عام الصحافة المصرية في صراعها مع السلطة:
جيمي مبارك يسطع كوريث... والمعارضة تبدل نجومها


جمال مبارك
نبيل شرف الدين من القاهرة: بينما لم يزل نجل الرئيس المصري جمال مبارك يواصل تقدمه في صدارة المشهد السياسي المصري، ويكتسب كل يوم خطوة جديدة نحو اعتلاء quot;عرش المحروسةquot;، فقد إنزوت أسماء أخرى من أبرزها في هذا السياق أيمن نور، المعارض الذي يقضي عقوبة بالسجن بعد أن أدانته محكمة مصرية بتزوير مستندات تأسيس quot;حزب الغدquot; الذي تمزق هو الآخر بين جبهتين وأنهكته الصراعات الداخلية حتى انفرط عقده.

وبعيدًا عما يساق في هذا المضمار من تصريحات رسمية تنفي وتستبعد وتوشك أن تقسم بأغلظ الإيمان بأن quot;مخطط التوريثquot; للسلطة في مصر من مبارك الأب إلى الابن جمال، quot;مجرد خيالات مريضة، وشائعات أطلقها بعضهم وصدقوهاquot;.

غير أن شواهد لا حصر لها تؤكد أن كل الطرقات تؤدي إلى التوريث، وأن مشروع مصر الأول حاليًا هو إنجاز هذا المهمة، بعد تهيئة الشارع لتلك الخطوة، وفي سياق لا تبدو معه الأمور quot;سافرةquot;، بل مقبولة شعبيًا ولا تصطدم بالمجتمع الدولي وتلقى الحد الأدنى من القبول لدى النخبة السياسية والفكرية بمصر.

وهذه المسألة التي برزت منذ سنوات مضت، منذ أن بزغ نجم جمال مبارك على المسرح السياسي المصري، عادت كي تطرح نفسها بقوة على الساحة الداخلية حين سرت شائعة واسعة عن مرض الرئيس حسني مبارك، ولم تفلح الزيارات الميدانية التي قام بها إلى عدة منشآت وجهات رسمية في تبديد الشائعة، بل انتشرت على نحو أكبر ولم تمر أيام على تلك الشائعة حتى بدأت المواجهة بين النظام والصحافيين .

عبد الوهاب المسيري

وفي الشأن السياسي أيضًا تراجع اسم جورج اسحق المنسق السابق للحركة المصرية من أجل التغيير المعروفة باسم (كفاية) بعد أن خلفه في قيادة الحركة عبد الوهاب المسيري.

كما برز اسم أسامة الغزالي حرب، بعد تأسيس حزب quot;الجبهة الديمقراطيةquot; الذي أعلن أنه يمثل الطريق الثالث بين الحزب الوطني (الحاكم) وجماعة الإخوان المسلمين، التي بزغ نجم أحد أبرز قادتها وهو خيرت الشاطر، النائب الثاني للمرشد العام بعد إحالته على المحاكمة العسكرية، بتهمة تمويل أنشطة الجماعة المحظورة، وغسيل الأموال وغيرها .

صحافة ونجوم

خيرت الشاطر
وتقودنا المواجهة بين النظام والصحافة إلى الساحة المهنية التي برزت فيها أسماء وخبت أسماء أخرى فتصدر خمسة من رؤساء تحرير الصحف الخاصة والمعارضة المشهد الصحافي المصري، بعد أن صدرت بحقهم أحكام بالحبس بسبب ما نشرته صحفهم وهم كل من: عادل حمودة رئيس تحرير صحيفة (الفجر)، وإبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة (الدستور)، وعبد الحليم قنديل رئيس تحرير صحيفة (الكرامة)، ووائل الإبراشي رئيس تحرير صحيفة (صوت الأمة)، وأنور الهواري رئيس تحرير صحيفة (الوفد) .


ومقابل هذا فقد دخلت أسماء أخرى غياهب النسيان بعد أن كانت ملء السمع والأبصار لسنوات طويلة خلت. وفي صدارتهم رؤساء تحرير الصحف الحكومية مثل إبراهيم نافع وإبراهيم سعده وسمير رجب ومحمد عبد المنعم وغيرهم، بعد أن أقصوا عن مناصبهم التي ظلوا فيها لمدد متفاوتة وصلت في حالة أحدهم إلى زهاء ثلاثة عقود، كانوا خلالها يمسكون بكافة مقاليد الأمور في المؤسسات الصحافية الحكومية


كما انزوى أيضًا اسم جلال عارف نقيب الصحافيين المصريين السابق، الذي انتهت ولايته وانتخب بعده مكرم محمد أحمد، وعلى الرغم من كونه واحدًا من quot;بارونات الصحافةquot; السابقين، لكنه بحكم موهبته، وخبراته المهنية وتوازناته السياسية الدقيقة، استطاع أن يعود إلى مقدمة المشهد الصحافي مرة أخرى نقيبًا لصحافيي مصر بعد أن اكتسح الانتخابات الأخيرة متقدمًا بنسبة حاسمة على منافسه رجائي الميرغني .


