قلة سطعت وغالبية صنعت الحدث quot;الفضيحةquot;:
10 ملايين جزائري نجوم العام 2007

كامل الشيرازي من الجزائر: كثيرون هم نجوم الجزائر خلال سنة 2007، لكنها لم تكن نجومًا مضيئة بأي حال، ففي السياسة كما الإقتصاد والثقافة والرياضة، برز قطاع واسع بالمقلوب، فيما سطع واسيني الأعرج، أحلام مستغانمي، الطاهر وطار، محمد روان، كريم زياني، لزهر حاج عيسى، يونس سفيان، وآخرون. بالمقابل، صنع آخرون الحدث على طريقتهم في جزائر 2007، على غرار 10 ملايين جزائري امتنعوا عن التصويت في الإنتخابات التشريعية والمحلية، ما حوّلها إلى طعام بلا ملح، في حين كان المليادير الهارب quot;رفيق عبد المؤمن خليفة quot;نجمquot; محاكمة ما عرف بـquot;فضيحة القرنquot;، تمامًا مثل وجوه أخرى صنعت الضجيج بخرجات وتصريحات كان لها أول ولم يكن لها آخر.

بوتفليقة النجم الأوحد!

عبدالعزيز بوتفليقة
لا يختلف أحد من متابعي الحياة السياسية في الجزائر خلال هذا العام، على أنّ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان نجمًا ساطعًا في سماء الحياة الجزائرية، والسرّ يعود إلى الرجل الذي اضطر بسبب متاعبه الصحية إلى التقليل من خرجاته، والاقتصار على بعض الخطب هنا وهناك، ومعها عادت قضية خلافة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لتطفو على الساحة السياسية المحلية والإقليمية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نيسان/أبريل 2009، وصارت قضية مستقبل المنصب الرئاسي في الجزائر أصبحت مطروحة بحدة.

كما برز بوتفليقة عن طريق ممارسات سائر المسؤولين الحكوميين، وقوى المولاة كما المعارضة، وغيرها من تشكيلات المجتمع المدني، وتسابقهم الاستعراضي على نيل الحظوة لدى حاكم البلاد، وهو ما منح نجومية استثنائية للرئيس الجزائري، وبهذا الصدد، عرفت الأنشطة الحكومية تمامًا مثل (مهرجانات) المعارضين، تنافسًا حول quot;نيل شرف الرعاية السامية للرئيسquot;، والغريب أنّ الدعاية الانتخابية لاقتراعي مجلس الشعب ومجالس البلديات والمحافظات، كان شعارها الرائج لدى المرشحين والساسة (برنامج فخامة الرئيس بوتفليقة)، وغاب أي طرح جدي لبدائل وبرامج تغري الناخبين بالإحجام عن التصويت بالقدر الذي شهدته العمليتان، ما ألقى بظلاله على المشهد السياسي المحلي.

بجانب بوتفليقة، نال quot;أبو جرة سلطانيquot; رئيس حركة مجتمع السلم الإسلامية حظّه من الأضواء، فهو عندما أراد فضح المرتشين هاجمه الرئيس بوتفليقة وهاجمه أيضًا من يُتهمون بالرشوة، وهم أعداء بوتفليقة في الوقت نفسه، لكنه عندما صرح بأنه يملك قائمة إسمية لسياسيين ومدنيين وعسكريين مرتشين إلى النخاع، تبيّن أشهرًا فيما بعد، أنه لا يملك دليلاً على ما يقول، وعندها ارتسمت quot;ملهاة سياسيةquot; حسمها بوتفليقة نفسه، فبعدما دعا سلطاني على المباشر إلى للاستقالة، عمد إلى إصدار قرار كتب في الجريدة الرسمية وأكد ضرورة إعلان كل موظفي الدولة ومنتخبيها لممتلكاتهم الثابتة والمنقولة داخل وخارج الجزائر، سواء تعلق الأمر بقطعة أرض أو قصر أو سيارة أو قلادة زوجة.

