فتح تحتاج للتدريب على موقع المعارضة
مخاض المصالحة بين القدومي وعباس بدأ قبل عام
خلف خلف من رام الله: انتهى الخلاف الذي دام سنوات عدة وكان يثور ويهبط كالبركان من فترة لأخرى، حتى أن البعض وصفه أحياناً بأنه أزمة شخصية بين الرجلين، وأخيراً ذهب ما كان خلال مشهد رسمته عدسات المصورين، رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير محمود عباس يمسك بيد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية للمنظمة ويبتسمان وكأن شيئاً لم يكن سابقاً، لكن ذلك لم يكن النهاية، فقد اشتعل لهيب الأسئلة من حيث: ما السبب؟ وكيف؟ ولماذا الآن بالذات؟. إيلاف بدورها تفتح هذا الملف في محاولة لفهم حيثياته ونتائجه وآثاره المتوقعة على الساحة الفلسطينية.
النائبة عن حركة فتح وعضو اللجنة المركزية للحركة انتصار الوزير اعتبرت في حديثها لـ إيلاف أن المصالحة بين القدومي وعباس خطوة ايجابية وتسير في الطريق الصحيح لإصلاحات فتح، وأضافت: هذه الخطوة ليست وليدة اليوم فقبل عام من الآن اجتمعنا في الأردن وكان لقاء إيجابي بين أعضاء اللجنة المركزية الذين سعوا للنهوض بالحركة من كل النواحي. وقالت: هذه الخطوة التي جاءت من الرئيس عباس هي استكمالاً لما بدأنه لإعادة الوفاق على أساس المصلحة الوطنية، والسبب الآن في الوصول لهذه المصلحة هو التقاء على نقاط مشتركة وحل نقاط الخلاف السابقة، وفي رده على سؤال فيما إذا كانت هذه المصالحة تأتي في أطار الضغط على حركة حماس قالت: ليس للمصالحة أي شان في حماس، وهذه خطوة فتحاوية داخلية لا علاقة لها فيما يجري الآن على الساحة الفلسطينية، والدليل على ذلك، ما أسلفته من أن السعي على حل الخلافات بين قيادات فتح بدأ قبل عام من الآن، يوم لم تكن حماس أحد أطراف السلطة.
فتح وإشكالية المعارضة
وفي ردها على سؤال ما هي الخطوات التي قامت بها حركة فتح كونها لأول مرة تقف في صفوف المعارضة، قالت: بصراحة نحن نواجه تجربة هي الأولى من نوعها لنا، ونحن في حاجة إلى تدريب حتى نكون معارضة بناءه، وهذا بالنسبة لنا كأعضاء في البرلمان أما حركة فتح بشكل عام فنحن نسعى لعقد المؤتمر السادس والذي سنحقق خلاله بعض الانجازات على مستوى إدخال فئات شابه في اللجنة المركزية فهذا أمر لا بد منه وخاصة أن أخر مؤتمر عقد عام 1989 والأصل أن يعقد المؤتمر كل خمس سنوات.
ورداً على سؤال لـ إيلاف فيما إذا كانت هناك شخصيات مرشحة للدخول في اللجنة المركزية لحركة فتح قالت النائبة انتصار الوزير: يجب إلا نطرح أسماء في هذه اللحظة وكل ما تم تداوله من أسماء هي في إطار التكهنات فقط، وعلينا أن ننتظر المؤتمر السادس للحركة. وكانت مصادر تحدثت في وقت سابق على أن النية في حركة فتح تتجه نحو تعيين كل محمد دحلان وروحي فتوح وعزام الأحمد وحمدان عاشور، وربما أيضا نبيل عمرو، كأعضاء جدد في اللجنة المركزية لفتح لسد الشغور الناجم عن وفاة ياسر عرفات وخليل الوزير أبو جهاد، وصلاح خلف أبو إياد وهايل عبد الحميد أبو الهول، وخالد الحسن أبو السعيد، ليصبح بذلك عدد هؤلاء الأعضاء 18 عضوا. وأضافت النائبة: وأيضا في إطار الإصلاحات نحن نخطط لزيادة وتوسيع المجلس الثوري للحركة فتح بما يضم فئات شابه ويذكر أن المجلس الثوري يضم 107 أعضاء الآن.
