قراءة في أجواء لبنان الرياضية

رائدة الفطايري من بيروت: لا ننكر ان الرياضة الى جانب الغناء في لبنان تشكل المنفس الوحيد للبنانيين بعيدا عن الصراعات السياسية التي اصبحت قوت اللبنانيين اليومي . وعلى الرغم من الدعم والتشجيع التي تقدمه وزارة الشباب و الرياضة لا تزال هذه المبادرات متواضعة ولا تكفي مقارنة مع ما تحتاجه لتنهض بشكل جدي, ما يذهلنا اذا قارٌنا الاموال التي تصرف في العالم على هذا القطاع .

عندما جرت مباراة النهائي لكاس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم على ملعب المدينة الرياضية في بيروت من شهرين بين فريقي النجمة اللبناني و الفيصلي الاردني ,اعلن وزير الشباب و الرياضة د. احمد فتفت عن تخصيص 150مليون ليرة لبنانية(100الف دولار اميركي),وهذا المبلغ ليس بزهيد مع اوضاعنا الحالية ,ولكن للاسف لم تحرزه . وفي المقابل نلاحظ الفرق الشاسع بالميزانية التي تضعها بعض الدول على هذا الموضوع, فنرى ان الاتحاد الانكليزي لكرة القدم خصص مبلغ 444الف يورو (510 الاف دولار اميركي تقريبا )لكل لاعب في المنتخب الانكليزي في حال احراز انكلترا كاس العالم المقررة في المانيا ما بين 8 حزيران/يونيو و 9 تموز / يوليو المقبلين . علما ان هذا المبلغ قد اضيف عما كان قد اقره الاتحاد في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان, وكان آنذاك 370 الف يورو (425 الف دولار اميركي تقريبا ).

هذا بالاضافة الى ما اقره الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بحصول بطل العالم في مونديال المانيا على 15.9 مليون يورو (18.2 مليون دولار اميركي تقريبا ) وان كل منتخب من المنتخبات المشاركة ستحصل على الجوائزباختلاف القيمة حسب المركز حتى الخاسر منها , اذ ستحصل المنتخبات التي ستخرج من الدور الاول على 3.9 ملايين يورو (4.4 مليون دولار اميركي تقريبا).

من جهة اخرى نرى محاولات بطيئة في تحسين كرة القدم المحلية وقد اصبحنا في المرحلة السابعة ولا تزال التقنيات الفنية عند الفرق ضئيلة ولا تشجع الطموح في الاتكال على قدراتها الحالية , بعكس ما نراه في البطولات الاوروبية اذ اقتضى وضع فريق ريال مدريد الاسباني والذي يضم اشهر اللاعبين في العالم كدايفييد بيكهام ورونالدو و راوول غونزاليس .....اجراء تغيير في الادارة الفنية و ذلك باقالة مدربه البرازيلي واندرلي لوكسمبورغو بعد مرور سنة واحدة لاحتلاله هذا المنصب , بعد التعادل امام فريق ليون الفرنسي في دوري ابطال اوروبا (1_1) و الذي تلا الخسارة المذلة امام غريمه التقليدي برشلوتة(3_0)

في المقابل نفتخر عندما نعلم ان اكبر ملعب مغطى في العالم موجود في الدوحة وهي القبة الرياضية التابعة لاكاديمية التفوق الرياضي quot;اسبايرquot; وتمتد على مساحة 290 الف متر مربع , والتي ستستضيف منشآتها دورة الالعاب الاسيوية في كانون الاول /ديسمبر 2006 . تماما كما افتخرنا عند انشاء المدينة الرياضية في بيروت , ولكن نتيجة العطل والضرر الذي اصاب منشآتها و التي قدرت تكاليفه ب30203.4 دولار اميركي ,توجب على فريقي النجمة والانصار دفعهمالان جمهورهما حطم 2127 كرسيا! والمضحك المبكي ان حصة كل منهما في المباريات لا تزيد عن 14 مليون ليرة لبنانية وما دون .

وفي الختام نشكر وزير الشباب و الرياضة د. احمد فتفت على لفتته من يومين في تكريم بطل لبنان السابق في كمال الاجسام و الذي مثل لبنان في ميونيخ عام 1955 و في لندن عام 1956,رغم انها اتت متاخرة ولكن افضل من ان توضع على النعش كما تعوَدنا.