وزير الخارجية الجزائري السابق محمد بجاوي، برز الربيع الماضي، عندما شدّد إنّ quot;الجزائر لن تخضع للمشروع الأميركيquot;، وأوعز أنّ بلاده لن تقبل أبدًا إقامة قواعد عسكرية أميركية وغير أميركية على أراضيها، مركّزًا على أنّ الجزائر لا يمكنها القبول بإقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، لأنّ ذلك لا يتناسب مع سيادتها واستقلالها. واشتهر quot;عبد الله جاب اللهquot; زعيم الحزب الإسلامي المعارض quot;حركة الإصلاحquot; بحالته الفريدة من نوعها، حيث خلعته الإدارة من على رأس الحزب، بعد معركة مريرة مع معارضيه استمرت زهاء ثلاث سنوات، والمثير أنّ هذا quot;الخلعquot; هو الثاني من نوعه الذي يتعرض له quot;جاب اللهquot; بعد خلع أول طاله العام 1998 من غرمائه في حركة النهضة التي أسسها مطلع تسعينيات القرن الماضي.

كما اشتهر quot;كريم طابوquot; السكرتير الأول في الحزب الأمازيغي الجزائري المعارضquot; جبهة القوى الاشتراكيةquot; الذي دخل التاريخ، في الشهر الأخير، لكونه صار أصغر زعيم سياسي جزائري (33 سنة) يستقيل من منصبه، بعد هزيمة تشكيلته وتدحرجها إلى الصف السابع في انتخابات 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وأقرّ في اعتراف لم يصدره أيّ من سياسيي بلاده، إنّه تحمل مسؤولية ونتائج المواقف والسياسات التي اتخذها. وتضم دائرة النجومية، وزير المجاهدين القدامى محمد شريف عباس الذي فجّر فجّرت أزمة مع فرنسا قبيل أربعة أيام من بدء رئيسها نيكولا ساركوزي زيارة رسمية إلى الجزائر، بتصريحه بأنّ ساركوزي وصل إلى الإليزيه، بسبب أصوله اليهودية وبمساعدة من اللوبي اليهودي، وهو ما فجّر زوبعة حقيقية بين البلدين كادت تنسف قدوم (ساركو) إلى الجزائر.

على طرف نقيض، جلب quot;س. سعيدquot; (45 عامًا ) الذي سبق له العمل صحافيًا في دولتي بنين وساحل العاج، الأنظار إليه في الصائفة الماضية، حينما أدين بالتجسس لصالح إسرائيل، علمًا أنّها أولى قضايا الجاسوسية التي يعالجها القضاء الجزائري منذ استقلال البلد العام 1962. وعلى منواله، كان الملياردير الهارب quot;رفيق عبد المؤمن خليفةquot; (نجم) المحاكمة الخاصة بالبنك المصفى quot;خليفةquot;، الذي كبّد الخزانة العامة خسارة زادت عن 1.5 مليار دولار، فعلى الرغم من غيابه عن المحاكمة الماراثونية الأطول في تاريخ القضاء الجزائري، حيث استهلكت 15 أسبوعًا كاملاً، إلاّ أنّ ظهوره (المسّطح) على تليفزيون quot;الجزيرةquot;، وتحديه سلطات بلاده، بقوله إنّ قضيته quot;قضية دولةquot; وأنّ لديه quot;أسرارًا quot; سيكشفها في الوقت والمكان المناسبين، ثم رفض القضاء البريطاني تسليم من يدعى (الجولدن بوي) إلى بلاده، زاد من هالة الغموض وعلامات الاستفهام حول حالة المتهم الرئيس في قضية quot;مجمع الخليفةquot; المصفى في ربيع 2003.

