وفي بداية جلسة اليوم قال رئيس هيئة الادعاء العام ان القاضي في الوقت الذي يضغط على الادعاء وعلى محامي المشتكين يسمح للمتهمين ومحاميهم بتوجيه اسئلة استهزائية وغير منتجة الى المشتكين كما سمح الى احد المتهمين في اشارة الى صدام حسين بتوجيه تهديدات للمحكمة وللمشتكين الامر الذي حول المحكمة الى منبر سياسي لهم . واشار الادعاء الى ان تصرف القاضي هذا منح المتهمين جانبا من السماح بابداء الراي لصالحهم ولذلك فان هيئة الادعاء تطلب منه التنحي عن النظر في القضية المعروضة .
ورد القاضي بانه غير منحاز ولكنه حريص على تحقيق المساواة بين اطراف القضية. ثم اعترضت محامية المشتكين على السماح للمتهمين بالتجاوز على المشتكين وعلى ابناء الشعب الكردي الامر الذي يخالف العدالة ويؤثر على هيبة القضاء العراقي . فرد القاضي انه مسؤول عن ادارة جلسات المحكمة وضبطها وله خبرة في القضاء تتجاوز ربع قرن ويعرف صلاحياته وحدود تصرف المتهمين والمشتكين .
وكان صدام حسين اشتكى امس من تجاوزات حصلت عليه من خلال تلفظ بعض المشتكين بكلمات غير لائقة ضده . وقال انه يوجد في قفص الاتهام الان رجال قادوا العراق واضاف quot; اعتقد وانتم تعرفون ذلك انه ليس هناك قوة في الكون تستطيع ان تهز شعرة في شاربي بالباطل .. نحن هنا اعتمدنا منهجا على احترام بعضنا .. لكن اليوم حصلت تجاوزات كثيرة .. وانا الان اشبه بالاسد الذي دفع الى القفص ولكني استطيع ان اعمل شيئا ولو بسيطا quot; . ثم استعرض اتفاقه مع شاه ايران الذي كان يدعم الاكراد عام 1975 على انهاء المشاكل بين البلدين وقال انه بعد اذاعة بيان الاتفاق القى الاكراد 120 الف قطعة سلاح على الارض وهذا ما يعني انه لاتوجد مشكلة حقيقية بين العرب والاكراد في العراق . واضاف انه منح الحكم الذاتي للاكراد وعقد صلحا مع زعيم الحركة الكردية انذاك مصطفى البارزاني . واشار بالقول quot;لكن بعض الالسن تتجاوز علينا الان .. ولااعتقد انكم تريدون ازعاجنا وزعلنا .. لاننا هادئين ولكن اذا ازعجتونا سيحصل مايحصلquot; .
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة quot;كيمائيةquot; على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يواصل قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقررأن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل .
وقد سميت الحملة quot; الأنفالquot; نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: quot; إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان quot; .
التعليقات