حريق كبير في سوق الشورجة العراقي
نوابطالبوا باستجواب وزيري الداخلية والدفاع

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام- وكالات: شب حريق في عمارة الكناني وسط سوق الشورجة اكبر اسواق بغداد التجارية بعد منتصف ليلة الاربعاء الخميس واحترقت العمارة التي تضم مخازن للاقمشة والسجاد والملابس بالكامل. ولم يتم تسجيل ضحايا بالارواح بسبب خلو المكان من الناس ساعة الحريق الذي لم تعرف اسبابه بعد كما لم تتم السيطرة على الحريق حتى صباح اليوم. ويعتبر سوق الشورجة التاريخي أكبر أسواق العاصمة لتجارة الجملة والمفرق حيث يرتاده الآلاف من بغداد والمحافظات العراقية لبيع او شراء احتياجاتهم.

وشهد هذا السوق حريقا واسعا في نيسان(ابريل) الماضي التهم عمارة القادسية (البهبهاني)الضخمة التي كانت تحوي مخازن للعطور ومواد التجميل ونسب الحريق السابق لتماس كهربائي بعد تردد معلومات وقتها انه حدث بشكل متعمد. ويخشى العراقيون من عودة ارتفاع الاسعار كما حدث في حريق الشورجة في الربيع الماضي حيث تتحكم هذه السوق بالأسعار ارتفاعا وانخفاضا. وتقع سوق الشروجة وسط بغداد بين شارعي الرشيد والجمهورية وبنيت في القرن الحادي عشر الهجري ويعود اسمها الى التقاء كلمتين هما شوره التي تعني المالح وكه اوجه التي تعني المكان المنخفض حسب العلامة العراقي مصطفى جواد في كتاب قل ولاتقل.

ويخشى اصحاب المحلات من سقوط البناء الذي اتى الحريق على كل مافيها من مواد تقدر بمليارات الدنانير كما يعاني رجال الاطفاء من صعوبة الوصول لمكان الحريق بسبب كثرة الحواجز الكونكريتية في شارع الرشيد وضيق الطرق المؤدية لعمارة الكناني المشتعلة.
ولم يحتفظ معظم تجار الشورجة ببوليصات تأمين صالحة فيما لم يسجل بقية التجار محلاتهم في شركات التأمين القليلة في العراق.

من جانب آخر ومع تشييع جثامين ضحايا جسر الائمة الذي مازال عدد من ذوي المفقودين يبحثون عنهم محملين الحكومة بعدم البحث او المساعدة في البحث عن المفقودين علقت متعلقات وهويات لضحايا على جدار مقام الامام ابي حتيفة في الاعظمية قرب الجسر. واتشحت التلفزة المحلية والفضائية العراقية بالسواد وتبث قراءات من القراءات الكريم وموسيقى حزينة وعرض احد التلفزيونات صورة طفل وجد حيا قرب جثة امه التي لم يتعرف على جثتها احد.كما حمل عدد من اعضاء الجمعية الوطنية العراقية الحكومة مسؤولية كثرة ضحايا جسر الائمة وطالبوا باستجواب وزيري الداخلية والدفاع خاصة النواب القريبون من تيار السيد مقتدى الصدر فقال النائب بهاء الاعرجي من التيار الصدري خلال مؤتمر صحافي "نطالب باستدعاء وزيري الدفاع والداخلية لاستجوابهما امام الجمعية الوطنية والاستفسار عن ما حدث منهما بشكل مباشر". واضاف "نحن متأكدون من وجود تقصير في عملهم لذلك يجب ان يتم اجراء تحقيق عادل معهم وباشراف الجمعية الوطنية".

واوضح الاعرجي عضو لائحة الائتلاف العراقي الموحد ان "الوزارات الامنية لا تتابع منتسبيها ولا تحاسبهم على ما يقومون به من اجراءات والتي ادى البعض منها الى زيادة ضحايا حادث الامس". من جانبه، اتهم خضير الخزاعي العضو البارز في حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري "البعثيين والتكفيريين وعناصر الارهاب" وحملهم مسؤولية "التخطيط لهذه العمليات الاجرامية". وكان اغلب الحضور من النواب الشيعة في الجمعية الوطنية استنكروا كذلك التصريحات التي ادلى بها وزيرا الدفاع والداخلية امس خلال المؤتمر الصحافي والتي نفى خلالها الوزيران تحمل اية مسؤولية عما جرى ، مؤكدين على "استتباب الامن في البلاد".

