تعريفها شروطها ضوابطها وقواعدها العامة
كي لا تتحول التظاهرة الى أعمال شغب وتخريب


ريما زهار من بيروت: تظاهرة الاحد الماضي ضد القنصلية الدنماركية في الاشرفية، خرجت عن مسارها للتحول الى اعمال شغب، ولولا تدارك أهالي المنطقة وحكمتهم، لكانت انقلبت الى حرب أهلية أخرى كتلك التي شاهدها لبنان في العام 1975. والسؤال الذي يطرح اليوم الى اي حد تعتبر التظاهرة تعبيرًا حضاريًا عن آراء المتظاهرين، وهل سنشهد في المستقبل منعًا لحرية التظاهر، وهل يمكن الاستمرار في تنظيم مثل هذه التظاهرات والسماح بها لأي طرف كان وفي أي مناسبة كانت دون إيجاد ضوابط لها لتحاشي حصول ما جرى في الأشرفية ومنطقتها الأحد الماضي، وحتى أنه لو كانت هناك امكانية للقيام بتظاهرة لجهة ما، فالمطلوب تحديد اطار تنظيم هذه التظاهرة وما هي الأسباب الموضوعية التي تدفع إليها، لا أن تكون سببًا لعودة الحرب الأهلية مجددًا الى لبنان.

يقول الدكتور في القانون الدولي جورج سرحال لquot;إيلافquot; في تعريف التظاهرة انها إجتماعات متحركة تهدف إلى التعبير عن رأي سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو ثقافي أو مهني أو دولي خارجي أو للمطالبة بتحقيق مطالب سياسية أواجتماعية أو ثقافية أو إنسانية، لا يعارضها القانون ويجب التمييز بين نوعين من التظاهر (التظاهر السلمي - التظاهرالعدائي). اما عن شروط التظاهرفيسمح بالتظاهر بموجب إعلام مسبق شرط أن يتقدم منظمو التظاهرة بإعلام مسبق إلى المحافظ المختص قبل موعد إقامتها بخمسة أيام على الأقل، ويجب أن يتضمن هذا الإعلام المسبق: - سبب الدعوى للتظاهر.
-اسم وصفة الجهة الداعية للتظاهر.

-أسماء منظمي التظاهرة الذين يجب أن يكونوا لبنانيين وأن لا يقل عددهم عن ثلاثة، وتحديد أماكن إقامتهم، وأن يتقدموا بسند كفالة يحدده المحافظ.
-عدد المشاركين التقريبي.
-أسماء المسؤولين عن انضباط التظاهرة.
- مكان تجمع المتظاهرين وساعة انطلاق التظاهرة وساعة انتهائها.
- خط سير التظاهرة.
- مكان تفرق التظاهرة.
- تقديم تعهد بتحمل المسؤولية الكاملة عن أي ضرر قد سببه التظاهرة للأشخاص والممتلكات الخاصة والعامة.
لا تتعدى الحدود
وتقول مصادر 14 آذار/مارس لquot;إيلافquot; أن التظاهرات إذا كانت حقًا ايده الدستور فلا يجب أن تتعدى حدودها كما حصل في تظاهرة الأشرفية اذ شهد الجميع بأن هناك فئات مشبوهة اندسّت في هذه التظاهرة وقامت بكل أعمال العنف التي حصلت، ولذلك فإنه يمكن القول أن التظاهرات حق طبيعي لكل الناس للتعبير عن رأيهم ولكن ليس بهذا الشكل الذي تم، ولا بد من اعادة صياغة الضوابط الكفيلة بعدم ابتعاد أي تظاهرة عن مسارها كي لايحصل ما جرى في الأشرفية وفي غيرها من المناطق.
ووتضيف المصادر على أن هناك تظاهرات تحصل في كل بلدان العالم ويشارك فيها الكثيرون ولا تشهد أي مصيبة كالتي حصلت في لبنان، وهناك تظاهرات حصلت في لبنان كتظاهرة 14 آذار/مارس وغيرها ولم تعكّرها أعمال شغب، لكن الذي حصل في الأشرفية كان مدبّرًا من قبل عناصر المخابرات السورية والمجموعات الفلسطينية، ولذلك جرى هذا الشغب لأن القوى الأمنية لم تكن لتطلق النار على المتظاهرين لمنعهم من القيام بأعمال العنف التي قاموا بها ضد الأملاك العامة والخاصة.
وتؤكد المصادر على أن حرية التعبير للناس بما فيها التظاهر حق مقدّس لا يمكن التعرّض إليه ابدًا، وإنما ذلك لا يعني أن يترك الموضوع على سجيته وفلتانه الامني، ما ادى الى استقالة وزارة الداخلية والقوى الأمنية من مسؤولياتها، ويجب ان تقوم هذه الاخيرة بمراقبة المتظاهرين وتحديد خط السير الذي يجب أن يسلكوه، من أجل الحفاظ على سلامتهم وسلامة المواطنين في المناطق التي سيتم التظاهر فيها، ويجب إعطاء علم وخبر لمجلس الأمن المركزي ليتولى إعداد الأجواء الأمنية المناسبة لإنجاح التظاهر وتفادي حصول ما يخل بالأمن كما حصل في الأشرفية .
ويرى مصدر مقرب من حزب الله أن التظاهر حق طبيعي كفله الدستور، وأمر أساسي للمطالبة بالحقوق، لكن على المتظاهرين أن يتقيّدوا بالقوانين ويراعوا القواعد والانظمة التي تضعها وزارة الداخلية والقوى الأمنية، وفي الوقت نفسه على المسؤولين الذين يُعطون الإذن بالتظاهر أن يحموا المتظاهرين ويحددوا لهم مسار تحركهم، ويكونوا على استعداد لإعطاء الأوامر للقوى الأمنية بالتصدي لكل من تخول له نفسه العبث بأمن وارزاق الناس.