بعد دعوات برلمانية لمنعها بعد تصريحات نجاد
ميركل تعارض منع إيران من اللعب في مونديال ألمانيا

عبدالله زقوت من غزة : فجرت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل مفاجأة من العيار الثقيل حين رفضت الدعوات التي تطالب بإستبعاد منتخب إيران لكرة القدم من المشاركة في نهائيات كأس العالم التي تستضيفها ألمانيا الصيف المقبل، مؤكدة في الوقت ذاته معارضتها الشديد لذلك، في ظل الدعوات التي أطلقها برلمانوين في ألمانيا لمنع إيران من المشاركة في المونديال على خلفية التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بخصوص محارق النازي وإسرائيل.

واعتبرت المستشارة الألمانية أن هذا الاجراء سيكون خطأ كبير لأنه لا يجوز معاقبة اللاعبين بسبب تصريحات رئيسهم ، مشيرة إلى أنها تشك في مدى جدوى منع إيران من المشاركة في كأس العالم بعد أن صرح الرئيس نجاد بأن محارق النازي أسطورة مختلقة .

ونقلت تقارير صحافية ألمانية مؤخرا عن نواب في البرلمان الأوروبي مطالبتهم باستبعاد إيران من المشاركة في نهائيات كأس العالم ، كون هذا القرار سيسهم بلا شك في تعميق عزلة إيران دوليا، وتطرقت تلك التقارير إلى المعارضة الشديدة التي لاقتها هذه المطالبة من قبل حزب الخضر الألماني.

وقالت مجلة دير شبيغل في عددها الصادر في الخامس عشر من كانون أول ( ديسمبر ) الماضي ، إن العضو الألماني في البرلمان الأوروبي دانييال كوهين بينديت طالب باستبعاد إيران من المونديال ، غير أنه طلبه قوبل بانتقادات من قيادات حزب الخضر الذي ينتمي إليه، حيث اعتبر عضو مجلس قيادة الحزب أوميد نوري بور أن قرار الاستبعاد يمثل عقابا للشعب وليس للنظام في إيران، ورأى أن الرياضة تحولت في السنوات الأخيرة إلى وسيلة لدعم المعارضة والاحتجاجات ضد النظام الإيراني.

المستشارة الألمانية ميركل
وقال نوري بور إن أفضل وسيلة ناجعة لعزل النظام الإيراني وإيلامه هي إصدار حظر على تأشيرات الدخول للرئيس الإيراني وأعضاء حكومته وأركان نظامه، ومنع عقد صفقات اقتصادية مع الأوقاف الدينية الإيرانية.

وبدورها قالت ميركل لصحيفة فيلت ام زونتاج يوم الأحد:quot; يمكن لأحد أن يعيد النظر إذا كانت نهائيات كأس العالم تنظم في إيران ولكن لا يمكن أن يعكس المنتخب الايراني تصريحات رئيسه ومن ثم أعتقد أنه من الصعب معاقبة فريق بمنعه من المشاركة.quot;

وأثارت تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عاصفة كبيرة إلى جانب الادانات الكبيرة التي لاقتها بعد أن قال أن محارق النازي أسطورة مختلقة، كما أكدت في تصريحات سابقة على وجوب محو إسرائيل من الخريطة ، قبل أن يطالب بنقلها ( إسرائيل) إلى اوربا او امريكا.

وأثارت هذه التصريحات حفيظة الألمان ، حيث استدعت وزارة الخارجية الالمانية سفير ايران لديها للاحتجاج على تصريحات نجاد، قبل أن يدعو عدد من مسؤولي كرة القدم في ألمانيا وحزب الخضر المعارض وبعض القادة في حزب ميركل المحافظ لمنع المنتخب الايراني من المشاركة في كأس العالم.

الرئيس الايراني نجاد
دعا عدد من النواب الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) للعمل على منع مشاركة ألمانيا في المونديال لأنها الوسيلة التي يجب أن تظهر لايران ان تصرفها غير مقبول وله عواقب، غير أن الاتحاد الدولي لكرة القدم رد عبر المتحدث باسمه عن رفضه لهذا الطلب لأن الفيفا تضع خطا واضحا بين السياسة والرياضة، وإيران تأهلت بشكل عادي لكأس العالم.

وتأهلت إيران إلى مونديال ألمانيا 2006 الذي سيقام خلال الفترة من التاسع من حزيران ( يونيه) ولغاية التاسع من تموز ( يوليه ) المقبلين، حيث أوقعتها القرعة في المجموعة الرابعة إلى جوار منتخبات المكسيك ، انجولا والبرتغال

وجاء تأهل إيران إلى نهائيات كأس العالم بعد إحباط شديد أصاب الإيرانيون بعد فشلها في التأهل لبطولة كأس العالم لعام 2002، قبل أن ينجحوا في وضع اسمهم على الخارطة الدولية والتأهل لمونديال ألمانيا للمرة الثالثة في تاريخهم .

وأثار المنتخب الإيراني إعجاب القيصر فرانز بيكنباور رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2006، الذي أكد في زيارته إلى إيران في شهر تشرين الأول( أكتوبر) الماضي، أن لدى إيران منتخب جيد جدا، ولهذا الفريق ما يكفي من القوة ليكون من أفضل الفرق المشاركة في البطولة وليصل إلى التصفيات النهائية.

فرحة إيرانية بالتأهل للمونديال
ويعتبر المنتخب الإيراني المنتخب الآسيوي الوحيد الذي شارك في كأس العالم عام 1978 التي أقيمت بالأرجنتين وهي المرة الأولى التي يتأهل بها للمونديال، قبل أن يظهر للمرة الثانية في كأس العالم بعد 20 عاما بالتمام والكمال حين شارك في مونديال فرنسا عام 1998 م، حيث حقق فوزه الأول في تاريخ المونديال على منتخب الولايات المتحدة بهدفين مقابل لا شيء في مباراة مشحونة عاطفيا وسياسيا.

ويعتمد المنتخب الإيراني على مجموعة من اللاعبين المحترفين الذين يلعبون أيضا في الدوري الألماني مثل مهدي مهدافيكيا لاعب هامبورغ الألماني، ووحيد هاشميان لاعب هانوفر، وعلي كريمي لاعب بايرن ميونيخ، والأخير يطلق عليه لقب quot; مارادونا إيرانquot;، إلى جانب كاتبن الفريق وصاحب الخبرة الطويلة علي دائي الذ يبلغ من العمر 37 عاما وكما سبق له وأن لعب في صفوف بايرن ميونيخ الألماني.