حول ما يجري اليوم في القاهرة أرجو أن أضيف لجموع المتابعين من خلال أصداء وعبر إيلاف الالكترونية ما يخالجني من أفكار وتصورات ولكم وللمتابعين كل المودة والتقدير.

كثر النقاش والجدل حول لقاء القاهرة والتجمع، وعن تلك اللجان التي تعمل، وعن صيحات أهل الشرق ! وتصريحات الأسود الحرة.. ومشاركة أ بناء الغرب، وغياب أبناء الشمال، ومذكرة "حسم" رغم أن ساحة الساسة في السودان تغبرت بتلك التصريحات والمقالات التي نشرت عبر الصحف بما يعتقده البعض عن توجهات من رفعوا المذكرة، وتلك الاتهامات بتصور من كان خلفهم حسب معتقدات من كتبوا عن مذكرة أهل الشمال وقد نسب بعضهم إلى مصادر لصيقة وأخرى موثوقة..! وتأرجحت تأويلا تهم بين اليسار واليمين.. ! بين ناقد، ومستهزئ، ومقل لشأنهم، وفي ظل معتقد سائد تدعمه تصرفات جهات عدة تشير بأن فترة إرضاء أصحاب الصراخ الداوي ـ حتى ولو كان نشازا ــ هو السائد !! وبالرغم من أن هناك لجان شُكلت لعقد لقاء التجمع، وموائد أعدت، وتصريحات، وكلمات، وعبارات سياسية متداولة بين الأروقة، وأيضا هناك صرخات وأصوات ووفود قادمة لمشاركين حطت رحالها في قاهرة المعز. آتية من مختلف الجهات والتوجهات، مبتغاهم المشاركة، أو التواجد في خارطة المفاوضات و بأي صورة كانت !! وربما كان لظهور هذا الكم الهائل من التنظيمات والمسميات في الساحة السودانية مردها إلى كثرة ما يعقد من اجتماعات وإرضاء الجهات ذات العلاقة لرافعي السلاح أو مثيري الشغب و الضجيج !!.. وتفشي نهج تقاسم السلطة والثروة !.. في غياب النهج التنموي من ساحات العمل السياسي، واتكال الجهات على الجهود الذاتية في أمورها التنموية، وأصوات الطلقات المجبرة للسلطات في اتخاذ القرارات، وتشكيل اللجان، والبحث عن الحلول، بعد اجترار الفشل. ومحاولات رأب الصدع بعد تفاقم الأمور، وصرف المسكنات والمهدئات دون العلاج دفع الكثيرون من الأصحاء والمرضى الوقوف في طوابير طلب العلاج، وكل الأطراف تسعى لنيل مكاسب في ظل هذا النهج الذي اتبع في تقاسم السلطة والثروة !!
ونتساءل!! مع من يتقاسم من؟؟ ومن يفاوض من؟؟!! اختلط الحابل بالنابل !! وتزاحم حول التقاسم !!
وتلك الموائد المعدة لتقاسم السلطة والثروة أشبه بموائد لم يكتمل إعدادها، وكثر حولها المدعوين.! وهنالك جهات غائبة وجهات تسعى للمشاركة، كل بمنظور مختلف. منهم من يرى ضرورة التواجد في خريطة المستقبل السياسي والاقتصادي، ومنهم من لم يألف التطفل على الموائد المفتوحة، ومنهم من لم يألف الصراخ والصخب المصاحب في كثير من الأمور! وتنتهج من الأساليب ما هو حضاري. لذا يجب على الحادبين على مصلحة الوطن أن يولوهم جل الاهتمام، فهم أحق بذلك دون سواهم.. ويا ليت قومي يعلمون... ولهم أن يتيقنوا ويعملوا بالنهج والفكر والاطروحات ذات النفع.. والدفع إلى الأمام، وان لا ينساقوا خلف الإرهاصات والتداعيات المخلة. وتتفرق بهم السبل. والأمل معقود في لم الشمل وجمع الصف والكلمة.. فتعالوا إلى كلمة سواء.

" وليـاب "
كاتب نوبي

[email protected]