المباحثات البحرينية الكويتية تختتم بإتفاقيات وتلمح:
quot;لا مكان لليمن بين دول مجلس التعاونquot;

مهند سليمان من المنامة: على الرغم من المحاولات الجادة اليمنية للسعي للإنضمام إلى منظومة دول مجلس التعاون، إلا أن تصريحات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي محمد صباح السالم الصباح في البحرين جاءت بما لا تشتهيه السفن هذه المرة، حيث أكد خلال مؤتمر صحافي جمعه بوزير الخارجية البحريني خالد بن احمد آل خليفة أنه في حال فتح باب العضوية للدول الراغبة في الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي فقد ينتهي الأمر بوجود 22 دولة في المجلس مما يحول مجلس التعاون إلى جامعة عربية.

وعلى الرغم منأن الوزير لم يسمي اليمن في تعليقه إلا انه أكد إلى أن مجلس التعاون لدول الخليج العربي لن يكون بديلاً عن جامعة الدول العربية، بل إنه رافد من روافد العمل العربي المشترك، وقال quot;إن مجلس التعاون الخليجي ليس كما يقال انه نادٍ للأغنياء، فهناك دول أغني منا بكثير وليسوا أعضاء في المجلس، وما يجمعنا في المجلس هو أن نكون داعمين للتنمية والقضايا العربية ونستطيع أن نحقق هذا الأمر بهذا الإطار وضمن هذه المنظومة والحركية السياسية في دول مجلس التعاونquot;.

وبين الوزير الكويتي quot; أن عضوية مجلس التعاون الخليجي تقتصر على ستة دول فقط، ويجمعنا مع الدول والتنظيمات الأخرى إيماننا بكوننا رافدًا وداعمًا للقضايا العربية، وطوال فترة قيام مجلس التعاون الخليجي حققنا الكثير من الإنجازات التي عجزت عن الإتيان بمثيلها الكثير من التنظيمات التي استمرت لعقودquot;. وقال quot; يجب أن نأخذ بالاعتبار أن ميثاق جامعة الدول العربية لم يمنع تأسيس تنظيمات إقليمية تكون مساندة للعمل العربي المشترك، الأمر الذي عكس ترحيبنا بتأسيس مجلس التعاون المغاربي لدول المغرب العربي وأي تنظيمات تصب بهذه الاتجاه ورؤيتنا واضحة بهذا الاتجاهquot;.

وعلى صعيد آخر نفى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي منع السلطات الكويتية لأي مواطن بحريني من عبور الحدود الكويتية لدخول العراق، موضحًا بأن المنفذ الحدودي مفتوح للأغراض الإنسانية وقوات التحالف فقط، وقال إن السلطات الكويتية لم تمنع أي مواطن بحريني من عبور الأراضي الكويتية، وأن إغلاق المنفذ الحدودي الكويتي- العراقي أمام العبور التجاري والسكاني يأتي ضمن اتفاقية مع الجانب العراقي حيث يستثنى من هذا الاتفاق الجانب الإنساني واستخدامات قوات التحالف.

ويأتي نفي الوزير بعد أن أرجع النائب بالبرلمان البحريني حسن سلطان إصرار الكويت على عدم فتح الحدود البرية لعبور البحرينيين لزيارة العراق لوجود مجاميع من العراقيين وفدائيي صدام يحملون الجنسية البحرينية، وقد يستغلون هذه الجنسية في أعمال مشبوهة بالكويت، الأمر الذي نفاه وزير الداخلية مرارا وطالب بدليل واحد على ذلك.

من جهته قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين في دورتها الرابعة أثمرت عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز مسيرة التعاون الثنائي في كافة المجالات.

وأشار وزير الخارجية البحريني إلى أنه جرى التوقيع على محضر اجتماعات اللجنة العليا والذي اشتمل على عدد من مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية وقطاعي النفط والصناعة، وأضاف انه تم بحث تعزيز التعاون والتنسيق في المجالات الأمنية والتربوية والتعليمية والإعلامية والعمل والمرأة والتنمية الاجتماعية والخدمة المدنية والسياحة والطيران والملاحة الجوية وأنشطة الشباب والرياضة من أجل فتح أفاق جديدة للتعاون الثنائي في هذه المجالات.

وأكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين تأتى في إطار المساعي المشتركة لتطوير علاقاتها مشددًا على أن البلدين سيعملان على تحقيق ما تم الاتفاق عليه وما تضمنته هذه الاتفاقيات خلال العام الجاري وحتى موعد الاجتماع القادم للجنة العليا المشتركة.

وحول ضرورة ما يتم توقيعه بين البلدين من اتفاقيات بعد دخول السوق الخليجية المشتركة حيز التنفيذ الفعلي منذ بداية عام 2008م ، وأكد الشيخ خالد أن انطلاق السوق الخليجية المشتركة لا يمنع عقد اتفاقات ثنائية بين أي من دول المجلس إذ أن هذه الاتفاقات تكون منسجمة ولا تخرج بأي حال من الأحوال عن الإطار الخليجي المشترك الذي يمثله مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ودعا الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة مختلف وسائل الإعلام الخليجية والعربية إلى ممارسة دورها بشكل ايجابي في إبراز انجازات مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ إن نجاحات المجلس باتت محل إشادة كافة المنظمات والتجمعات الدولية.

من جهته، أكد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة نائب الملك ولي العهد على عمق العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة التي تربط مملكة البحرين بشقيقتها دولة الكويت، مشيدًا بما وصل إليه التعاون المشترك بينهما من اطراد التقدم والنماء في العديد من المجالات، وبارك خلال لقائه الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالكويت بالنتائج المثمرة التي أسفرت عنها اجتماعات اللجنة والاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها الأحد، مؤكدًا أنها سوف تسهم في فتح آفاق جديدة من التعاون الأخوي بين البلدين بما يعود الخير والنفع والفائدة على الشعبين.

كما أعرب عن ارتياحه للخطوات التي قطعتها هذه اللجنة التي أكدت الرغبة الصادقة لتطوير وتعزيز مسيرة التعاون والتنسيق بين مملكة البحرين ودولة الكويت انطلاقًا من التوجيهات الحكيمة لقيادتي البلدين الشقيقين وترجمة صادقة لما يربط الشعبين الشقيقين من الصلات والروابط الأخوية المتينة منذ القدم.