الشيعي والكردستاني يختلفان ومخاوف من تقسيم العراق
جبهة التوافق السنية ترفض نتائج الانتخابات
وقالت المصادر التي تحدثت معها quot;ايلافquot; هاتفيا من بغداد اليوم ان الاتصالات التمهيدية التي تجري حاليا لتشكيل الحكومة الجديدة اظهرت خلافات بين قائمة الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني حول التحالف مع علاوي لاشراكه في حكومة وحدة وطنية واوضحت ان الائتلاف يرفض بشدة التعاون مع علاوي منافسه الرئيسي نظرا للخلافات الواسعة التي تفصل بين الطرفين واعتراض ايران على عودته الى السلطة حيث يحبذ الائتلاف التحالف مع جبهة التوافق الوطني السنية لمنح أي حكومة يشكلها صبغة وطنية عامة وهو مدرك انه سيشكل الغالبية في مقاعدها في حين يرى الاكراد ضرورة اشراك علاوي في أي حكومة مقبلة ويضغط في هذا الاتجاه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الذي يجمعه مع رئيس القائمة العراقية حلف غير مكتوب اضافة الى تأكيده قبل ايام ان تحالف الاكراد مع الائتلاف لم يكن ناجحا وشابته مشاكل مستمرة.
واضافت ان صراعا خفيا بدأ يظهر الى العلن بين اكبر فصيلين يشكلان الائتلاف حيث يفضل المجلس الاسلامي الاعلى الذي يقوده عبد العزيز الحكيم ترشيح عضو قيادته عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة الجديدة فيما يصر حزب الدعوة الاسلامية الذي يقوده ابراهيم الجعفري ابقاء زعيمه رئيسا للحكومة وازاء ذلك اضطر المجلس الاعلى ومن اجل تطويق خروج هذه الخلافات الى العلن الى اصدار تصريح رسمي اليوم قال فيه quot; كذب مسؤول المكتب السياسي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الدكتور رضا جواد تقي ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر في 18 / 12 / 2005 من ان المجلس الاعلى لا يدعم ترشيح رئيس الوزراء الحالي الدكتور الجعفري لرئاسة ثانية. واضاف تقي ان هذا الامر سابق لاوانه وانه يحتاج الى مناقشة بين اطراف الائتلاف العراقي الموحدquot;.
وتتوقع المصادر في حالة عدم نجاح الائتلاف في التحالف مع جبهة التوافق والاكراد ان يظهر علاوي كمرشح للطرفين والى قوى اخرى تختلف مع الائتلاف وخاصة حزب الفضيلة وحتى quot;رساليونquot; انصار رجل الدين الشاب مقتدى الصدر الى التحالف في جبهة عريضة تشكل الحكومة المنتظرة.
وابدت المصادر مخاوف من ان تؤدي هذه الخلافات في المواقف وفشل الائتلاف في تشكيل الحكومة الجديدة الى قيامه باعلان فيدرالية الوسط والجنوب الشيعية لتضم تسعة محافظات سيحكمها الائتلاف ويكون زعيمه الحكيم رئيسا لها.. وهو امر سيدفع بالمحافظات السنية الغربية الثلاث الموصل والانبار وصلاح الدين الى اعلان فيدراليتها السنية وبذلك توضع اسس تقسيم او تفتيت الدولة العراقية ومما يشجع على هذا الامر الدستور الجديد الذي منح الاقاليم صلاحيات واسعة على حساب مركزية الدولة وقوتها وبشكل سيضعفها كثيرا ويجردها من امكانية التوحد في القرار والاجراء. واوضحت المصادر ان هذا الامر سيؤدي الى بقاء العاصمة بغداد منطقة صراع سني - شيعي وكركوك مدينة صراع كردي ndash; تركماني -عربي.
ثم عبرت المصادر عن مخاوف من ان تؤدي نتائج الانتخابات المطعون بنزاهتها من قبل اكثر من طرف الى تصاعد في عمليات العنف التي تنفذها المجموعات المسلحة التي استأنفت هجوماتها خلال اليومين الماضيين بعد توقف استمر عدة ايام من اجل انتخابات امنة واشارت الى ان هذه المجموعات بدات توصل رسائل مفادها انها دخلت في هدنة مسلحة من طرف واحد لفسح المجال امام اجراء انتخابات نزيهة توصل الفرقاء السياسيين المهمين الى البرلمان ولكنه ازاء الخروقات وعمليات التزوير التي شهدتها فانها لن تعترف بها وتعتبر كل ما ينتج عنها غير شرعي.
