* قرار مجلس الامن لم يحظ الا بمساحة صغيرة بين احاديث الحضور الذين اذدحم بهم المؤتمر الوطني أمس الجمعة 22صفر1426هـ الموافق 1ابريل/2005م...فكل احد كان يعلم ما يجري وما وراءه...وللزحام كان ينتظر شورى المؤتمر.
* وشورى المؤتمر الوطني كانت تجلس هادئة في الطابق الثاني تستانف الحديث الذي ظل يجري منذ شهر عن ( الخطوة التالية ما هي.....)
* والتساؤل عن الخطوة التالية منذ شهر كا سببه هو ان كل احد كان يعلم ان ما يقود امريكا ومجلس الامن هو دوافع...ليس الصحيح والخطأ من بينهما!!!
* وما ثيميز تحركات كل جهة في السودان والخارج حول الشأن السوداني في مجلس الامن هو ان من يفهم ما يجري كان يعد اعداداً، ومن لا يفهم كان يعد اعداداً مختلفاً..
* التمرد كان يعلم ما سوف يصدر عن مجلس الامن...وهكذا كان وفد التمرديؤجل حضوره للخرطوم...ثم يؤجل
* وحين اعلن وفد قرنق وصوله الخرطوم صباح الخميس الماضي كانت مؤسسات الدولة تنصرف الى شأن آخر... فكل احد كان يعلم انه لم تحزم حقيبة واحدة في نيروبي...وانه لن يأتي احد.
* وطلابوتمرد دارفور = المسلمين = في جامعة الخرطوم كانوا = من الجانب الاخر = نموذجا مؤلما لعدم فهم ما يجري في العالم...وهكذا كان طلاب دارفور = ممن يدعمون التمرد = يقومون بحرق المصاحف مساء الاربعاء..وذلك حتى يخطو فوقها وفد قرنق وهم يدخلون الجامعة..
* وهوامش القرارالبعيدة والقريبة لم تكن اقل نشاطا خارج السودان في اريتريا وكينيا ومصر وتشاد والعالم...فكل احد اكن يعلم تماما الصورة التي سوف يصدر بها القرار..لأن كل احد يعرف العالم وكيف يدار اليوم...وكل جهة داخل وخارج السودان كانت تعد بيتها للخريف القادم...
* ورد كل حديث الى اصوله يصبح عملا مدهشا
* مؤتمر شرق السودان...الذي يقيمه تمرد البجا والاسود الحرة يعلن ادانته للحكومة التي ( تفرض في اراضي سودانية لصالح مصر)
* ثم يشير الى حلايب..
* والاشارة الى حايب = التي ليست مصدرا الان لشيء على الاطلاق = لم يكن غباءا مطبقا..والاشارة كانت هي التوقيع الذي يقدمه البجا والاسود الحرة (( رهانا مقبوضة )) للسيد افورقي انهم يقطعون كل صلة لهم بمصر..فالسيد افورقي الذي ارضع التجمع من قبل ثم هجره الى القاهرة لايريد تكرار التجربة...كما انه يسهم الان في زراعة ارض قرار مجلس الامن..
* والميرغني الذي ظل بعيداً عن القاهرة للشهور الاربعة الماضية = والذي يسعى لحظوة عند افورقي = يستدعى الان الى القاهرة ويذهب..
* وشيء قريب من قريب تدير به امريكا حوش حزب الامة...وبريطانيا تقدم صورا جوية حديثة لمنطقة الشرق يستخدمها افورقي والتمرد في العمليات العسكرية...
* ونثأر لا ينتهي من الاحداث ينتهي الى علاج مسألة السودان ((جزاء بعد جزء )) بعد درس العراق الذي جاء بالمقاومة الشاملة نتيجة للحرب الشاملة...
* والتجربة وبيع السودان بالقطاعي يمضي الان بخطة تقسيم السودان الى جهات متمردة ثم تقسيم كل جهة الى قبائل متنازعة ثم كل حزب الى احزاب ثم ثم....
