هاجم السياسيين ودعا العراقيين الى تظاهرات
الصدر يهدد بمقاطعة الاستفتاء والانتخابات
إقرأ أيضا مشاورات بين الشيعة والاكراد والسنة لتذليل
أسامة مهدي من لندن : هاجم رجل الدين الشاب المتشدد مقتدى الصدر سوء الاوضاع السياسية والخدمية في العراق ودعا المواطنين الى تظاهرات احتجاجية في مراكز المحافظات بعد صلاة الجمعة غدا وهدد بمقاطعة الاستفتاء على الدستور والانتخابات العامة وحذر من انه سيعود للمواجهات اذا ماتعرض تياره لهجوم الامر الذي دفع بالسلطات الى اتخاذ اجراءات امنية احترازية خوفا من وقوع صدامات دامية على غرار ماشهدته مدينة السماوة مطلع الاسبوع الحالي .. في وقت افتى المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني بحرمة استخراج وسرقة الاثار العراقية داعيا الى ارجاع ما سرق منها الى المتحف الوطني العراقي . وعقب اجتماع عقده في مدينة النجف مع السيستاني وجه الصدر، وهو رجل دين شيعي له تيار ديني سياسي ومسلحون يشكلون جيش المهدي التابع له، نداءً الى العراقيين حصلت عليه "ايلاف" اليوم للخروج قي تظاهرات عامة سلمية بعد صلاة الجمعة غدا للاحتجاج على ما وصفها بالاوضاع العصيبة التي يمر بها العراق والنقص الشديد والحاد في الخدمات اليومية والحياتية وكذلك "للمطالبة بحقوقهم وبارجاع ماسرق منا سواء من المحتل او ممن باع دينه بدنياه وباع ضميره وباع شعبه" كما قال . وناشد العراقيين ان تكون تظاهراتهم صامتة لتدل على الحزن والغضب الشيدين كما دعاهم الى عدم التعدي على الغير باللسان او باليد . ووجه الصدر تهديدا قويا بمقاطعة الاستفتاء على الدستور المقرر منتصف تشرين الاول (اكتوبر) المقبل والانتخابات العامة المقررة منتصف كانون الاول (ديسمبر) المقبل لانتخاب برلمان جديد وقال " لن نصوت ولن ننتخب الا بارجاع الخدمات وتوفيرها مما يرضي الله اولا والشعب ثانيا" . وقدم الصدر في الختام النصح للحكومة "بالميل الى الشعب لا الى المحتل او المناصب" .. وفيما يلي نص النداء :
إنتهاءالضربة السريعة بشل حركة الارهابيين غرب العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
يمرعراقنا الحبيب هذه الايام وفي خضم دخول الجميع في سياسات الابتعاد عن الشعب بمرحلة عصيبة هي عبارة عن نقص شديد وحاد في الخدمات اليومية والحياتية كنقص الماء والكهرباء والمشتقات النفطية والمحروقات كما يسمونها والخدمات الطبية ونقص في الامن والامان والسيادة والاستقرار بل وصل الامر الى نقص بالاخاء والتوحد حتى باتت اراضينا تنقص من هنا وهناك مع شديد الاسف ولا تقف عند هذا الحد فبات النقص في المطالبة بالحقوق والخدمات اليومية فأين العراقيون من ذلك واين الشرفاء من ذلك .. ولذلك اهيب من الاخوة العراقيين الشرفاء الوقوف جنبا الى جنب لرفع صوتهم والمطالبة والمطالبة بحقوقهم وبارجاع ما سرق منا سواء من المحتل او ممن باع دينه بدنياه وباع ضميره وباع شعبه .
فلذا ادعو العراقيين الشرفاء في كل مكان للتظاهر تظاهرة سلمية صامتة لتدل على الحزن والغضب الشديدين على ان تكون بعد صلاة الجمعة المقدسة ليجتمعوا في مراكز المحافظات او امام الدوائر المختصة وخصوصا في العاصمة الحالية بغداد. ونرجو من الجميع الالتزام بالهدوء وعدم التعدي على الغير باللسان او باليد اطلاقا فهو غير لائق عقلا ولا شرعا وان لاتكون هناك هتافات ولا لافتات ولا صور بل مجرد رفع امور تدل على نقص ماقلنا سابقا .
