الرئيس الذي اختاره الاميركيون، وسنعرف اليوم ما إذا كان بوش الإبن أم جون كيري، هو رئيس العالم كله وحتى لا نُغضب البعض فإنا نستثني بعض الكتاب العرب وبعض الأحزاب العربية ومعهم اسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي ومن لفَّ لَفَّ هؤلاء جميعهم، فالولايات المتحدة هي الدولة الأكبر والأقوى والأهم وهذا هو الواقع شئنا أم أبينا.

لم يهتم سكان الكرة الارضية، ومعهم رؤساهم وأحزابهم وزعماؤهم وإرهابيوهم وكهنتهم وشيوخهم، لا بإنتخابات روسيا ولا بإختيار اللجنة العسكرية للحزب الشيوعي الصيني خلفاً للرئيس السابق جيانغ زيمين ولا بإنتخابات تونس وإنتخابات اوكرانيا وإنتخابات دول أوروبا الجديدة والقديمة وإنتخابات اليابان وآخر إنتخابات في عراق الثورة، التي حصل فيها صدام حسين، لا فكَّ الله أسره، على مائة في المائة من أصوات العراقيين الأحياء منهم والأموات من سكان المقابر الجماعية.

معظم قادة وزعماء العالم شاركوا في إنتخابات الرئاسة الاميركية، إن بشكل مباشر مثل بوتين وإن بشكل غير مباشر مثل الذين إنحازوا، إن في هذا الإتجاه أو ذاك، بعواطفهم وقلوبهم ومعظم سكان هذا العالم، بل كلهم، حبسوا أنفاسهم ولم يتنفسوا الصعداء منذ ان بدأ العد العكسي هناك وراء البحور البعيدة.

قبل ايام اختار الصوماليون رئيساً جديداً، لهم لم يستطع بعد دخول عاصمة بلاده، التي لم ترَ السعادة ولم تعشها منذ ان إرتقى سدة عرشها زياد بري، الذي كان محبوباً ومبعوث العناية الإلهية مثله مثل صدام حسين وكل من هم على شاكلته، لكن حتى جيبوتي المجاورة لم تسمع بهذا الاختيار ولم تعرف عنه حتى صحف «الهم القومي العربي» التي قضت العمر بحثاً عن شيىء تكتب عنه.

لم يختر العالم أياً من قياصرة الإمبراطورية الرومانية الذين حكموا مِنْ الكرة الارضية ما وصلت إليه حوافر خيول جيوشهم واليوم فإن الرئيس الكوني الذي سيعلن إسمه في واشنطن لم ينتخبه سوى الاميركيين ومع ذلك فإن كل من في هذه الدنيا يعتبر إنتخابه شأناً شخصياً إن على مستوى الافراد وإن على مستوى الدول والانظمة.

يقيناً لو ان الولايات المتحدة ليست على هذا المستوى من القوة والسيطرة فلما زاد إهتمام العالم برئيسها الجديد، الذي سيعلن اسمه اليوم، عن إهتمامه برئيس الصومال الذي إنتخب قبل أيام والذي ربما لا يعرف اسمه، حتى الأمين العام للجامعة العربية والامين العام للأمم المتحدة، فالمسألة لا تتوقف على رغبات الدول وإنما على مكانة أميركا التي أصبحت محاددة لكل دول الكرة الارضية.

إن هذا هو الواقع.. والواقع هو الذي يفرض نفسه ولذلك فإن الفيتناميين الذين حاربوا اميركا وأغرقوا شرفها وكرامتها في أوحال بلادهم مضطرون للتعامل والتعاطي معها وما ينطبق على فيتنام ينطبق على أبو حمزة المصري حتى وإذا لا قدر الله أصبح أمير المؤمنين وخليفة الاسلام والمسلمين.