مما يحز في نفسي أن أرى البعض ممن يناظر على الفضائيات يظهر في حالة من العجز الغريب أما ملمنافس. لقد كان مؤلماً أن يفقد الدكتور هاشم العقابي أعصابه أمام المناظر السعودي ، وأخذ العقابي يكيل الشتائم والتهم للسعودي الذي نجح في استفزازه، بمجرد أن قال له انت كتبت أطروحتك لصدام أو ما شابه.

واضطر العقابي أن يجامل ويداهن فيصل جلول في الحديث من على قناة المستقلة ليلة امس 1/2/2005 على قناة المستقلة ، ويقول له أنه اقترع ليقول لا للإحتلال
.

مع احترامي وتقديري للدكتور هاشم العقابي وعدم احترامي لأي تهمة يطرحها السعودي وغيره، ولكني أقول لأستاذنا كان بإمكاننا أن تقول لا لأمريكا ونحن في زمن صدام وأحلى واسهل منها ما موجود
. يعني هذا الاقتراع ليس لان نقول لا لامريكا بل لنقول لا للطغيان والارهاب والاصولية.

سيدي الكريم ما هذا التناقض أننا نقترع وشعب العراق يقترع بحماية الأمريكان وقوى التحالف لنقول لا لأمريكا ودول التحالف ؟؟؟

أي ضحك على الذقون ؟؟ من يحتلنا قوى التحالف أم قوى الإرهابيين الأصوليين المتخلفة الدموية.؟؟

لقد قلت فيما قلت في برنامج أمس أنك ستشتم أميركا فيما بعد ولكن ظروف العراق غير مناسبة أو أن الوضع العراقي وضع صعب جداً.- أو قريب من هذا الكلام -

سيدي الكريم ولماذا لا تشتم الإرهابيين القتلة من قطاع الرؤوس والتفخيخيين أليس هذا أولى ؟؟

هل تعتقد أن العرب سيرحموك إذا ما خرجت قوات التحالف الخيرة ؟؟

إن كانوا رحموك أو رحمونا يوماً فقل لي متى هذا ؟؟ لماذا لا تركزون على أن العراق محتل من قبل
الإرهاب وممن يقدم المأوى والدعم لهم.

بدلاً من التباكي على الفلوجة..

لقد أعطت الحكومة وقوات التحالف الإنذار تلو الإنذار لأهل الفلوجة ليسلموا الإرهابيين إلى الحكومة العراقية ولما لم يفعلوا أعطوهم الوقت الكافي للخروج
.

فماذا تفعل قوى التحالف والحكومة المؤقتة العراقية ؟؟

هل إن الحل أن تبقى الفلوجة مسرحاً لسبعة عشر عشر تنظيم إرهابي يصول ويجول بين أهلها ويقطع الرؤوس ويفجر المنشآت ويذبح عشرين مليون إنسان عراقي.

أنظر الى شاكر النابلسي - وهو أردني عربي ومسلم سني - ماذا يقول على العروبة والأصولية في مقالاته وخاصة الأخيرة على موقع ايلاف..

{{ نعم، وبالخط العريض والفم الملآن والصوت العالي، نقول أن العراق بلد محتل، ولكن ليس من قبل قوات التحالف التي جاءت لتحرير العراق وحررته فعلاً من الفراعنة والطغاة، بل إن العراق بلد محتل من قبل الاحتلال الأصولي الإرهابي العربي ـ الإسلامي الذي لم يدعه أحد إلى العراق، ودخل العراق دخول اللصوص إلى مخابئ المال}}.

هذا قول النابلسي وبكل صراحة، وبدون أن يجامل أحد على الرغم من أنه أردني والجو العام الأردني مشحون بالوقوف مع الطاغوت البائد ويتغنى بالطاغوت البائد صدام.}}

وانظر مرة أخرى إلى صراحة هذا الرجل...

