مقومات سياحة طبيعية لم تلغِها التكنولوجيا:
السياحة في سلطنة عُمان... كنزٌ لم يكتشف بعد!

هل سياحة quot;النخبةquot; ما زلت هي المسيطرة على عُمان؟
من المسؤول عن عدم معرفة السياح بالأجواء السياحية في السلطنة؟

فهد سعود من مسقط:رغم كونها من الدول التي تمتلك المقومات التي تؤهلها لأن تكون من مصافي الدول السياحية في الوطن العربي والخليج، إلا أن سلطنة عُمان تسير في مجال السياحة بهدوء، وبعيدًا عن الأضواء والصخب، وهي سياسة تبدو مريحة للمواطن العماني وللمسؤولين العمانيين الذين يفضلون السياحة المتوازنة البعيدة عن الصخب. في عمان تتنوع أوجه السياحة فيها، ولكنها سياحة لم تكتشف بعد، ولهذا فإن الكثيرين لا يعرفون عمان حق المعرفة، ومن هنا برز السؤال عن الدور الذي تقوم به الجهات المختصة في السلطنة في هذا الجانب، والأسباب وراء عدم انتشار السلطنة في هذا المجال على الرغم من قدرتها على ذلك.

ويقول حمود بن علي الطوقي، رئيس تحرير مجلة الواحة العمانية، إن مساحة عُمان الكبيرة، والتي تعد الثانية بعد السعودية، وتنوع النواحي السياحية فيها، تجعلها قادرة على احتواء السياح من مختلف الجنسيات والحضارات. ويضيف: quot;ولكن عُمان ربما لا تزال غير معروفة كبلد سياحي بالشكل المطلوب، وهذا كان أحد أسباب عدم معرفة السياح بنا، ولذلك كانت هناك حاجة ملحة إلى وجود جهة تعمل على تنمية هذا القطاع، ولذلك صدر المرسوم السلطاني بإنشاء,وزارة السياحةفي عام 2004، ومع إنشاء هذه الوزارة بدأت عمان تنفخ على السياحة شيئًا فشيئًاquot;.

وأضاف الطوقي قائلاً: quot;في عمان نحن نهتم كثيرًا بسياحة quot; النخبةquot;، فالكثير من الأسئلة نطرحها حين يأتي السائح إلينا.. كم المدة التي سيجلسها السائح، وأي الفنادق سيسكن، وكم الليالي التي سيقضيها، وكلها مؤشرات جعلتنا نضع للسياحة إطارًا خاصًا، من هنا أصبحت عمان للنخبة بنظر الكثيرينquot;.

ومضى قائلا: quot;كما أنه من الأنشطة التي تقوم بها السلطنة من أجل التعريف بالبلاد أصبحنا نشارك في الفعاليات التي تحدث خارج عمان للتعريف بها، كما ندعو الوفود لزيارة عمان والتعرف عليها، خاصة الوفود الأوروبية من ألمانيا وأوروبا، والتي تزور عمان بشكل كبير، وتستمتع بالأجواء، فهي تتميز بوجود مناخ سياحي جاذب، فمعظم المدن تتميز بجو استثنائي، يعد من المناطق المميزة التي يقبل عليها السائح الخليجي، لان طقسها مناسب للخليج، فهو معتدل رذاذ على مدار العام وهو موسم الخريفquot;.

وأكمل: quot;تتميز عمان بكونها تمتلك سياحة متنوعة جعلتها ضمن الخيارات الأوروبية، فهناك سياحة دينية، وهناك سياحة علاجية، وهناك سياحة المغامرات مثل تسلق الجبال، ولدينا عدد من الكهوف تعتبر من الكهوف الفريده على مستوى المنطقة، مثل ( كهف الكوته)، وكهف (مجلس الجن)، وغيرها من الكهوف التي تعد من اكبر الكهوف في العالمquot;.

قرية طيبي السياحة بولاية صور - خاص إيلاف
ومضى قائلا: quot; كما أن السياحة الشاطئية موجودة في عمان فهناك شواطئ تمتد لمسافة 1700 كيلو متر، وهناك سياحة حب الاستطلاع التاريخية، فعمان لديها أكثر من 500 قلعة وحصن وهي قديمة جدا، كل هذه الأمور جعلت من عمان تمتلك تضاريس متنوعة خلقت حب لعمان من مختلف الجنسيات، و قد تكون الحكومة ترسم سياحة معينه لجذب نوعية السياح، ومن المتوقع أن نصل إلى الانتشار المطلوب في غضون الخمس سنوات المقبلةquot;.

وختم السيد حمود الطوقي، رئيس تحرير مجلة الواحة العمانية، حديثه لإيلاف بالحديث عن الإعصار الذي حدث في عمان في يونيو 2006م، وأطلق عليه إعصار غونو، والذي أحدث دمارًا كبيرًا في البلاد، حيث قال: كانت أوقات صعبة كثيرًا على عمان، ولكنها استطاعت أن تتجاوز هذه الأزمة بشكل كبير. كما أن الضربة أخّرت عمان 30 سنة للوراء، وكل ما تحقق في مسقط من تنمية وعمران ذهب مع الريح بعد الإعصار، ولكن بفضل العزيمة والإرادة، وتصميمنا على أن نتجاوز هذه الأزمة، استطعنا، وخلال أقل من 5 أشعر أن نعيد بناء مسقط من جديد، ودون أن نمد أيدينا لأحد، حيث رفضت السلطنة أن تأخذ مساعدات من أي بلد كان، quot; فالإعصار أعطانا القوة دون أن نطرق الأياديquot;.

وتنظم سلطنة عمان سنويًا عدة مهرجانات سياحية، مثل مهرجان مسقط الذي يستقطب عددا كبيرا من الزوار، وهناك مهرجان صلالة الذي يهدف إلى استقطاب الأسر الخليجية بشكل خاص. ولا يعد اقتصاد سلطنة عمان من الاقتصاديات الضخمة، ولكنه اقتصاد جيد جدًا، ويضمن العيش المريح للمواطن العماني، بحسب خبير اقتصادي تحدثت معه إيلاف. وتنتج سلطنة عمان يوميًا ما يقارب 800 ألف برميل من النفط، وتعمل على تنويع مصادر الدخل عبر موارد أخرى، كالسياحة ومنها قطاع الأسماك والثروة الحيوانية، وتنمية الموارد البشرية.