ودعت شخصيات سياسية ودينية واعلامية الى التبرع لاغاثة ضحايا وذوي فاجعة جسر الائمة اشتركت فيها هيئة علماء المسلمين باشراف الشيخ حارث الضاري كما دعت قناة الشرقية الفضائية العراقية الى تشكيل هيئة لاغاثة ذوي الضحايا ماديا ونفسيا واجتماعيا داعية في بيان لها المفكرين والباحثين والاعلاميين للمساهمة فيها من اجل التخفيف من عبء الكارثة عليهم. وعلى صعيد ذي صلة قال بيان للقوات المتعددة الجنسيات اليوم ان طائرة مروحية تابعة لقوات التحالف شاهدت صباح امس اثناء قيامها بجولة فوق بغداد انطلاق قذائف صاروخية باتجاه مدينة الكاظمية واستطاعت الوصول للمكان الذي داهمته قوة عسكرية. ولم يحدد البيان المكان لكنه اشار الى اعتقال 22 مشتبها في المكان غير أن وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي قال عصر امس في بغداد ان قوة عسكرية مشتركة عراقية واميركية استدلت على مكان اطلاق القذائف الصاروخية على منطقة الكاظمية صباح امس من منطقة التاجي ووصلت للمكان وقتلت سبعة اشخاص كانوا فيه وفجرت المنزل .

من جانب اخر قال متحدث حكومي ان العراق نفذ يوم الخميس أول ثلاثة احكام بالاعدام في قتلة مدانين منذ سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وقال المتحدث للصحفيين انه في الساعة العاشرة صباحا نفذ في بغداد اول احكام بالاعدام منذ سقوط صدام في ثلاثة مجرمين مدانين وينتظر 31 مدانا احكاما بالاعدام بانتظار مصادقة الرئاسة عليها.

وكان الرئيس جلال الطالباني طالب باجراء تحقيق عادل ونزيه حول اسباب كثرة عدد ضحايا فاجعة جسر الائمة. وقال الرئيس الطالباني في خطاب للامة صباح اليوم بأن سيجري تحقيق نزيه وعادل حول الخلل الذي أدى إلى مضاعفة الخسائر التي لحقت بشعبنا العراقي الأبي.

وفيما يلي نص اليان:

"بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا اليوم المشئوم الذي حلت فيه الفاجعة بمدينة الكاظمية المقدسة التي أدت إلى استشهاد المئات من أخواتنا وأبنائنا واخوتنامن زوار المرقد المقدس للإمام موسى الكاظم،في هذا اليوم أتوجه بالتعازي إلى جميع ابناءالشعبنا العراقي عموماً ولأهالي الشهداء خصوصاً.

إن هذه الجريمة البشعة التي ارتكبت ضد زوار هذا المرقد المقدس تأتي دليلاً على إجرام ووحشية الإرهابيين التكفيريين الذين يشنون حرب إبادة على الشعب العراقي،حيث يكفرون الإخوة الشيعة وهم المسلمون الاصلاً وكذلك يخونون الكرد وهم المواطنون الوطنيون الحقيقيون في هذا البلد. إن هذه الجريمة البشعة يجب أن تدفعنا جميعاً إلى مزيد من الاحتياط والحذر واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تحقيق الأهداف الخبيثة للإرهابيين المجرمين وكذلك يجب إن تؤدي إلى شحذ الهمم في النضال من اجل استئصال شافة الإرهاب في عراقنا العزيز ومن اجل القضاء على العصابات التكفيرية المجرمة.
وعلى الحكومة العراقية بجميع هيئاتها من رئاسة الجمهورية،إلى رئاسة الوزراء، إلى رئاسة المجلس، إلى رئاسة القضاء،إن تتخذ الإجراءات الكفيلة باجراء تحقيق نزيه وعادل حول الخلل الذي أدى إلى مضاعفة الخسائر التي لحقت بشعبنا العراقي الأبي،ولكن الإخوة الزوار برهنوا مرة أخرى إن إرادتهم أقوى من جرائم الإرهابيين وإنهم واصلوا أداء مراسيم الزيارة رغم الخسارة الجسيمة التي لحقت بالزوار الكرام.

وادعوا الله سبحانه وتعالى إن يدخل شهدائنا الجنة وان يدخل الصبر والسلوان في قلوب ذويهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".