وقد رفضت جبهة التوافق العراقية السنية نتائج الانتخابات التي اعلنتها مفوضية الانتخابات امس في عشر محافظات بينها العاصمة. وقال طارق الهاشمي الناطق باسم الحزب الاسلامي العراقي احد تشكيلات الجبهة الثلاثة الى جانب مؤتمر اهل العراق بزعامة عدنان الدليمي ومجلس الحوار الوطني برئاسة الشيخ خلف العليان ان الانتخابات شكلت بأرقامها المعلنة وخاصة فيما يتعلق بمحافظة بغداد صدمة كبيرة للجبهة وللشعب العراقي باكمله. واشار خلال مؤتمر صحافي اليوم الى ان الخروقات التي تأكدت لدى الجبهة تزيد عن 150 الف صوت عن التقديرات التي وصلتها عن طريق وكلاء الكيانات السياسية ومراقبيها في مراكز الانتخاب المتفرقة في بغداد برغم انه ماتزال هناك اصوات نسبتها 10% لم تفرز او تدقق بعد.
واكد الهاشمي ان هذه النسبة لن تشكل تغييرا حقيقيا وكبيرا في النتائج التي اعلنت وعلى هذا الاساس فان جهبة التوافق لاتعترف بهذه الارقام ولا بالنتائج التي ستترتب عليها ودعا المفوضية المستقله العليا للانتخابات الى معالجة الخلل فورا ودون ابطاء وقال ان كل المعطيات تشير الى ان مشاركة العراقيين في هذه الانتخابات كانت فاعلة خصوصا في المناطق التي للجبهة حضور قوي وفاعل فيها وهو ما يتطلب ان تكون هذه النتائج متناسبة ومتكافئة مع مجموع السكان و الذين شاركوا في الانتخابات. وحذر من ان جبهة التوافق لن تسكت على الاطلاق اذا حرمت حقوقها موضحا ان استمرار العملية السياسية ومشاركة الجبهة الفاعلة فيها اصبح محل اختبار و رهن اقرار حقوقها المتوقعة في هذه الانتخابات.
وشدد الهاشمي بالقول quot; انا اطمئن اهلنا ومؤيدينا اننا سوف لن نسكت على الضيم وسوف نتابع ملف الانتخابات حتى النهاية حتى نستعيد اخر مقعد حرمنا به ابتداء عندما حددت مقاعد المحافظات العربية السنية باقل من استحقاقاتها بما لايقل عن 8 مقاعد.. وفي هذا الوقت الحرج بالذات ومن باب الامانة والمسؤولية التاريخية اناشد اخوتي العراقيين جميعا ومؤيدينا بالتزام الهدوء والسكينة ومراقبة رد فعل المفوضية على خطابنا.quot; مؤكدا ان العملية السياسية برمتها في خطر. واشار الى ان مدينة الصدر يبلغ عدد نفوسها مليون ويحق لحوالي نصفهم التصويت واذا ماصوت 90 بالماءة منهم فان ذلك يعني حوالي 400 الف وتساءل قائلا : اذا من اين جاءت اصوات المليون المعلنة.
ومن جهته قال رئيس الجبهة عدنان الدليمي ان انتخابات العاصمة التي اشارت النتائج الى فوز القائمة الشيعية بنسبة 58% منها شهدت تزويرا من احدى الجهات في اشارة الى القائمة مشددا على رفض هذه النتائج وهدد قائلا اذا لم تتخذ اجراءات صارمة لمعالجة هذه الخروقات فانه سيكون للجبهة موقف اخر لم يوضح طبيعته داعيا الى اعادة الانتخابات في العاصمة مؤكدا ان النتائج المعلنة لاتصب في مصلحة الشعب العراقي ولا في مصلحة امن واستقرار البلاد. وناشد الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوربي للضغط على المفوضية لاعادة انتخابات بغداد وطالب مواطني العاصمة بالهدوء والتهيؤ للاشتراك في الانتخابات المعادة اذا ما تقرر ذلك.
ومن المنتظر ان تعلن مفوضية الانتخابات في وقت لاحق اليوم نتائج انتخابات بقية المحافظات وخاصة السنية الغربية وهي الموصل والانبار وصلاح الدين اضافة الى كركوك وديالى.
التعليقات