عندما أجرى الأخوان ويلبور وأورفيل رايت، في 17 كانون الأول من عام 1903 في كيتي هوك، أول تجربة طيران على طائرة اخترعاها بمحرك واحد، وقف العالـم مشدوهاً أمام عظمة هذا الإختراع، وما زال المتحف الوطني في واشنطن يحتفظ بهذه الطائرة حتى يومنا هذا، ويحافظ عليها كما نحافظ على بؤبؤ العين.وعندما اخترع فرانك ويتل أوّل محرّك نفّاث في عام 1941، تطلّع العلماء نحو الفضاء، وبدأوا يحلمون باكتشاف الكواكب واحتلالها.
وها هي الصواريخ تنطلق، والمحطات الفضائية تدور، والمركبات تطأ القمر والمريخ، وأرمسترونغ يرفع العلم الأميركي على سطح القمر، ولـم يبق سوى السماح للرواد بممارسة الجنس في الفضاء، إذ أنهم تحت المراقبة الأرضية لحظة بلحظة، وناسا لا تحب أن تشاهد أفلاماً خلاعية يقوم ببطولتها رواد فضائيون.
ولكن، هناك تفكير جدي بإرسال روّاد إلى المريخ لمدة ثلاث سنوات، فهل يجوز أن يبقى هؤلاء المساكين بدون (جنس)؟.. والجنس عنصر هام لتحسين أدائهم، (فبمجرد الخروج في رحلة طويلة يحبّذ الرواد إقامة علاقات جنسية مستقرة) على حد تعبير الدكتور آل هولاند أحد أبرز علماء النفس في وكالة ناسا.
الروس يرفضون بتاتاً إقامة علاقات جنسية بين الرواد، واعتبر أحد الرواد الروس (أن خطر اختلاط الجنسين في الفضاء كخطر الاحتفاظ ببندقية محشوة بالرصاص)، وأعطى مثالاً على ذلك أن زميلته سفيتلانا سافيتسكايا عملت، كمعدة للطعام، في (ساليوت 7)، وكانت تنام في نفس الحجرة التي ينام بها رفاقها الرجال، دون أن يتعرّض لها أحدهم.
كما أن الزوجين الأميركيين مارك لي وجين دايفيز، عملا معاً في مكوك فضائي لمدة أسبوع دون أن يفكّرا ولو لحظة واحدة بالجنس.
سنة 2012، ستكون سنة المريخ، وستقرر (ناسا) ما إذا كانت سترسل (الأزواج) المتطوعين للذهاب في تلك الرحلة التاريخية، خاصة وأن رائد الفضاء مايكل فولي يريد أن يقوم بالرحلة مع زوجته التي تعمل في (ناسا) أيضاً، ومايكل فولي رائد أميركي من مواليد بريطانيا، زاعت شهرته عندما اصطدمت مركبة الفضاء (مير) التي كان بداخلها بسفينة إمداد، وكاد أن يلاقي حتفه، فهل ستنفذ (ناسا) رغبته؟.
لا أعتقد، لأن المدة الطويلة التي ستستغرقها الرحلة، ستدفع (فول) إلى مضاجعة حبيبة قلبه ورفيقة عمره، وهذا حق مكتسب له، لولا خوف رئيس مكتب اكتشاف الفضاء في ناسا السيد دوج كوك عليهما، فهو يعتقد أن ( بعد اطلاق الصاروخ الذي سيضع المركبة في مدارها الجوي، لن تستطيع الحامل أو المريض من العودة الى الأرض، فستستمر الرحلة 180 يوماً في الذهاب، و180 يوماً في العودة، و500 يوم على سطح المريخ)، وهذه الرحلة لا يقدر أن يقوم بها إلا الأصحّاء، ويوافقه في ذلك الرائد الأميركي نورم ثاغارد، ويعتقد، كرئيسه، أن من الأفضل عدم إرسال رواد من الجنسين في رحلة طويلة كهذه.
سؤال لا بد من طرحه: هل بإمكان (ناسا)، لو أرسلت رجالاً فقط إلى المريخ، أو نساء لا فرق، أن تمنع، منعاً باتّاً، الممارسات الجنسية بين الجنس الواحد، والعالـم الغربي سمح بزواج الذكر من الذكر، والأنثى من الأنثى؟.. وقولوا: أللـه.
انقر على ما يهمك:
عالم الأدب ملف قصيدة النثر مسرح قص شعر الفن السابع مكتبة إيلاف
التعليقات