* وفي العالم الاول غداء العمل يشرك السودان اشراك البطة المطبوخة..وتاج التفاسير يلتقي فيه معنى كل خطوة بمعنى كل خطوة...
* الاعلان المفاجئ في الشهر الماضي عن قيام سفارة اسرئيلية في تشاد كان ضربة وراء الاذن من القبطة الامريكية الى الاذن الفرنسية
* امريكا تغرس اصبعا في عين المنطقة الفرنسية
* وفرنسا تتراجع لحماية نفوذها..
* وتتراجع ثمنا لذلك عما كانت تجعله وراءها من المسألة السودانية.
* وفرنسا التي كانت تعلم ان امريكا لن توافق على قيام المحكمة الدولية = وذلك حتى لا تصبح موافقتها سابقة تعرض جنودها للمحاكمات = وتعلم ان امريكا تتحرق تحرقاً لقيام محكمة لمحاكمة المسؤولين السودانيين تظل تشنق امريكا بالربط بين هذا وهذا...
* لكن الضربة وراء الاذن تجعل فرنسا تقبل قيام محكمة تستثني الجنود الامريكين..
* والصين التي كانت تحمي السودان = ومصالحها بالتالي في السودان = تجلس واقلامها تحسب المصالح الصينية عند امريكا كم هي..والمصالح الصينية عند السودان كم هي..
* ثم تجد ان امريكا تنطق دولاراتها بالحكمة وفصل الخطاب..
* وروسيا...تجد ان السودان يشتري لها انفراجا غير قليل بلحمه في المخاطب الامريكية
* القرار ضد السودان يجاز..
* لكن جانبا في القرار يجعله نوعا من ( ثوب الراعي) الذي يشتري ثوبا قبل الشتاء على شرط ان يستلمه بعد نهاية الشتاء فمجلس الامن يحيل القرار الى المحكمة..
* والمحكمة اجراءاتها تبقى الخطوة الاولى عاما (12) شهر قبل ان يبعث النائب العام فيها من يشرعون في التحقيق وجمع الادلة..ثم
* والمعلقون الذين يزحمون شاشات إذاعات العالم امس حديثا عن السودان يلتفتون الى ان المحكمة هذه = والتي تدير محاكمات رواندا = منذ عشر سنوات = لم تقدم للمحاكمة الا سبعة منهم حتى الان وبعد مليارات هائلة من الدولارات.
* والذين يعلمون من هؤلاء المعلقين = وكلهم يعلمون = يشيرون الى ان الهدف الحقيقي من القرار كله هو اشياء لا توجد في ملفات المحكمة ولا ملفات مجلس الامن...
* وان امريكا تخنق السودان لشيء تريده.
* والسيد مصطفى عثمان يقول لنا ( لن نسلم احدا للمحاكمة خارج السودان ) وبينما السيد وزير الخارجية يصعد درجات السلم متجها الى قاعة مجلس الشورى كنا نتذكر ان وزير الخارجية بعد شهر واحد سيكون احد اعضاء حكومة قرنق...
* هذا ما لم يذهب مؤتمر القوى الشعبية الى نداء (( جاد تماما لالغاء اتفاقية نيفاشا بكاملها...)) كما يعلن نقيب المحامين..
* وهذا ما لم = مرة اخرى = يكن الغاء نيفاشا هو ذاته ما تطلبه امريكا.. والتي تجعل قيام الاتفاقية خطوة في مشروع التكليف..ثم سقوطها خطوة اخرى في الشان ذاته..
* وانها ما دامت لا تستطيع المطالبة بهدمها فانه يصبح جيدا ان تجعل الحكومة السودانية هي التي تعلن الهدم هذا..حتى يصبح الامر مبررا لخطوة اخرى...او الاكل من طعام (تفاحة بونتي ).
* لكن تفاحة بونتي كانت اشهر تفاحة تدفع للثورة...ففي السفينة بونتي كان القبطان الطاغية والذي يطيعه كل احد في رعب هائل يقف يوما ويأمر جنديا ان يأكل تفاحة متعفنه يسيل دودها...
* الجندي ينتهي امره بأن يقتل القبطان والثورة تبدأ...