الأمير منح النجومية للأعرج

واسيني الأعرج
الروائي الجزائري quot;واسيني الأعرجquot; خطف الأضواء إثر نيله كأول كاتب معرب جائزة المكتبيين عن روايته quot;كتاب الأمير ومسالك أبواب الحديدquot;، كما انتزع الأعرج جائزة فرع الآداب في جائزة الشيخ زايد للكتاب، عن العمل ذاته، الذي أتبعه بروايته الجديدة quot;سراب الشرقquot;. ولم يتخلف الروائي الجزائري المخضرم الطاهر وطار، عن الركب، بتقديمه كتاب quot;أراه...الحزب وحيد الخليةquot; الذي يمثل الجزء الأول من مذكراته، حيث سرد بأسلوب قصصي قسمًا من سيرته الذاتية، وتناول ما عايشه إبان حقبة من حياته مبعدًا السياسة والطابوهات بأسلوب أدبي قريب من الرواية.

وعلى منواله نسج الكاتب quot;ياسمينة خضرةquot; (اسمه الحقيقي محمد مولسهول)، بسبب كتاباته المثيرة عن الإرهاب والتطرف، ورواج روايته quot;سنونوات من كابولquot; التي احتلت المركز العشرين في مبيعات الكتب الأجنبية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أثارت روايته quot; الاعتداء quot; كثير من الجدل في الجزائر وفرنسا، على الرغم من خروجه صفر اليدين من سباق الجوائز الأدبية، لكنه عاد من بعيد حين عينه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مدير لمعهد العالم العربي بباريس.

من جهتها، كان للأديبة الجزائرية المغتربة أحلام مستغانمي بصمتها هي الأخرى، بروايتها الجديدة quot;الحب الخاصquot; التي خرجت كليًا عن الجزائر وعن الشخصيات الجزائرية، فهي رواية أبطالها لبنانيون وأحداثها تدور في لبنان، وبرزت بمعالجتها إشكالية الحب في العالم العربي. وكان الكاتب الجزائري الآخر quot;رشيد بوجدرةquot;، في الواجهة بحضوره (الصاخب)، وتصريحاته الجريئة، على منوال قوله: المثقف مبهور برجـل السلطة، ولا يقل سلطوية عن الحاكم، وعدم اعتداده بشيخ الرواية العربية نجيب محفوظ، ووصفه للراحل بكونه (رجل قديمbull;bull; أعطى رواية قديمة)!.

روان ..زياني.. والآخرون

الموسيقار محمد روان
تألّق الموسيقار الجزائري الشاب quot;محمد روانquot; بألبومه الجديد الذي كانت له مبيعات قياسية، بيد أنّ ملك أغنية الراي quot;الشاب خالدquot; وأميرها quot;الشاب ماميquot;، تألقًا بصورة مغايرة بعيدة عن الفن، عندما رفعت قضية ضدّ الأول بباريس لرفضه الاعتراف أبوته لطفل، في حين لقي الثاني متاعب جمة ، إذ أودع السجن بعاصمة الجن والملائكة لممارسته العنف ضدّ (صديقته)، قبل أن يعود إلى بلاده الربيع الماضي، حيث رفضت الأخيرة تسليمه للقضاء الفرنسي، رغمًا عن أنفه !

في الميدان الرياضي، برز النجم الجزائري quot;كريم زيانيquot; (25 عامًا) لاعب نادي أولمبيك مارسيليا والمنتخب الجزائري لكرة القدم، بنيله جائزة أفضل لاعب جزائري لعام 2007 في استفتاء شاركت فيه لجنة حكام مؤلفة من لاعبين ومدربين، وهي المرة الثانية على التوالي التي يحصل فيها زياني على جائزة الكرة الذهبية.

من جانبه، برز quot;لزهر حاج عيسىquot; صانع ألعاب فريق وفاق سطيف بطل دوري أبطال العرب، ونال لقب أفضل لاعب عربي، في حين تميّز نذير بلحاج مدافع ليون بطل فرنسا في المواسم الستة الأخيرة، بهدفيه الجميلين في مرمى منتخب الأرجنتين، إثر مواجهة مثيرة خسرتها الجزائر بعد ظهورها بوجه مشرف.