عادل حمودة
وعلى الصعيد الإعلامي اختفت أسماء مذيعي التلفزيون المصري الحكومي عمومًا، بعد أن تراجعت نسبة مشاهدته بشكل ملموس في كافة أنحاء مصر، وفي المقابل فقد واصلت تقدمها المذيعة منى الشاذلي ـ مقدمة برنامج (العاشرة مساء) على فضائية (دريم)، كما فرض معتز الدمرداش وزميلته ـ المستقيلة ـ مي الشربيني وجودهما من خلال برنامج (تسعين دقيقة) الذي احتل مساحة جيدة من المشاهدة عبر قناة (المحور) المصرية الفضائية، بينما خبأ نجم المذيعة الشهيرة هالة سرحان بعد الفضيحة المهنية التي تفجرت عن فبركة حلقات عن quot;بنات الليلquot; من بين الفتيات اللاتي يشاركن في استوديهات التصوير بفضائية (روتانا)، ضمن من يعرفون بـ quot;مجاميع الجمهورquot;، ودخلت هالة سرحان بعد هذه الفضيحة دائرة الظل بعد سنوات من النجومية والتألق .

ثقافة وفنون


أما في مجال الأدب والثقافة فقد برزت كل من الروائيتين رضوى عاشور، وسحر الموجي، والشاعر فاروق جويدة، وذلك بعد حصولهم على جائزة (كفافيس) الدولية للمبدعين، بينما واصل الروائي علاء الأسواني تقدمه على الساحة بعد روايته (شيكاغو) التي جاءت لتؤكد أصالة موهبته التي تفجرت من قبل من خلال الرواية الشهيرة (عمارة يعقوبيان) التي حققت أعلى مبيعات من نوعها في العالم العربي .

وبرز اسم السيدة حنان السركاد رئيس وحدة المؤتمرات بمنتدى الإصلاح العربي بمكتبة الإسكندرية، بعد أن منحتها الحكومة الفرنسية وسام الجامعيين برتبة quot;فارسquot; تقديرا لجهودها في مجال الدراسات والأبحاث الأدبية باللغة الفرنسية .

سحر الموجي
كما برز مفكران مصريان هما د. محمد على أحمد ود. ثروت عكاشة، وذلك بعد أن فاز الأول بجائزة أدب الأطفال عن سلسلة (رحلة على الورق)، وفوز عكاشة بجائزة الشيخ زايد للفنون عن كتابه (الفن الهندي).

كما عاد إلى صدارة الأحداث الكاتب الكبير أنيس منصور، بعد حصوله على وسام الإبداع العربي، باعتباره أبرز شخصية عربية إعلامية، وتقديرًا لجهوده البارزة في دعم مسيرة الإعلام العربي، وجاء ذلك بناء على استبيان ضم 500 شخصية عربية من شتى بلدان المنطقة .

ومرة أخرى عاد اسم المخرج الكبير يوسف شاهين إلى صدارة الأحداث المثيرة للجدل كعادته، وذلك بعد فيلمه الجديد quot;هي فوضىquot;، كما كرمته الحكومة الروسية باعتباره أول مخرج يقدم فيلمًا مشتركًا بين مصر وروسيا منذ نحو 47 عامًا وهو فيلم quot;الناس والنيلquot; .

رياضة وبطولات

أما في مجال الرياضة فقد برز سامح كامل سيدهم لاعب البلياردو بنادي الجزيرة، الذي حقق إنجازًا رياضيًا جديدًا بفوزه ببطولة هولندا الدولية تحت 21 سنة، والتي أقيمت في كانون الثاني/يناير الماضي، كما فاز منتخب مصر لتنس الطاولة بذهبية للرجال وفضية للسيدات وذلك في بطولة أفريقيا الـ 17 والتي أقيمت بالكونغو في شباط/فبراير الماضي .

كما تقدم النادي الأهلي للصدارة بعد فوزه ببطولة كأس السوبر الأفريقية بعد تغلبه على النجم الساحلي التونسي، وبذلك يضيف الأهلي لقب كأس السوبر للمرة الثالثة، وأصبح رصيده من البطولات على مدى تاريخه 99 بطولة .

كما برزت بعثة مصر للأولمبياد الخاص بعد أن حققت إنجازًا كبيرًا على مستوى كافة الألعاب في دورة الألعاب العالمية الصيفية التي أقيمت بالعاصمة الصينية، وحصد فيها الفريق المصري 45 ميدالية متنوعة بين ذهبية وفضية وبرونزية في 10 ألعاب شاركوا فيها .

كما برز اسم اللاعب أسامة خليل نجم منتخب مصر والإسماعيلي الأسبق، وذلك بعد أن كرمت الوكالة الأميركية للتنمية، بمناسبة اختياره سفيرًا للنوايا الحسنة لمشروع الاتصال للصحة الذي يقام ضمن الحملة الإعلامية المعنونة بشعار quot;صحتك ثروتكquot; .

وأخيرًا فقد فرض اللاعبون المصريون وجودهم داخل قائمة أفضل 30 لاعبًا، وذلك في التصويت الذي أجراه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) لاختيار أفضل 30 لاعبًا من أفريقيا خلال الأعوام الخمسين الماضية منذ تأسيسه في العام 1957 .

يوسف شاهين

هالة سرحان