فتح لا تفكر بانتخابات مبكرة
كما كشفت النائبة الوزير أن لا أحد في حركة فتح يفكر الآن في انتخابات فلسطينية مبكرة، وقالت أيضا: نتمنى أن لا تجري الانتخابات إلا بعد أربع سنوات من الآن، أما بشان نجاح فتح أو فشلها في انتخابات قادمة فهذا لا يعتمد على إخفاقها في الانتخابات السابقة، وإنما على قدرتها على إصلاح الأخطاء التي ارتكبتها في الانتخابات الماضية.
وفي معرض ردها على حول السبب الذي جعل الرئيس عباس يعلن أنعه لا يمكن لفلسطيني الشتات المشاركة في الاستفتاء المقرر عقده في حال فشلت الفصائل الفلسطينية في التوصل لاتفاق من خلال الحوار قالت: إذا ما تجاوزنا المشاكل الفنية والإدارية لأجراء مثل هذه الاستفتاء، فأنه لا مجال لتجاوز إشكالية أخرى تتعلق بغياب السيادة الفلسطينية على فلسطيني الشتات، فلا نستطيع عمل أي استفتاء في أي دولة أخرى لأنه ليس لنا أي سلطة على الأراضي السورية واللبنانية والأردنية بالإضافة لكل الأماكن التي يتواجد فيها اللاجئين الفلسطينيين، إضافة لذلك فأن الانتخابات أو الاستفتاءات إجراءات غير موجودة في هذه الدول ولا تشكل جرءا من الحياة السياسية فيها.
شعث: المصالحة نقطة ايجابية تسجل لفتح
أكد النائب الدكتور نبيل شعث هاتفياً لـ إيلاف أن حل الخلاف هو نقطة ايجابية تسجل لحركة فتح، موضحاً بأن ما جرى كان يجب أن يحدث منذ زمن، وكما نفى النائب شعث الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني وزير الأعلام الأنباء التي تحدثت عن نية الرئيس عباس والقدومي لعاصمة السورية قريباً لحصر ممتلكات منظمة التحرير، مشيراً بأن أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح بقيادة القدومي سيزرون دمشق من أجل تفعيل المنظمة والتأكيد على اتفاق القاهرة الذي تم بين الفصائل الفلسطينية.
وأشار النائب شعث أن الانتخابات الداخلية لحركة فتح في كافة المناطق الفلسطينية اقتربت من الانتهاء، وسيتم التوجه للمؤتمر العام نهاية الشهر الجاري، ورداً على سؤال فيما إذا كان سيتم ضم شخصيات جديدة للجنة المركزية في الحركة، قال الدكتور شعث: هناك آراء تطالب في ذلك وفي المقابل هناك من يدعو للانتظار ريثما تتم الانتخابات في الحركة. ورداً على ما صرح به اليوم النائب عن حركة فتح عيسى قريع قال شعث: في الحقيقة لا يعبر سوى عن نفسه، ولا يمثل أحداً من الحركة.
وتطرق الدكتور شعث لقضية الاستفتاء الذي هدد الرئيس عباس بإجرائه والتي بدورها أعلنت حركة حماس تحفظها عليه بالقول: لم أسمع في حياتي عن حركة تدعي أنها جماهيرية وتخشى الاستفتاء، فنحن لن نقول بأننا سنستفتي الشعب الأميركي أو الإسرائيليين بل الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن كل الدول والمؤسسات الدستورية في العالم تلجأ للاستفتاء في حل فشلت بالتوصل لنتائج من خلال الحوار.
المصري: قوة فتح تعززت
في غضون ذلك، قال غسان المصري المتحدث باسم الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن لقاء المصالحة بين الرئيس ورئيس الدائرة السياسية وزير خارجية دولة فلسطين فاروق القدومي، عزز من قوة حركة فتح وساهم في توحيد صفوفها، مؤكداً في الوقت ذاته أن ما جرى ساهم في إزالة جميع الأسباب التي أوجدت شرخ بين قيادة الحركة في الداخل والخارج، والتي انعكست بشكل سلبي على وحدة الصف الفتحاوي ومواقف الحركة السياسية والداخلية، وخصوصا انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة. وأكد المصري أن حركة فتح ماضية نحو إنهاء حالة التجاذبات بين أقطاب قياداتها، وذلك من خلال الاتفاق على آليات وبرنامج يضمن نجاح عملية الإصلاح، وتفعيل مؤسسات الحركة ودورها القيادي والطليعي في قيادة الشعب الفلسطيني، نحو إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني.
التعليقات