حيث يقول :

{{ ولماذا لم يُعق الاحتلال الإسرائيلي سير الانتخابات الفلسطينية، بل حاول تيسيرها في حين أن الاحتلال الأصولي الإرهابي للعراق المتمَّثل بالفصائل الأصولية الدينية والقومية قام بنسف مراكز الاقتراع الحر، وبقتل رجال الحرس الوطني الحارسين للانتخابات، وبخطف المرشحين، وبقتل المرشحات، ومنهم القديسة الشهيدة وجدان الخزاعي، شهيدة العشق الديمقراطي؟ {{ ما هو الاحتلال؟ الاحتلال هو اقتحام بلد، دون إذن أهله، ودون طلب من أهله، ورغم أنف أهله وإرادتهم. وهذا ما فعله الاحتلال الإرهابي الأصولي العربي – الإسلامي......
وقد طلبت المعارضة العراقية – حسب قول علاوي - قبل الاستعانة بأمريكا وبريطانيا من كثير من الدول العربية مساعدة المعارضة العراقية لقلب نظام حكم الطاغية في العراق، إلا أنها لم تجد إلا الصدود، ولم تحصل على أية مساعدة، بل قوبل طلبها بالرفض التام، إما خوفاً من انتقام فرعون العراق، وإما سداً لباب الثورات والانقلابات على *الأنظمة الشرعية*}}


، ولنبقى ايضاً مع النابلسي وهو يفصل النظرة الفقهية لدى
السنة {{البعض من أهل السنة طبعاً لا جميعهم وإلا فهو نفسه -أي النابلسي – مسلم
سني
} فلنقرأ ما يقول :

{{ فالأصولية السُنيّة لا تؤمن أساساً بالانتخابات وانما بتعيين أهل الشورى من أهل (الحل والعقد). ولقد أصدر الشيخ فوزان الفوزان في السعودية قبل فترة فتوى دينية تُحرّم إجراء الانتخابات، وتعتبر كل من يشترك فيها كافراً.. الخ. وقال مفتي فلسطين الشيخ عكرمة صبري في خطبة الجمعة بالمسجد الأقصى يوم 7/1/2005 وقبل يومين من الانتخابات الرئاسية الفلسطينية إن الانتخابات مُحرّمة. والاحتلال الإرهابي الأصولي للعراق من قبل الجماعات الأصولية القومية والدينية يساندها قلة قليلة من سنة العراق الطغاة سعت إلى تعطيل إرادة الشعب في اشاعة الحرية ونشر الديمقراطية ومحاولة اعاقة آلياتها، حيث أنها تعتبر أن لا إرادة للشارع بل هناك إرادة للشرع كما تقول في خطاباتها. وأن الديمقراطية تقليد غربي وتقليعة كفار وعلينا رفضها ومحاربتها حرباً شعواء، كما قال الإرهابي الزرقاوي في آخر شريط له في 21/1/2005 قبل الانتخابات العراقية باسبوع. }}

سيدي العقابي هذه الشجاعة وهذه الصراحة.

تساؤل آخر أوجهه إلى الدكتور الفاضل هاشم العقابي : ما هو سبب دخولك إلى تيار حزب الأمة ومن ثم إعلانك انسحابك من هذه القائمة ؟؟.

سؤال آخر؟ كان بإمكانك أن تنسحب بدون أن تعلن هذا على رؤوس الملأ وعلى المواقع الألكترونية وكأنك اكتشفت جرائم مهولة لا يمكن السكوت عنها ؟؟

إن عملك هذا كان طعنة للفكر المتنور الجميل للسيد الرائع أياد جمال الدين مع الآسف
. على فكرة لا توجد أي علاقة أو مصلحة شخصية بيني وبين السيد أياد لا من قريب ولا من بعيد. إنما هو ديني وضميري يحتم علي أن أكتب ما أكتب.

إن فكر السيد أياد جمال الدين فكر إنساني عراقي ونحن بأمس الحاجة إلى عمائم متنورة صادقة لا تخفي في جعبتها الطاعة لمن هم خلف الحدود وتظهر حبها للديمقراطية في العلن.

أخيراً أقول للأخ الكبير والدكتور والشاعر المثقف هاشم العقابي ليس معنى هذا أنا لا نستفيد منك بل استفدنا كثيراً من فكرك وشفافيتك وخلقك العالي، والكثير من مداخلاتك كانت رائعة منها تساؤلك لفيصل جلول لماذا لم تعترضوا على نظام صدام والمهزلة الانتخابية ودرجة 100%
....

ولكن اسمح لنا أن ننتقدك فالكمال لا يوجد إلا عند الله سبحانه تعالى وحده وهذه هي الديمقراطية.

[email protected]