميا بتوظيفهم قواعد الفيزياء والرياضيات لمحاكاة الأصوات الطبيعية التي يمكن سماعها في عوالم أخرى، من دوي البرق في كوكب الزهرة وصفير الرياح في المريخ إلى فرقعة الجليد المتكسر في براكين تايتان أكبر أقمار زحل.
وبناء على هذا تمكن هؤلاء العلماء أيضا من معرفة أنواع الآثار التي تحدثها العوامل الطبيعية في مختلف تلك الكواكب مثل الضغط الجوي ودرجة الحرارة على الأصوات البشرية. ووجدوا، على سبيل المثال، إن صوت الإنسان يصبح أقرب شيء الى درجة غليظة من أصوات الشخصيات الكارتونية الـlaquo;سميرفسraquo; (الأقزام) المعروفة لدى الصغار من مشاهدي برامج الأطفال التلفزيونية.
ونقلت صحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية عن قائد فريق البحث البروفيسير تيم لايتون، من شعبة أبحاث الصوت والتذبذبات بالجامعة، قوله: laquo;نحن واثقون تماما من صحة نتائجنا. فقد التزمنا في سبيل التوصل اليها بأدق المعايير الفيزيائية والرياضية وحسبنا بدقة الآثار التي تحدثها أشياء كالجو السائد والضغط وديناميكيات السوائلraquo;.
وقال لايتون إن الأصوات في الزهرة عموما تتسم بالعمق، لأن جو هذا الكوكب يتميز بكثافة عالية. وعلى سبيل المثال إذا تحدث على سطحه شخص ذو صوت رفيع، صار كمن يصدر صوتا غليظا عميقا، وهذا لأن حباله الصوتية تتأرجح ببطء كبير مقارنة مع سرعة تأرجحها على كوكب الأرض.
لكن سرعة الصوت على الزهرة أكبر كثيرا منها على الأرض كما يقول البروفيسير. والأثر الذي يحدثه هذا هو أن laquo;يخدعraquo; العقل في ما يتعلق بـlaquo;حجمraquo; المتحدث أو الجهة الصادر عنها.
والافتراض هنا هو أن هذه خاصية توارثها الإنسان منذ وقت النشوء والتطور الأساسيين لتمكينه من laquo;قياسraquo; الأصوات التي يسمعها ليلا ويحدد على أساسها ما إن كان الحيوان الذي يصدرها كبير الحجم وخطرا بالتالي أو صغيرا ويمكن تغافلهraquo;.
وعلى هذا الأساس فلو سمعنا صوتا بشريا على سطح الزهرة صار تأويلنا له أنه صادر عن مخلوق يتمتع بصوت عميق لكنه laquo;قزمraquo; بسبب صغر laquo;حجم الصوتraquo; نفسه والانخفاض النسبي في درجة علوه. وبعبارة أخرى فهو يصبح كصوت صادر عن شيء أقرب الى شخصيات الـlaquo;سميرفسraquo; الكارتونية.
ويقول البروفيسير إنه مهتم كثيرا بمعرفة، أشياء مختلفة، أبرزها الطبيعة الصوتية التي ستتخذها الموسيقى في الفضاء. ويضيف: laquo;ما يحدث لو إرسلنا رواد فضاء موسيقيين مع آلاتهم الى المريخ؟ ما الحال الذي تصبح عليه موسيقاهم على سطحه؟ ربما صارت شيئا جديدا تماما، وهذا أمر مثير حقا من ناحية علمية لأنه فكرة جديدة تماما ولم تخضع للتجربة العلمية بعدraquo;.
يذكر أنه برغم مرور سنوات عديدة على استكشاف أسرار الفضاء، تظل laquo;أصوات الكواكبraquo; مجهولة لدى الإنسان. فقد ظل يركز على laquo;المرئيraquo; بشكل شبه كامل وسجله بالصور الفوتوغرافية والسينمائية والرادارية. لكنه أغفل laquo;المسموعraquo; - بشكل شبه كامل ايضا - ولذا ركز البروفيسر لايتون وفريقه أبحاثهم على هذا الجانب المهم. ويذكر أن نتائج الأبحاث الصوتية الجديدة ستُضاف الى معرض laquo;رحلة عبر الكونraquo; الذي يفتح أبوابه بمدينة وينشيستر، مقاطعة هامبشاير الانكليزية، مع عطلة عيد الفصح.
التعليقات