بين النمسا وجارتها ألمانيا قصّة تاريخيّة حقيقية حدثت أيام المرحوم (هتلر)، تحوّلت فيما بعد إلى فيلم سينمائي أنتجته (هوليوود)، وقامت ببطولته المغنيّة الشهيرة (جولي أندروز)، وكان اسمه (THE SOUND OF THE MUSIC). وبما أن الفيلـم مشهور للغاية، فسوف لن أخبركم شيئاً عنه، بل سأحكي عن (المرأة) فيه، عن الغيرة القاتلة التي اجتاحت قلبيْ بطلتي الفيلـم الواقعتين بغرام القائد النمساوي الشاب، الذي خلّفت له زوجته المرحومة أيضاً نصف دزينة من الاولاد.
الغيرة، إذن، هي التي أعطت الفيلـم نكهة ولا أجمل.. إمرأتان تتزاحمان على قلب واحد. الاولاد يحبّون (الراهبة المربية)، والوالد يحب (الكونتيسة الغنية). ولولا مصداقيّة المؤلف لتلاعب بالقصة، ولجعل إحدى المرأتين تتخلّص من الأخرى بأية طريقة كانت. عيب أن تقتل إنسانة مشبعة بالحرية والاستقلالية والتفهم منافستها. هكذا قرّر مؤلف الفيلـم المتحرّر جداً جداً وهكذا صار.
أمّا عندنا في الشرق فالويل لك إذا تحرّكت، أو تنحنحت، أو طالبت بحقّك في العيش بدون مشاكل عائلية، فلسوف يلحقك (الشاي المسمم) إلى القبر. وخير دليل على صحة ما أقول ذلك الموظف المصري المسكين (حمدي) الذي دسّت له زوجته (سنيّة) السـمّ في الشاي، لأنه طرد والدتها من المنزل، بسبب إزعاجها الدائـم له، وحياكة الدسائس والمشاكل بينه وبينها.
(أمّي حَ تبقى في البيت يا سي حمدي.. أو حَ تروّح إنتَ). هذا ما قالته (سنيّة) في سرّها. ولكن الزوج كان أقوى من سـمّ الزوجة، فلـم (يروّح) إلى الأبدية كما خطّطت، بل أخبر مباحث القاهرة بما فعلت به (سنية) بعد أن تشاجر مع والدتها وقام بطردها، وكيف قدّمت له طعام الغداء، مرفقاً بفنجان من الشاي، وكأن شيئاً لـم يكن، وما أن بدأ بشربه حتى أحس بغرابة طعمه، ولكنه واصل الشرب إلى أن فقد الوعي، ونقل إلى مستشفى ضاحية المطرية.
وبما أننا في القاهرة، أحب أن أخبركم قصّة السيّدة (سيّدة) البالغة من العمر 65 سنة، والتي تقدّمت بدعوى الطلاق من زوجها لأنها تخشى على نفسها من (الفتنة) بسبب جمالها وأناقتها وملاحقة شباب الحارة لها، وإسماعها أجمل عبارات الغزل والتحبّب.
وادعت (سيدة) بأن زوجها التاجر يتركها وحيدة في البيت عدة أسابيع، وخاصة بعد زواج أبنائهما الخمسة، وهي تخاف على نفسها من الوقوع بالفتنة، أي بالخيانة الزوجية، لذلك طلبت الطلاق من محكمة مصر الجديدة. وعندنا في سيدني أيضاً، استمعت إحدى المحاكم إلى قضية مؤسفة حقاً، حدثت منذ مدة، مفادها أن رجلاً أردنياً مسيحياً، استأجر أحد رجال التحري، دون أن يسأله عن نوع عمله، من أجل قتل ابنة شقيقه (ربى) لأنها أحبّت رجلاً لبنانياً مسلماً وحملت منه، وهذا ما سبب العار للعائلة.التحري الخاص أوقع بالعم المسكين بعد أن سجّل لقاءاته معه على شريط سلّمه للبوليس..محامي المتّهم نفى التهمة بتاتاً عن موكله، ولكن القاضي رفض إطلاق سراحه بكفالة، والى جلسة أخرى.
فتّش عن المرأة. تلك التي تهز السرير بيمناها والعالـم بيسراها. تلك التي إذا أعددتها أعددت شعباً طيّب الأعراق. فلو همست كل أم بأذن ولدها أن اللـه محبّة، لا يفرّق بين أبيض وأسود، ولا بين دين وآخر، لما تمكنّت الطوائف من زرع الشقاق أينما حلّت، وكأن الحب بحاجة إلى شهادة منها، أو من مستثـمريها، كي يجمع بين قلبين. فلا شيء يرضي اللـه، خالق الناس أجمع، أكثر من التخلي عن الوثنية الطائفية والتحلي بالمحبة. فمن يفرّق بين الناس لن يدخل الجنّة ولو صلّى وصام أبد الدهر. فاللـه ليس بحاجة إلى صلاة وصيام إنسان ماكر، مفتن، طائفي!!
وفي ألمانيا، ألقت شرطة مدينة (كولون) القبض على امرأة بولندية اسمها (إليسيا) وعمرها 45 سنة، لأنها باعت أكثر من 200 امرأة من أوروبا الشرقية لبيوت الدعارة في برلين وكولون وبعض المدن المصطفة على نهر الراين. واعترفت القوّادة (إليسيا) أنها أهدت الشعب الالماني فتيات جميلات تتراوح أعمارهن بين 18 و20 سنة، وبدلاً من مكافأتها على حسن صنيعها، هكذا والله، ها هم يحاكمونها. وتناست أنها جمعت من هذه التجارة أربعة ملايين مارك ألماني (أيام المارك) خلال سنتين فقط، وانها تملك مزرعة وخيولاً في مدينة (غدانسك) البولندية، وبيتين في مدينة (كولون)، و84 قطعة مجوهرات باهظة الثـمن، ومع ذلك تريد مكافأة على غانياتها الجميلات، كي لا أقول وساماً جمهورياً.
مسكينة (إليسيا)، فلو هرّبت هؤلاء الفتيات (اللقطة) إلى إحدى الدول العربية، لأصبحت (وزيرة) بدون أدنى شك. فلقد دلّت الاحصاءات على أن (حبوب الفياغرا) لـم تلقَ رواجاً في أي من البلدان، أكثر مما لاقته في الدول العربية.
سألت أحد وجهاء الجالية في سيدني، إذا كانت (إليسيا) قد أرسلت إلى أستراليا بعض بناتها الصغيرات، فتطلّع بوجهي وصاح: واللـه العظيم سأخبر زوجتك.. وقبل أن يتصّل صديقي الثرثار بزوجتي، سأرسل لها باقة من الورد الأحمر، وسأعود مسرعاً إلى البيت، قبل أن تفعل بي ما فعلته (سنية) المصريّة بزوجها (حمدي)!!.. أدعوا لي بالتوفيق.
التعليقات