ثم ليعلم كل اهل السياسة الحالية انهم ان سيسوا الشعب لصالحهم فنحن نستطيع تسييسهم لصالح الشعب بان نقول سوف لن نصوت ولن ننتخب الا بارجاع الخدمت وتوفيرها ومما يرضي الله اولا والشعب ثانيا وان نقول ذلك فأننا للدين عاشقون وللعقيدة محبون وللاستقلال وللوحدة طالبون .. وان عدتم عدنا وان فعلتم فعلنا فأنصح الحكومات بالميل الى الشعب لا الى المحتل او المناصب عموما .
اخوكم مقتدى الصدر
وابلغت مصادرعراقية "ايلاف" ان السلطات وخاصة الامنية قد تعاملت بجدية مع نداء الصدر هذا وقررت اتخاذ اجراءات امنية احترازية من اجل عدم تحول هذه الاحتجاجات التي يتوقع مشاركة ملايين العراقين فيها الى اعمال عنف دامية كما حصل في مدينة السماوة (270 كم جنوب بغداد) الاحد الماضي عندما اصطدم المتظاهرون برجال الشرطة والجيش مما ادى الى مقتل واصابة 60 شخصا واشارت الى ان السلطات تتخوف من امتداد الاحتجاجات والصدامات الى محافظات اخرى خاصة وان الاوضاع محتقنة في مدن جنوبية عديدة بسببب انعدام الخدمات والفساد الاداري حيث شهدت مدينتا الناصرية والديوانية تظاهرات ايضا خلال اليومين الماضيين .
وقد ادت احداث السماوة الى قيام مجلس المحافظة باقصاء المحافظ محمد علي الحساني وارسال رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري مبعوثا الى المدينة هو صفاء الصافي وزير الدولة لشؤون الجمعية الوطنية لتهدئة الاوضاع هناك حيث صرح اثر اجتماعه مع مجلس المحافظة بعدم شرعية القرار الخاص بإقالة المحافظ وقال ان قرار مجلس محافظة السماوة الخاص باقالة المحافظ محمد الحساني غير شرعي لعدم اكتمال النصاب القانوني لاعضاء المجلس ولم يتم الحصول على ثلثي الاصوات ولهذا يبقى المحافظ في منصبه الحالي .
وكان المجلس الذي انتخب في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) الماضي مع البرلمان العراقي قد اجتمع الاثنين الماضي بحضور وكيل وزارة الداخلية عدنان الاسدي مبعوثا من قبل الجعفري وصوت على اقالة حساني . وكان الجعفري اوفد الاثنين مبعوثا خاصا الى محافظة السماوة للتحقق من الظروف والملابسات الى ادت الى وقوع اعمال عنف راح ضحيتها عراقي وعشرات الجرحى الاحد الماضي خلال تظاهرة كانت تطالب باستقالة المحافظ لاتهامه بالفساد الاداري وبمعالجة الخدمات الادارية مثل شح المياه وانقطاع الكهرباء . يذكر ان الجعفري قام قبل ايام بزيارة للصدر في منزله في مدينة النجف حيث اكد رجل الدين على ضرورة العمل من اجل توفير الخدمات العامة للمواطنين وخاطب رئيس الوزراء قائلا : ماقيمة الدستور بدون خدمات .
ومن جهة اخرى دعا المرجع السيستاني الى ارجاع مقتنيات المتحف العراقي في بغداد والتي تعرضت الى السرقة بعد الحرب التي شهدها العراق في اذار (مارس) عام 2003 والتي اطاحت بالنظام السابق . وقال بيان لمكتب المرجع الشيعي الاعلى ان السيستاني افتى بحرمة سرقة الاثار العراقية او حيازتها او تداول البيع والشراء فيها واضاف " يجب تحريم حفر مواقع الاثار في مناطق مختلفة من العراق واستخراج القطع الاثارية منها وبيعها في الداخل والخارج" واوضح انه يجوز شراء القطع الاثارية المسروقة ولكن من اجل ارجاعها الى المتحف الوطني العراقي حصرا .
التعليقات